ادريس المغلشي: هل فقد التاريخ وهجه وفاعليته؟

ادريس المغلشي: هل فقد التاريخ وهجه وفاعليته؟ ادريس المغلشي
حين تحل ذكرى 20 فبراير، تأسرنا بأحلامها بعدما صادرتها أيادي لتصبح كوابيس وتدفعنا حتما لنتساءل ، هل قدرنا أن نعيش انتكاسة مردها بالأساس أننا لم نتخلص بعد من أعطابنا الداخلية غير قادرين على ابداع طرق بديلة عما نعيشه اليوم من قرصنة سياسية لإرادة الناس في دكاكين عطلت من مفهوم ومفعول السياسة كفعل نبيل قادر على رفع رهان وتحدي المرحلة ؟.
 
20 فبراير تلك الفتاة الشقية التي استهوت الملايين ولم يظفر بحبها سوى الثابثون على خط ومبدإ عناوينها الكبيرة. أولئك من ينشدون حياة كريمة تنبض بالحياة على انقاض فساد وريع وبيروقراطية تقتل الأمل فينا كل يوم وتسعى كل لحظة لوأد نظرتنا واستشرافنا لمستقبل يليق بشعب ثواق للحرية ولغد افضل بعيد عن ايادي تعبث في مقدرات ارضه وأحلام شبابه. ماسر سلبية مانعيشه اليوم كنتيجة لماناضلنا من أجله؟ لماذا تعاكس الخلاصات إرادة الشعوب لتجعل منه في النهاية مفعولابه في معادلة خاسرة تم التحايل عليها لتحرف بفعل فاعل في مرجعيتها ونتائجها؟
 
من المستفيد من 20 فبراير تلك الهبة الشبابية التي رافقناها في ولادتها لكن يبدو اننا تركناها لوحدها تعاني دون أن يلتفت أحد منا لهذا الفعل؟

هكذا مرت دون إثارة انتباه ولا تعليق . كأنها نكرة في زمن السوشيل ميديا والإثارة وكثير من الأسانس التجاري المراكم للثروات في أرصدة بنكية على حساب هموم الغلابة وعوض ان نكشف حقيقة الفساد حتى نوقف نزيفه اصبحنا نداوم على حصصه للتسلية ، فيما جالت به صور وفيديوهات وتصريحات تدين الجميع ، تركت 20 فبراير وراءهاركاما وأحداثا وبقايا شعارات اندثر بريقها بعدما خفت صوتها ولم يبق منها سوى صدى نقاشات ايقظت فينا الألم  والمواجع . نلتفت إلى الماضي مرغمين بعدماخاننا الحاضر وساد التخوف من المستقبل الذي بدا غير مطمئن . لم يصمد وهجها ولا مواقفها ولا تصريحاتها أمام بنيات قويةمن الفساد لتدافع بكل قواها عن مصالحها ضد كل فرصة إصلاح كنا أنذاك نردد متفائلين بعيون يعلوها بريق لاينطفئ بالغد (حرية * كرامة * عدالة اجتماعية ) ماذا بقي من هذا الشعار  كل شيء اندثر أمام أحزاب لاتؤمن سوى بالربح والمقاولة على حساب قوت الغلابة بعدما تسلمهم من قرصن ارادتناتحت لازمته الخادعة  (الإصلاح في ظل الإستقرار) انسقنا وراء شعارات متكئين على رموز أحدثت منعطفا كبيرا في مسار هذا التاريخ لم نكن نعلم أن السياسة الحالية بنت  لقيطة لا أصل لها بعدما اضاعتنا في منتصف الطريق بين دروب لابديل ولا نهاية لها قايضت معاناتنا بمناصب ومكاسب على حساب هموم المستضعفين والمنكوبين. 

20 فبراير زمن لوحده ثائر بلا أظافر لازال  يحمل أحلامنا على أكف مرتعشة دون أن يعبد لنا طريقا آمنا نسلكه .كثير هم من تربصوابها منذ الولادة حتى لاتكبر أمام أعيننا لتعبد لها الطريق نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية تلك اللازمة التي ضاعت فقراتها في تداولنا اليومي الذي خانته الظروف والكفاءات ودون أن يفكر احدمنا  في تأمين مسارها بداحقيقة وفعلا ان الثورة تأكل أبناءهابل لم نعدنر من رموزها سوى النزر  القليل اما الباقي فتوارى في الهامش او غياهب النسيان  والبعض منهم غادرنا إلى دار البقاء دون ان يشهد تحسنا بل حمل في قلبه غصة على أن الأهداف التي ناضل من أجلها لم يعد ممكن الكلام حولها ،  عكس مانعاينه اليوم بعدما اصبح من ثرنا في وجوههم عادوا ليلقنوننا و ليعلموننا كيف نخضع لسلطتهم لكن بشكل اقوى .فالتاريخ يعيد نفسه لكن في ابشع صور من تلك التي كنا نرفض بعضا منها أوأقل منها .