باب ما جاء في شرح معنى "التَّايْكْ" و "التَّايْكَةْ"
أوضح الباحث في الثقافة والغناء الشعبي الأستاذ عبد الرحيم شراد بأن أول ما يمنح هذا "السَّاكَنْ" صفة الغموض هي كلمة "التَّايْكْ"، على اعتبار أن هذه الكلمة غير شائعة الإستعمال، وهذا ما يكسبها عند الكثير من الناس قوة خفية حتى أنهم يعتقدون من باب الوهم أنها اسم من أسماء الجن، وأضاف موضحا بأن هذه الكلمة قد تم توظيفها كثيرا في قصائد الملحون، ومعناها كما ذكره أستاذنا الجليل سيدي محمد الفاسي رحمة الله عليه، هو الشخص الذي له نخوة وزهو، فيقال للرجل " التَّايْكْ" وللمرأة "التَّايْكَةْ".
سَاكَنْ "التَّايْكْ سِيدِي حَمُّو" نهل من موضوع المدح والغزل
في سياق متصل أكد عبد الرحيم شراد أن مضمون أغنية سَاكَنْ "التَّايْكْ سِيدِي حَمُّو" هو مجرد مديح، ممزوج ببعض الغزل، كانت قد تغنت به امرأة تعبيرا عن إعجابها وتعلقها بشخص تملّك قلبها منذ أول نظرة، وهذا الشخص ـ حسب تحليله ـ هو من سادة القوم، يملك سلطة المال والجاه ويتميز بالقوة والشجاعة.
يبدأ سَاكَنْ "التَّايْكْ سِيدِي حَمُّو" بالإشارة إلى هذه الصفة:
وَيَا لَهْمَامِي
يَا السَّاكَنْ فِي قَلْبِي
جْبَدْ سِيفُ وَعْطَانِي
أُو بِالَمْحَبَّةْ دَوَانِي يَا السَّاكَنْ
وحسب نفس المتحدث فإن ضربة السيف هنا ما هي إلا تعبير عن النظرة الأولى التي كانت بداية تعلق المرأة بهذا الفارس النبيل حتى أنها أصبحت تراه أميرا، لما يبديه من كرم و سخاء، حيث تقول:
مْشَى لِلسُّوقْ يَتْسَوَّقْ
جَابْ عْجَلْ مْزَوَّقْ
يْكَرَّضْ وُيْفَرَّقْ
يَاكُلْ وُيْذَوَّقْ
وإلى جانب صفة الكرم والسخاء فإن تلك المرأة ترى في هذا "التَّايْكْ" خير مثال للنّخوة، حيث يبدو أمام عينيها مزهوا في ثيابه وملابسه، وتصفه قائلة:
الرَّبْطَةْ حَيَاتِي
الشَّدَّةْ عَكْرِيَّةْ
بَلْغْتُو زِيوَانِي
وتستطرد في وصفه، كاشفة عما يزيده نخوة في نخوة أنه حلو الكلام أنيس، يشعرك بالسعادة والطمأنينة وأنت في مجلسه حيث تقول:
يَتْكَلَّمْ بِـ لَمْعَانِي
فِي الْجَلْسَةْ زَهْوَانِي
وعن علاقة "التَّايْكْ" بركوب الخيل ومميزات الفارس الشجاع، يقف الأستاذ عبد الرحيم شراد عند موضوع الفروسية ومستلزمات وشروط امتطاء صهوة الخيل، حيث يؤكد على أن ما يميز هذا المحبوب بأنه فارس، هو ِذكْرُ كلمتي السّيف والْحَايْكْ في أغنية سَاكَنْ "التَّايْكْ سِيدِي حَمُّو " على اعتبار أنه من المعروف عن الفرسان أو الخيالة في ثقافة الفروسية، أنهم يلبسون الْحَايْكْ، ويتأبطون السّيف أو ما يسمى بـ "السِّكِّينْ" خلف ظهورهم... وبهذه الإشارة إلى لباس الْحَايْكْ تنتهي كلمات هذا السَّاكَنْ:
حَايْكُو فِيلَالِي
يَمْشِي بِـ النْخَاوِي
حَايْكُو صَحْرَاوِي
يَجْرَحْ وُيْدَاوِي
وَا يَا التَّايْكْ