أكد إدريس صقلي عدوي، رئيس منتدى التنمية للأطر والخبراء أن الرقم الذي أعلنه وزير الفلاحة والمتمثل في فقدان 38 في المائة من القطيع الوطني مقارنة بسنة 2016 هو "رقم مفجع" يسائل التدبير الحكومي للقطاع منذ عام 2008. شدد على أن هذا الخسارة (أكثر من 13 مليون رأس خلال السنوات الأربع الأخيرة) تُعدّ إعلاناً صريحاً عن فشل السياسة العمومية المتبعة في القطاع الفلاحي، خاصة فيما يتعلق بتربية المواشي.
اعتبر صقلي عدوي، في حوار مع موقع حزب العدالة والتنمية، أن الإجراءات الحكومية، رغم كونها كبيرة ومرتبطة بإمكانيات مالية هائلة (مثل اتفاقيات مايو 2023 التي خصصت 14 مليار درهم لتطوير سلاسل اللحوم الحمراء)، لم تحقق النتائج المرجوة. وأوضح أن الأسعار استمرت في الارتفاع بشكل كبير، مما يعكس عدم فعالية السياسات المتبعة. وأشار إلى أن الجفاف ليس العذر الوحيد لهذه الأزمة، بل إن الاختيارات السياسية والتدابير المتخذة لم تكن كافية لمعالجة المشكلة.
وقدم صقلي عدوي، مجموعة من التوصيات لإصلاح القطاع الفلاحي وإعادة بناء الثقة بين الحكومة والفلاحين والمستهلكين أبرزها: إنشاء مرصد وطني مستقل لتوفير معطيات دقيقة حول القطاع الفلاحي، وفتح حوار وطني وجهوي حول السياسة العمومية الفلاحية وإعادة النظر في النموذج التنموي المعتمد منذ 2008، العمل على تعزيز آليات المراقبة والتقييم المستقل لتجنب الاعتماد فقط على التقييم الداخلي للوزارة.
كما شدد إدريس صقلي عدوي، على ضرورة تنظيم مناظرات وطنية وجهوية لمناقشة السياسات الفلاحية وأفضل النماذج الملائمة لظروف المغرب، مع مراجعة السياسات في ظل الجفاف الهيكلي وضع استراتيجيات طويلة الأمد لتحسين إدارة الموارد الطبيعية.
وأكد إدريس صقلي عدوي، رئيس منتدى التنمية للأطر والخبراء، أن الأزمة الحالية في قطاع تربية المواشي ليست مجرد نتيجة للجفاف، بل هي انعكاس لفشل السياسات العمومية المتبعة منذ عام 2008. دعا إلى اتخاذ خطوات جذرية لإصلاح القطاع عبر الشفافية، الحوار الوطني، وإنشاء آليات مستقلة للمتابعة والتقييم.