لطيفة بوعمول: السجناء المغاربة يعانون من أوضاع صعبة داخل السجون الإيطالية

لطيفة بوعمول: السجناء المغاربة يعانون من أوضاع صعبة داخل السجون الإيطالية لطيفة بوعمول
قالت لطيفة بوعمول؛ وسيطة ثقافية بالسجون والمستشفيات الإيطالية، ورئيسة جمعية تمكين للنساء المغربيات بإيطاليا، إن أوضاع المهاجرين المغاربة بالسجون الإيطالية ليست بالهينة من عدة نواحي أولها الأوضاع النفسية، نتيجة البعد عن الأهل والزوجة والأبناء، والذي يؤثر على أغلب السجناء، لا سيما صغار السن الذين وصلوا إلى إيطاليا عبر قوارب الموت وانتهى بهم المطاف إلى دخول تجارة المخدرات، مشيرة بأن هؤلاء يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة، لدرجة أنهم لا يجدون المال الكافي لاقتناء السجائر وبعض المواد الغذائية التي لا يوفرها مطعم السجن، مما يفرض عليهم انتظار الإعانات المالية البسيطة التي يحصلون عليها من من قس كنيسة السجن أو من الجمعيات التطوعية، وضمنها جمعية تمكين للنساء المغربيات بإيطاليا التي تحاول جاهدة مساعدة السجناء المغاربة المعوزين، وذلك بتوفير مساعدات مالية من أجل تمكينهم من تعبئة بطاقة الهاتف كي يتسنى لهم التواصل مع عائلاتهم بالمغرب، كما توفر الملابس الداخلية ومواد التنظيف لفائدتهم.

وأشارت محاورتنا أن أغلب السجناء المغاربة تتراوح أعمارهم بين 19و40 سنة، مضيفة بأن السجناء صغار السن هم إما فئة نشأت في إيطاليا أو ينتمون إلى أسر مفككة تعاني من التردي الاقتصادي والتربوي، كما أن جل أفراد هذه الفئة مستواهم الدراسي جد متدني نتيجة الهدر المدرسي وغياب متابعة الأسرة لأبنائها بالشكل المطلوب.

وعن الجرائم التي يتابع من أجلها السجناء المغاربة أجابت بوعمول قائلة : " أغلب الجرائم التى يتابع فيها المغاربة هي الإتجار في المخدرات في المركز الأول، ثم جرائم العنف ضد الزوجات والسرقة والاعتداء على الآخرين " . مشيرة بأن جل السجناء يعانون من الإدمان على المخدرات وشرب الكحول وهذا في حد ذاته سبب كاف لجعل حياتهم جد معقدة ومتعبه على كل المستويات ، ما بالك بدخولهم للسجن، حيث تتضاعف معاناتهم بشكل كبير نتيجة الإدمان ونتيجة ظروف النظام السجني، رغم استفادة الجميع من العناية الصحية المستمرة.

وجوابا عن سؤال آخر يتعلق بتنامي حالات الانتحار في السجون الإيطالية، أشارت بوعمول أن حالات الانتحار التي عرفتها السجون الإيطالية في السنوات الأخيرة في تزايد نتيجة بعض الأمراض النفسية والعقلية التى يعاني منها العديد من السجناء بسبب الإدمان على العديد من المواد المخدرة، مضيفة بأن أصحاب هذه الأمراض ينتمون الى مؤسسات سجنية تخضع لبرامج تربوية صارمة غير ملائمة لمن يعانون من مشاكل عقلية، وكل من يتوفر على رخصة الإقامة يمكنه ولوج مراكز علاج الإدمان خارج أسوار السجن حيث يحصل على علاج متكامل صحي ونفسي واجتماعي .

وبحسب محاورتنا، فإن عدد السجناء المغاربة في السجون الإيطالية يناهز خمسة آلاف سجين موزعين على كل سجون التراب الإيطالي، يقضون عقوبات تتفاوت مدتها ما بين القصيرة والمتوسطة والطويلة، أما أسرهم فتتواجد في معظمها في المغرب، حيث يبقى تواصلهم الوحيد مع عائلاتهم عبر المكالمات الهاتفية، أو المكالمات المرئية، لمن توفرت لديه الأوراق الشخصية التي تثبت هويته.

كما تطرقت للأعمال الخيرية التي تقوم بها بعض الجمعيات التطوعية والتي تخفف من معاناة هذه الفئة، فمع اقتراب شهر رمضان تحضر جمعية تمكين لتوزيع " قفة رمضان " حيث استطاعت السنة الماضية توزيعها بثلاثة سجون تتواجد بإقليم لارومانيا، وهي بادرة تحرص جمعية تمكين على القيام بها منذ عقدين لمساعدة السجناء على عيش بعض أجواء رمضان داخل أسوار السجن، وتحظى باستحسان متزايد من مدراء المؤسسات السجنية وكذلك حرس السجون. كما تقوم الجمعية بإعداد طعام العشاء لكل نزلاء السجون دون تمييز بين ديانتهم أو بلدهم، بالإضافة الى تقديم أطباق الحلويات بمناسبة عيد الفطر، الى جانب الاحتفاء بعيد الأضحى بتوفير اللحوم الحلال لكل النزلاء.