السرطان بالمغرب.. سؤال الأرقام ومعاناة إكراهات وإشاعات

السرطان بالمغرب.. سؤال الأرقام ومعاناة إكراهات وإشاعات ‬يشهد‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تسجيل‭ ‬63‭.‬609‭ ‬حالة‭ ‬جديدة‭ ‬30‭.‬737‭ ‬عند‭ ‬الرجال‭ ‬و‭ ‬32.672‭ ‬عند‭ ‬النساء
تسجل‭ ‬الإصابة‭ ‬بالسرطان‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬سنويا‭ ‬حوالي‭ ‬40‭.‬000‭ ‬حالة‭ ‬جديدة‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬تنشره‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬السرطان‭ ‬كشفت‭ ‬سنة‭ ‬2022،‭ ‬ضمن‭ ‬آخر‭ ‬إحصائيات‭ ‬نشرتها‭ ‬حول‭ ‬الداء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يشهد‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تسجيل‭ ‬63‭.‬609‭ ‬حالة‭ ‬جديدة،‭ ‬30‭.‬737‭ ‬عند‭ ‬الرجال‭ ‬و‭ ‬32.672‭ ‬عند‭ ‬النساء‭.‬

ويعتمد‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬الأرقام‭ ‬الخاصة‭ ‬بالسرطان‭ ‬على‭ ‬سجلين‭ ‬يوجدان‭ ‬بمستشفيات‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬والرباط‭ ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬بباقي‭ ‬المراكز‭ ‬العلاجية‭ ‬على‭ ‬أرقام‭ ‬تقريبية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يوجد‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭.‬

وحسب‭ ‬الأرقام‭ ‬المتداولة‭ ‬ببلادننا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬فإن‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬عند‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬الرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬بنسبة‭ ‬36‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬سرطانات‭ ‬النساء،‭ ‬يليه‭ ‬سرطان‭ ‬عنق‭ ‬الرحم‭ ‬بنسبة‭ ‬11‭.‬2٪‭ ‬وسرطان‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬ثم‭ ‬سرطان‭ ‬القولون‭ ‬والمستقيم‭ ‬بنسبة‭ ‬8‭.‬6٪‭ ‬و5‭.‬9٪‭ . ‬أما‭ ‬لدى‭ ‬الذكور،‭ ‬فيشكل‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬السرطان‭ ‬الرئيسي‭ ‬بنسبة‭ ‬22٪،‭ ‬يليه‭ ‬سرطان‭ ‬البروستات‭ ‬بنسبة‭ ‬12‭.‬6٪‭ ‬ثم‭ ‬سرطان‭ ‬القولون‭ ‬والمستقيم‭ ‬بنسبة‭ ‬.7‭.‬9٪‭‬

ولن‭ ‬يشك‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬الواضح‭ ‬الذي‭ ‬عرفه‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مكافحة‭ ‬السرطان‭ ‬بفضل‭ ‬الشراكة‭ ‬القوية‭ ‬بين‭ ‬مؤسسة‭ ‬للا‭ ‬سلمى‭ ‬للوقاية‭ ‬وعلاج‭ ‬السرطان‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭. ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬بلادنا‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬حوالي‭ ‬12‭ ‬مركزا‭ ‬عموميا‭ ‬لعلاج‭ ‬السرطان‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬الرباط،‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬أكادير،‭ ‬وجدة،‭ ‬الحسيمة،‭ ‬طنجة،‭ ‬مراكش،‭ ‬فاس،‭ ‬مكناس،
بني‭ ‬ملال‭ ‬والعيون‭ ‬ووجدة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬قطبين‭ ‬للتميز‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الأورام‭ ‬النسائية،‭ ‬ومركزين‭ ‬لطب‭ ‬الأورام‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭ ‬بالرباط‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء‭. ‬

هذا‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تجاوز‭ ‬عددها‭ ‬الثلاثين‭ ‬مصحة؛‭ ‬منتشرة‭ ‬عبر‭ ‬تراب‭ ‬المملكة‭.‬
لكن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المجهودات‭ ‬لن‭ ‬تثني‭ ‬أي‭ ‬ملاحظ‭ ‬موضوعي‭ ‬أن‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬معاناة‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان،‭ ‬وأعني‭ ‬الفئات‭ ‬الهشة‭ ‬والفقيرة،‭ ‬لاحدود‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انقطاع‭ ‬الأدوية‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬لآخر‭ ‬وغلاء‭ ‬أسعارها‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإكراهات‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬راميد‭ ‬إلى‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬للتغطية‭ ‬الصحية‭ ‬حيث‭ ‬يحرم‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬المجانية‭ ‬للعلاج‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬المؤشر‭..‬هذا‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬مراكز‭ ‬العلاج‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تصفه‭ ‬بعض‭ ‬الجمعيات‭ ‬المكافحة‭ ‬ضد‭ ‬مرض‭ ‬السرطان؛‭ ‬ب‭"‬السرطان‭ ‬الحقيقي‭"‬،‭ ‬لأنه‭ ‬مع‭ ‬تطور‭ ‬وسائل‭ ‬الكشف‭ ‬والعلاج،‭ ‬أصبح‭ ‬السرطان‭ ‬مرضا‭ ‬مزمنا‭ ‬عاديا‭.‬

كان‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عون‭ ‬المرضى‭ "‬الحقيقيين‭" ‬بالسرطان‭..‬
‭ ‬