في الحقيقة أجهزتنا الأمنية مشكورة جعلت من المغرب دوحة أمن وسلام، كما جعلته في نفس الوقت مقبرة لكل إرهابي يريد المساس به والتعدي على حرماته، فقوة أجهزتنا الأمنية تجلت في اعتمادها على التكنولوجيا الحديثة وعلى تحاليل المعلومات الاستخباراتية للكشف عن الخلايا الإرهابية قبل تنفيذ العمليات، وهذا يشمل تجنيد مصادر بشرية واستخدام التقنيات الحديثة المعاصرة للمراقبة، بالإضافة إلى أن لها شراكات مع العديد من الدول والمنظمات الدولية المختصة في مجال مكافحة الإرهاب، مثل التعاون مع الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإفريقية وغيرها من الدول. هذا التعاون يشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية، التدريب المشترك، وتنسيق الجهود لمكافحة الجماعات الإرهابية العابرة للحدود والقارات . فهذه الشراكات مع الدول الصديقة ساعدت الأجهزة الأمنية المغربية في اتخاذ إجراءات استباقية من خلال اعتقالات ومنع العمليات الإرهابية في مراحلها المبكرة. كما تقوم الأجهزة الأمنية بالتحقيقات العميقة لفهم شبكات الإرهاب وتمويلها وتفكيكها.
علما ان المغرب قام في السنوات الأخيرة بتحديث وتطوير أجهزته الأمنية من خلال تحسين التدريب وتوفير المعدات الحديثة، مما يعزز قدرتها على مواجهة التهديدات الإرهابية.
وإلى جانب الأجهزة الأمنية تبنت المملكة المغربية أيضًا برامج لمكافحة الفكر المتطرف، من بين هذه البرامج، دعم وتعزيز القيم الدينية المعتدلة من خلال الأئمة والمساجد والمدارس والجامعات والمراكز الدينية والمناهج التربوية والتعليمية لتفكيك الأفكار المتطرفة، بالإضافة إلى الفقهاء والعلماء المغاربة في الداخل والخارج الذين يلعبون أدوارا طلائعية في مكافحة الإرهاب والتطرف، من خلال تقديم خطاب ديني معتدل ومتوازن يعزز قيم التسامح والاعتدال.
فمنذ أحداث 16 ماي بالدار اليضاء سنة 2003 ، عمل المغرب على تجديد الخطاب الديني بتوجيهات ملكية سامية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، من أجل مواجهة الفكر المتطرف الذي يشوه صورة الإسلام والمسلمين في العالم.
فهذا التجديد في الخطاب الإسلامي ساهم بطريقة مباشرة في رفع الوعي الإسلامي لدى الشباب المغربي، كما ساهم في الفهم الصحيح والمتوازن للإسلام الذي يرفض التطرف والعنف ؛ ويدعو إلى التسامح والتعايش والتعارف..
ختاما، قد ركز المغرب في خططه الإصلاحية على معالجة العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي قد تؤدي إلى تطرف الأفراد، مثل البطالة والفقر، من خلال تطوير برامج اجتماعية للتكامل المجتمعي، كما تبنى استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب تقوم على مزيج من التدابير الأمنية، الفكرية، الدينية ، والاجتماعية لضمان استقرار البلاد والحفاظ على الأمن في المنطقة، وقد أسفرت هذه الجهود والحمد لله، عن نجاحات ملحوظة في الحد من الهجمات الإرهابية وحماية الشعب المغربي، وشعوب المنطقة، فأصبحت المملكة المغربية -وبدون منازع- مقبرة لكل شرير ارهابي يريد العبث باستقرارها وأمنها وسلامتها..