الترحال الكروي.. مسيرون يتنقلون بين الفرق الرياضية

الترحال الكروي.. مسيرون يتنقلون بين الفرق الرياضية هشام أيت منا رئيس الوداد الرياضي ‬والأب‭ ‬“جيكو” وعبد‭ ‬اللطيف‭ ‬العسكي
انطلقت‭ ‬فترة‭ ‬الانتقالات‭ ‬الشتوية‭ ‬للبطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬15‭ ‬يناير2025،‭ ‬حيث‭ ‬تتطلع‭ ‬الأندية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬صفوفها‭ ‬بلاعبين‭ ‬جدد‭ ‬أو‭ ‬استبدال‭ ‬عناصر‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬منتظرا‭ ‬منها‭ ‬بأسماء‭ ‬أخرى،‭ ‬استجابة‭ ‬لتطلعات‭ ‬الجماهير‭ ‬المطالبة‭ ‬بتحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬خلال‭ ‬الشطر‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬مرحلة‭ ‬استدراكية‭.‬
لكن‭ ‬في‭ ‬مشهدنا‭ ‬الكروي،‭ ‬لا‭ ‬يتردد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المسيرين‭ ‬في‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬لآخر‭ ‬ومن‭ ‬من‭ ‬منصب‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬مكرسين‭ ‬حياة‭ ‬الترحال‭ ‬بين‭ ‬الأندية‭.‬

“أنفاس بريس”‭ ‬تستعرض‭ ‬أبرز‭ ‬الأسماء‭ ‬التي‭ ‬تنقلت‭ ‬بين‭ ‬المناصب‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فريق‭.‬
 
‮ ‬
‮ ‬الأب‭ ‬“جيكو”‭ ‬مؤسس‭ ‬الوداد‭ ‬ومدرب‭ ‬الرجاء
جمعت‭ ‬شخصية‭ ‬واحدة‭ ‬بين‭ ‬قطبي‭ ‬الكرة‭ ‬المغربية،‭ ‬الرجاء‭ ‬والوداد‭ ‬الرياضيين،‭ ‬والأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأب‭ ‬“جيكو”‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مؤسسي‭ ‬الوداد،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬ثورة‭ ‬في‭ ‬الرجاء‭ ‬كمدرب‭ ‬لازالت‭ ‬تتغنى‭ ‬به‭ ‬جماهير‭ ‬الفريق‭ ‬الأخضر‭.‬
يعتبر‭ ‬الأب‭ ‬“جيكو“،‭ ‬وإسمه‭ ‬الحقيقي‭ ‬محمد‭ ‬بلحسن‭ ‬العفاني،‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬بالمغرب،‭ ‬حيث‭ ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬وتلقين‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬معلمة‭ ‬رياضية‭ ‬وطنية،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مؤسسي‭ ‬أعرق‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفرنسي،‭ ‬الوداد‭ ‬الرياضي،‭ ‬والذي‭ ‬حقق‭ ‬معه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الألقاب‭ ‬المحلية‭ ‬وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الحماية‭.‬

بدأ‭ ‬محمد‭ ‬بلحسن‭ ‬مساره‭ ‬الكروي‭ ‬لاعبا‭ ‬ومسيرا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬بحكم‭ ‬ما‭ ‬راكمه‭ ‬من‭ ‬معارف،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬فريق‭ ‬“يوسا“،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يرتبط‭ ‬اسمه‭ ‬بالرجاء‭. ‬‮ ‬

بدأت‭ ‬علاقته‭ ‬بعالم‭ ‬المستديرة‭ ‬كظهير‭ ‬أيمن‭ ‬لفريق‭ ‬اليوسا‭ ‬“بطل‭ ‬العصبة‭ ‬المغربية‭ ‬لسنتي‭ ‬1927‭ ‬و1929“‭. ‬وبسبب‭ ‬ميولاته‭ ‬الوطنية‭ ‬الواضحة‭ ‬ورغبته‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬كوسيلة‭ ‬للنضال‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفرنسي،‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الوطنيين‭ ‬الذين‭ ‬أسسوا‭ ‬سنة‭ ‬1937‭ ‬نادي‭ ‬واد‭ ‬الأمة‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬محمد‭ ‬بنجلون‭ ‬الذي‭ ‬ترأس‭ ‬الفريق‭ ‬وأسند‭ ‬للأب‭ ‬جيكو‭ ‬مهمة‭ ‬كاتب‭ ‬عام‭ ‬للفريق‭.‬

