ارتبط شهر رمضان بمجموعة من الإنجازات الكروية المغربية، فقد عرف هذا الشهر، تتويج فرق مغربية بألقاب قارية، ناهيك عن إجراء مجموعة من المباريات التي ظلت عالقة في ذاكرة الجماهير المغربية، على غرار الودية التي جمعت الرجاء الرياضي بفريق برشلونة الإسباني، إلى جانب مباريات ذات طابع محلي شدت إليها اهتمام الجماهير في أمسيات رمضانية.
وفي واحدة من المباريات التي شهدت حضور 65 ألف متفرج، خاض المنتخب المغربي مباراة ودية رمضانية ضد نظيره البرازيلي، بمدينة طنجة في مارس 2023، عاش فيها الجمهور المغربي إفطارا جماعيا في مدرجات ملعب ابن بطوطة تناقلته كبريات القنوات العالمية.
الجماهير المغربية في ملعب طنجة خلال ودية المنتخب المغربي والبرازيل
صيام مشجعين رجاويين في تونس وإفطار على فرحة التأهيل للموندياليتو
إذا كانت الكثير من الأندية المغربية قد حصدت عددا من البطولات الإفريقية فإن لقب دوري أبطال أفريقيا نسخة 1999، الذي حققه الرجاء الرياضي، يبقى بنكهة خاصة، ولن يسقط من بال الرجاويين والمغاربة عامة، لما رافقه من أحداث.
في يوم رمضاني سنة 1999 كان ملعب المنزه بتونس مسرحا لنهائي مثير بين قطبي الكرة الإفريقية الترجي التونسي وضيفه الرجاء الرياضي، ولعل ما زاد من قوة المباراة، هي نتيجة التعادل (0/0)، التي انتهت بها مباراة الذهاب بملعب الأب جيكو بالدار البيضاء، وما رفع من قوة التحفيز هو تأهل الفائز بكأس عصبة الأبطال الإفريقية لأول مونديال للأندية بالبرازيل.
صنفت المباراة النهائية بين الرجاء البيضاوي والترجي التونسي، كأحد أبرز الملاحم الكروية للفريق الأخضر، فبعد لقاء الذهاب الذي انتهى بالتعادل الأبيض بين الفريقين، ظن التونسيون أنهم حققوا اللقب سلفا، خاصة أن الفريق التونسي كان يمثل العمود الفقري للمنتخب الوطني التونسي، في حين كان فريق الرجاء لا يتجاوز معدل أعمار لاعبيه 23 سنة.
في جنبات ملعب المنزه الذي هجره الجمهور التونسي بعد خسارة الترجي بضربات الجزاء، شرع مشجعو الرجاء في تناول وجبات إفطار لسد الرمق، فقد كان الفوز باللقب القاري والتأهل لمونديال الأندية خير وجبة إفطار للمشجعين الذين توجهوا مباشرة إلى المطار وفيه تناولوا وجبة العشاء.
خاض الرجاء عدة مباريات قارية في عز شهر رمضان، أبرزها نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية في الكاميرون ضد “كوتون سبور”، حيث عاد حاملا اللقب الإفريقي مرفوقا بعدد قليل من مشجعيه الذين أفطروا مباشرة بعد الظفر باللقب في يوم ملتهب عرف درجة رطوبة عالية.

المباراة الودية التي جمعت الرجاء الرياضي بفريق برشلونة
إفطار جماعي لجمهور الوداد في موقف السيارات وفي مدرجات ملعب رادس
في ماي 2019، عاش الوداديون محنة أطول مباراة في تاريخ عصبة الأبطال الإفريقية، في ملعب رادس ضد الترجي التونسي، والتي حسم أمرها من طرف محكمة التحكيم الرياضي “طاس” بفوز الترجي التونسي.
تقرر إجراء مباراة الذهاب في ملعب الأمير مولاي عبد الله في يوم رمضاني، حيث شهدت جنبات المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، توافد آلاف المناصرين الوداديين منذ الظهيرة، إذ ظلوا يرابطون في جنبات الملعب في انتظار افتتاح أبوابه، أربع ساعات قبل موعد المباراة النهائية.
ومع اقتراب آذان صلاة المغرب، تحول موقف السيارات المجاور للملعب إلى مائدة إفطار كبيرة بين الجماهير الودادية والتي أبانت عن حس عالي من التضامن بينها والمناصرين التونسيين.
