تصريح الحسن السعدي، حامل حقيبة الصناعة التقليدية، كان قمة في العبث السياسي. الرجل، بسخرية "المهبول" التائه في "لاطوروت"، اعتبر أن الأزمة ليست في ارتفاع الأسعار، بل في " ارتفاع الفايسبوك"! بالله عليك، هل وصل بكم الانفصال عن الواقع إلى هذه الدرجة؟
المغاربة لا يأكلون "البيانات الحكومية" ولا يشبعون بتصريحات بائسة تُلقي اللوم على "السوشل ميديا". قفة المغاربة ليست "ترندًا"، بل وجع يومي، ومعيار صارم لنجاح أو فشل أي حكومة. وها أنتم قد فشلتم، فشلًا ذريعًا، لدرجة أنكم تحاولون تسويق العجز على أنه "أولوية أخرى"!
ثم تأتي لتخبئ فشلكم خلف المشاريع الملكية؟! وكأن المغاربة لا يدركون أن الفرق بين الملك وحكومتكم كالفارق بين من يشيد صروح التنمية ويؤسس لرؤية اقتصادية عادلة، وبين من يترك المواطنين يصارعون الغلاء دون حلول واقعية!
ثم بالله عليك، هل هذا مستوى نقاش؟
"النقاش حول ماطيشا وبطاطا ثانوي"، " هامشي"... من أين أتى هذا الرجل...؟
تقولها وكأن المغاربة يناقشون رفاهية فائضة، لا أساسيات العيش! تريد أن تصرف الأنظار عن فشلكم وتدعو الناس للانشغال بمشاريع الملك! أي عبث هذا؟! الملك، يعمل من أجل رفاهية المغاربة، وأي مشروع ملكي غايته تحسين حياتهم، لا أن يُستخدم ذريعة للتغطية على فشلكم الذريع. المشاريع الملكية ليست ورقة توت تُخفي بها عجزك، ولا سلم نجاة تتعلق به حكومة فشلت في ضبط الأسعار وإنصاف الفئات الهشة.
ثم، بالله عليك، ألم تفهم بُعد القرار الملكي بتعطيل شعيرة النحر بسبب الغلاء؟ هل فاتك أن هذه رسالة واضحة بأن الدولة تُدرك أن الغلاء مسألة جوهرية، وأنها ليست مجرد "ضجيج فايسبوكي" كما تدّعي؟
فصهٍ... فإن من يجيد الرقص في الزمن الفارق، لا يجيد معانقة هموم الشعب!
وأخيرًا، دعوا علاقة الملك بالشعب جانبًا، فهي ميثاق راسخ، تاريخي، شرعي وإنساني. لا شأن لكم بها. ما يعني المغاربة هو أنكم فشلتم فشلًا مدويًا في بناء دولة اجتماعية حقيقية، وأن خطابكم المنفصل عن الواقع لن يُغيّر هذه الحقيقة.
أما "ماطيشا والبطاطا"، فابقوا بعيدًا عنها، فهي آخر ما تبقى للمغاربة كي يقيسوا به مدى فشلكم!