«لو كان عندي مليار دولار» .. أول ديوان للشاعر سعيد ودغيري حسني

«لو كان عندي مليار دولار» .. أول ديوان للشاعر سعيد ودغيري حسني الشاعر سعيد ودغيري حسني
مقدمة
ما الحياة إلا احتمالات وأكبرها كلمة واحدة: لو.
نعيش أعمارنا بين أمنيات معلقة بين سيناريوهات لم تُكتب وأبواب لم تُفتح وأحلام بقيت على حافة الممكن.
نختبر الواقع بكل ثقله ثم نهرب إلى الخيال كي نعيد تشكيله نعيد ترتيب المشهد كما أردناه كما حلمنا به ليلةً ولم يتحقق صباحًا.
لو ليست مجرد كلمة إنها صدع في جدار الواقع نافذة تطل على العوالم التي لم نعشها على القرارات التي لم نتخذها على اللحظات التي أفلتت من بين أصابعنا كالرمل.
إنها السؤال الأزلي الذي يرافق الإنسان منذ خطوته الأولى: ماذا لو؟

هذا الديوان ليس مجرد مجموعة من القصائد، بل محاولة لملامسة تلك المنطقة الضبابية بين الممكن والمستحيل، بين الحلم والواقع
إنه دفتر الأمنيات التي لم تتحقق، لكنه يثبت أنها لا تموت، تظل تنبض في داخلنا تنتظر من يمنحها صوتًا شكلًا، حياةً.

أنا شاعر وسيناريست أكتب لأن الكلمة هي اللقطة التي لا تفقد بريقها، والمشهد الذي لا يحتاج إلى كاميرا كي يُبصر النور. في هذا الديوان، ستحضر الكلمة بوهجها والحلم بجنونه والاحتمال بسحره.
سأفتح أبواب "لو" على مصراعيها وأدع الكلمات تتدفق دون قيود، كما تفعل الأحلام حين تهرب من سجون المنطق.

وهكذا أضع بين أيديكم هذا الديوان أولى خطواتي نحو تحويل الأماني إلى قصائد والخيالات إلى مشاهد مكتوبة. هذه ليست مجرد نصوص، بل انعكاسات لما كان يمكن أن يكون لما تمنيناه ذات لحظة، لما نتمنى الآن، وسنبقى نحلم به ما حيينا.

وأول "لو" في هذا الديوان تبدأ من المال ذلك الساحر الذي يفتح الأبواب، لكنه لا يشتري الأمل، يبني القصور لكنه لا يمنح الدفء، يجلب السلطة لكنه لا يصنع الحب. فماذا لو كان عندي مليار دولار؟

1- «لو كان عندي مليار دولار»

لو كان لديَّ مليار دولار
لما لبست ثوبًا من حرير
ولا بنيت قصرًا من زجاج
بل زرعت حقولًا من الأمل
على أطراف الأحياء المنسية
وأهديت كل زهرة
لقلب لا يعرف الفرح
لو كان لديَّ مليار دولار
لأضأت قلوب المظلومين بشمعة
وأهديت الصمت صوتًا
يحكي قصة من كانوا هنا قبلنا
لأنشأت جسرًا بين السماء والأرض
تعبر عليه الأرواح
التي تحلم بنور لا يخفت
لو كان لديَّ مليار دولار
لصنعت عالمًا
لا تُقاس فيه السعادة بالمال
ولا الحب بالمكانة
وأهديت للأرواح المكسورة
بريقًا من نور
وأعدت للعيون ضوءًا
سرقته الحروب
لكن من قال
إن الأرض لا تسع الأحلام؟
أو أن الطيبين لا يزرعون في الخراب؟
لو كان لديَّ مليار دولار
لأقمت جسورًا بين البشر والبحر
بين الأرض والسماء
وأعدت رسم وجوه غائبة عن الحياة
وجعلت من الكلمة نبراسًا
في زوايا السكون
لكنني لا أملك
إلا هذا الفكر العابر
المال لا يشتري الذكريات
ولا يزرع الفرح
ولا يعيد للناس
ابتساماتهم المفقودة
لكنني أكتب
لأن الحلم أحيانًا أثمن من المليارات
لأن الحب أغلى من أي ثروة
لأن الأمل هو الثروة
التي لا تنتهي ولا تُحسب

زبدة القول
هذا الديوان ليس مجرد كتاب، بل دعوة للحلم، محاولة لإعادة تشكيل الواقع عبر الكلمات، بحث عن مساحات أوسع للروح في عالم يضيق كل يوم. لو ليست مجرد كلمة، بل تساؤل مفتوح، مساحة لكل ما لم يحدث لكنه ظل عالقًا في أذهاننا كضوء لم ينطفئ.

لو ديواني الأول، لكنه ليس الأخير.
ليس مجرد مجموعة قصائد بل بداية رحلة طويلة بين الكلمات، بين الحلم والواقع بين ما نريد أن نكونه وما نحن عليه. انتظروا هذا المولود الجديد، حيث الكلمة نافذة، الحلم يأخذ شكل القصيدة والقصيدة تصبح صوتًا لكل من يؤمن أن الأمنيات لا تموت.