انتهت المباراة بالتعادل (1-1)، وسط جدل تحكيمي كان بطله الحكم المصري جهاد جريشة، لكن بعد أسبوع سيرحل الوداد رفقة مئات من مشجعيه إلى العاصمة التونسية لخوض مباراة الإياب في جو رمضاني رطب.
في يوم المباراة تناول مشجعو الوداد وجبة الفطور في ملعب رادس، وشرعوا في مناصرة فريقهم، لكن نقطة التحول هي غياب تقنية الفار وما رافقها من جدل أوقف عقارب المباراة بعد إلغاء الحكم لهدف التعادل الذي وقعه اللاعب الكرتي.
الوداد والأهلي..مصريون يتناولون وجبة الإفطار في ضيافة الوداديين
جمعت العديد من المباريات الرمضانية الوداد بأندية مصرية، لكن بعضها ظل حاضرا في أذهان الجماهير، أبرزها المباراة التي أجريت برسم دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا 2011، في ليلة رمضانية شهدت حضورا قويا لجمهور الوداد الرياضي الذي حضر لدعم فريقه خلال مواجهة الخصم المصري التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله، وهي المباراة التي تحول فيها محيط مركب محمد الخامس بالدار البيضاء إلى مطعم مفتوح لإفطار جماعي لمشجعي الفريقين.
وسبق للنجم المصري محمد أبوتريكة، قد استحضر هذه المباراة في حوار له مع مجلة الأهرام الرياضي، بأنّه لم يتوقع الحفاوة التي أحاطه بها الجمهور المغربي عند خروجه عن أرضية التباري بعد استبداله ضمن مجرى مباراة ناديه الأهلي والوداد البيضاوي لحساب المنافسة الإفريقية على كأس العصبة.
وزاد أبوتريكة بأنّ ما طاله من “حب جارف أعرب عنه الجمهور المغربي“ يعد بالنسبة له “لحظات تاريخية في حياته.. كما أردف“ “أعرف حب الجماهير، لكن تشجيع المغاربة كان مفاجأة سعيدة“.
لقاء رمضاني آخر جمع الوداد الرياضي بالأهلي المصري في مجموعات دوري أبطال أفريقيا سنة 2017، وهو يعد من أشهر المواجهات العربية خلال شهر رمضان.
كانت ليلة 21 يونيو 2017، استثنائية في الميدان وعلى المدرجات، بل إن صورا تناقلها مشجعون مصريون تؤرخ لإفطار في ضيافة مناصرين وداديين، وعلى امتداد أطوار المباراة سجل سخاء في التشجيع من الطرفين وسادت الروح الرياضية بين المغاربة والمصريين في مباراة انتهت ودادية بهدفين لصفر.
حين تأهل الوداد للنهائي، سيواجه الأهلي مجددا، وينجح في التعادل بالقاهرة 1-1 قبل أن يسجل وليد الكرتي هدف الفوز 1-0 في الإياب، وتأكيد التتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخ النادي.

مباراة الوداد الرياضي والترجي التونسي
في ملعب طنجة.. مباريات ودية بنفحات رمضانية
أمام 65 ألف متفرج في مباراة دولية ودية، حقق المنتخب المغربي فوزا تاريخيا على ضيفه البرازيلي بحضة 2-1 يوم 26 مارس 2023 على ملعب ابن بطوطة في طنجة. وهو الفوز الأول للمغرب على البرازيل في ثلاث مواجهات جمعت بينهما حتى الآن.
ولأن هذه المباراة تزامنت مع شهر رمضان، فقد اختار الآلاف من جماهير المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، تناول وجبات إفطارهم الرمضاني داخل الملعب من المدرجات أو في محيط ملعب طنجة الكبير، قبل المباراة التي انطلقت بعد صلاة التراويح.
وفي 28 يوليوز 2012، وعلى أرضية نفس الملعب جرت مباراة ودية جمعت نادي الرجاء الرياضي بفريق برشلونة الإسباني، وهي مواجهة تزامن موعدها مع شهر رمضان.
قبل المباراة ظهرت في جنبات المركب الرياضي بطنجة مطاعم صغرى أعدت للمشجعين القادمين من مختلف مدن المملكة، وجبات إفطار سريعة.
ورغم إجراء المباراة في شهر رمضان إلا أن مدينة طنجة تحولت إلى قبلة للجماهير المغربية، إذ أعلن منظمو اللقاء الودي عن نفاذ 80% من التذاكر العادية المخصصة للولوج إلى المدرجات، قبل يوم عن موعد المواجهة الودية التي انتهت بانتصار كاسح للفريق الإسباني بثمانية أهداف نظيفة.