وزان ... لا جاذبية للمدينة العتيقة في غياب تأهيل العنصر البشري!

وزان ... لا جاذبية للمدينة العتيقة في غياب تأهيل العنصر البشري! محمد حمضي يتوسط معالم من وزان
قبل سنة تقريبا ، التأم بمقر عمالة وزان، وتحت اشراف عامل الإقليم، ثلة من الفاعلين العموميين والمدنيين ، قصد الاطلاع على الخطوات التي قطعها ورش تأهيل المدينة العتيقة ( المتوقف لليوم)، والمساهمة في تقاسم حزمة من الأفكار والتجارب الناجحة الكفيلة بتجويد عرض المشروع المذكور في محطته الجديدة . وذلك كله من أجل التجسيد الفعلي لشعار " المدينة العتيقة رافعة حقيقية لتنمية دار الضمانة ".

اللقاء رغم أهميته، لم ينل فيه رقما أساسيا في معادلة عملية تأهيل المدينة العتيقة، نصيبه من النقاش، بحيث ظل الاقتراب من ها العنصر الأساسي محتشما، واكتفى الحضور بالتركيز في مداخلاتهم على كل ما هو موروث مادي ، بدده الزمن، والإهمال، والفساد الإداري .....

الرقم الصعب الذي من دونه لن يحقق مشروع تأهيل المدينة العتيقة أهدافه، لا الآنية ولا الاستراتيجية، هو العنصر البشري الذي يؤثث هذا الفضاء في علاقته بالجمهور الذي يُراهن على توافده ، مما سيجعل الحياة في معناها الواسع تدب به ، علما وهذه مفارقة غريبة بالمدينة العتيقة بدار الضمانة ، مقارنة بمختلف المدن العتيقة بالمغرب ، كما بكل أرجاء المعمور، وهو أن ساكنة وزان في العقود الأخيرة تدير ظهرها لهذا الفضاء الرحب ! وضعية لا تستقيم ، وبالتالي لابد من نبش علمي لتحديد أسباب هذا الشذوذ .

تأهيل العنصر البشري ( التكوينات ، تقوية القدرات ، تنظيم زيارات لمدن عتيقة بأرجاء الوطن وخارجه ، ...) هو الإسمنت الذي يحمي المدينة العتيقة من كل العواصف التي تحملها حزمة من التحولات التي تهز وزان الكبرى ، التي لا تعيش في جزيرة معزولة عن العالم . لذلك فإن الجهود يجب أن تنصب على تأهيل العنصر البشري بالموازاة مع التأهيل العام للمدينة العتيقة، غير ذلك فإن الرهان على خلق المدينة العتيقة للجاذبية السياحية لن يتحقق،وسيظل هذا المبتغى كمن يراهن على السراب .

كان لابد من كل ها الكلام قبل التوقف ولو في جمل قصيرة عند تفاصيل واقعة عاشتها المدينة العتيقة قبل أسابيع ، تركت جرحا عميقا في نفس كل من كان شاهدا عليها !

كان يوم السبت من شهر يناير الأخير ، مواطنان ( أطر ادارية عليا ) من مدينة الرباط ، يزوران وزان لأول مرة التي جمعا عنها رزنامة من المعلومات ... انبهرا الزائران بما تزخر به دار الضمانة من مؤهلات طبيعية ،وموروث مادي ولا مادي ، و بنفس الحجم الذي صدمهما واقع التهميش والإقصاء التي هي ضحية له ... وهما يستنشقان عبق التاريخ بفضاء الخراطين ، ويلتقطان الصور لأن " التصوير ليس مجرد صورة يتم التقاطها بل هو ...إيقاف : لحظة من الزمن لتبقى للأبد "، سيفاجئهما شاب ( يدير ورشة بالفضاء المذكور) بإطلاق العنان للسانه الذي غرف من منجد الكلام الساقط أردأ قاموس ( من الحزام لتحت ) محتجا على التقاط احدهما صورا .... !أصاب الذهول بنفس القدر الزائران ، وأصحاب ورشات العمل ، وبعض المواطنين الذين تصادف مرورهم من هناك ، العنف اللفظي الذي كان ضحية له من تحملا مشاق التنقل من الرباط إلى وزان ، لا لشيئ إلا ليكتشفا دار الضمانة ....!

نغلق هذا القوس ، ونعود للتأهيل البشري ، لو أن الشاب المذكور سبق له واستفاد من تكوينات لها علاقة بثقافة المدينة العتيقة التي تعتبر فضاء لتواصل مختلف الأجناس ، وتلاقح الثقافات ، وتسويق الموروث المادي للمدينة ...هل كان سيتصرف بالشكل الساقط الذي تصرف به ؟ ولو كان يعلم بقوة الآثار التي ستتركها الصور الملتقطة في تسويقها المجاني لوزان ( التسويق عن طريق شركات الاشهار كلفته باهظة) هل كان سينفجر في وجه الزائرين ، أم كان سيرحب بهما ؟

هذا قدر وزان .... وللحديث بقية ....