انتظر المغاربة من شركة "الضحى" التي راكم صاحبها (الصفريوي) ثروته من عرق جبينهم، واستطاع أن يدخل البورصة من أبوابها الواسعة، وأن يحقق أرباحا خيالية، كما استعان بالمشاهير (شاروخان) والممثلين والمطربين وعيساوة والحمادشة، وربما مروضي الأفاعي، من أجل "إقناع" المغرب بالسقوط الحر في مستنقعات الإسمنت.. لقد انتظروا منه أن يحول إمبراطوريته المالية إلى حاضنة للاطمئنان، فإذا به يحولها إلى حاضن لشلالات من الدعاوى القضائية.. لأنه يعتقد أن من يملك المال يملك السلطة، ومن يملك السلطة يتوفر على حق السلب والنهب، وحق توجيه كل الضربات غير المشروعة..
والمحير في الأمر أن هذا المنعش المسؤول عن أكبر فضيحة عقارية يشهدها المغرب ما زال يفتخر بـ"شقق الموت"، وما زال يدفع الكثير لدفع المغاربة إلى شراء أكفانهم، ولحجب الفضائح التي أصبحت الشركة رائدة فيها. بكل المقاييس.. ولا من يحرك ساكنا، لأن الرجل دأب على تقديم نفسه كرجل مقرب من "الجهات النافذة".
المغاربة ينشرون شكاواهم، ويلجؤون إلى القضاء بكل المدن تقريبا. بل هناك مقاطع فيديو على المواقع الاجتماعية تُعري بالملموس حقيقة المشاريع التي دفع مقابلها المواطنون ملايين السنتيمات، في الوقت الذي اقتنت شركة "الصفريوي" الأرض التي بنيت عليها تلك المشاريع السكنية بالمجان، أو بمبالغ لا تتعدى ثمن "خرطوشة مالبورو".
هناك أيضا جمعيات حقوقية قامت بتحقيقات ميدانية وكشفت بالوثائق والدراسات والأبحاث خطورة عدد من المشاريع السكنية المملوكة لـ "الضحى"، والتي تهدد حياة المغاربة بسبب الغش في الجودة وإهمال مطالب الساكنة بتوفير المرافق التي يتم تقديمها على ماكيطات الإعلانات التجارية، ومع ذلك فإن جميع تلك التقارير تدخل الثلاجة لتتجمد.
وهو ما يعزز ذلك الاتهام الذي يقول "الضحى شارية الطريق" وإن مشاريعها السكنية التي تتناسل بوتيرة مرتفعة رغم الكوارث، ورغم الشكاوى، ورغم الفضائح، ستظل تتناسل حتى لو جاء الاتهام من 35 مليون مغربي، الذين أعطوا دم قلوبهم ليجازوا بعلب السردين والقبور وشقق الموت، حيث الكثافة العالية وحيث قلة المرافق الأمنية والاجتماعية والدينية والرياضية، وحيث الغيس والعفن والمزابل والتلوث.
(تفاصيل أخرى حول فضيحة "الصفريوي" تجدونها في غلاف "الوطن الآن" لهذا الأسبوع)