وأثناء‭ ‬وجوده‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الفريق‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يفوز‭ ‬بأربعة‭ ‬ألقاب‭ ‬للدوري،‭ ‬وثلاثة‭ ‬ألقاب‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭.‬
بدأت‭ ‬إسهاماته‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬الوداد‭ ‬الرياضي‭ ‬كلاعب‭ ‬وفيما‭ ‬بعد‭ ‬كمدرب‭ ‬رئيسي‭ ‬للفريق‭ ‬وككاتب‭ ‬عام‭ ‬وذلك‭ ‬لمدة‭ ‬15‭ ‬سنة،‭ ‬وبسب‭ ‬خلافه‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬المكتب‭ ‬المسير،‭ ‬قرر‭ ‬مغادرة‭ ‬القلعة‭ ‬الحمراء‭. ‬وتزامنت‭ ‬هذه‭ ‬المغادرة‭ ‬مع‭ ‬وفاة‭ ‬والده‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬الاعتكاف‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬مدينة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭.‬

وبعد‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬العزلة‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬في‭ ‬ضيعة‭ ‬ضواحي‭ ‬تارودانت،‭ ‬عاد‭ ‬المدرب‭ ‬الغاضب‭ ‬إلى‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬بملتمس‭ ‬من‭ ‬المعطي‭ ‬بوعبيد‭ ‬وأصبح‭ ‬مدربا‭ ‬لفريق‭ ‬الرجاء‭ ‬البيضاوي،‭ ‬ليشكل‭ ‬ذلك‭ ‬ولادة‭ ‬جديدة‭ ‬وحقيقية‭ ‬لهذا‭ ‬الفريق‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬ولادته‭ ‬الرسمية‭ ‬سنة‭ ‬1949،‭ ‬واستمر‭ ‬الأب‭ ‬جيكو‭ ‬في‭ ‬بصم‭ ‬فريق‭ ‬الرجاء‭ ‬بأسلوبه‭ ‬لمدة‭ ‬13‭ ‬سنة‭ ‬ليتقاعد‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬قبل‭ ‬مماته‭.‬
‮ ‬
العسكي‭.. ‬انتقل‭ ‬من‭ ‬الرجاء‭ ‬إلى‭ ‬جمعية‭ ‬الحليب‭ ‬للضرورة‭ ‬المهنية
يعد‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬العسكي،‭ ‬المسير‭ ‬والعضو‭ ‬السابق‭ ‬بفريق‭ ‬الرجاء‭ ‬الرياضي،‭ ‬من‭ ‬قيدومي‭ ‬مسيري‭ ‬الفريق‭ ‬الأخضر،‭ ‬إذ‭ ‬شغل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬35‭ ‬عاما‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تقلده‭ ‬لعدة‭ ‬مهام‭ ‬أخرى‭ ‬داخل‭ ‬الفريق،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مهامه‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭.‬

كان‭ ‬العسكي‭ ‬مهندس‭ ‬الاندماج‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بين‭ ‬فريق‭ ‬الرجاء‭ ‬البيضاوي‭ ‬وفريق‭ ‬الأولمبيك‭ ‬البيضاوي،‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬معه‭ ‬ستة‭ ‬ألقاب‭ ‬محلية‭ ‬وعربية،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬انتقاله‭ ‬جاء‭ ‬نتيجة‭ ‬اشتغاله‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬“أونا“‭ ‬الراعية‭ ‬الرسمية‭ ‬لفريق‭ ‬جمعية‭ ‬الحليب‭.‬

وقد‭ ‬واكب‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬العسكي،كبار‭ ‬رؤساء‭ ‬الفريق‭ ‬الأخضر،‭ ‬كالمعطي‭ ‬بوعبيد‭ ‬وعبد‭ ‬الواحد‭ ‬معاش‭ ‬وعبد‭ ‬القادر‭ ‬الرتناني‭ ‬وعبد‭ ‬لله‭ ‬غلام‭ ‬وأحمد‭ ‬عمور‭ ‬وعبد‭ ‬السلام‭ ‬حنات‭ ‬وعبد‭ ‬الحميد‭ ‬الصويري‭.‬

بعد‭ ‬اندماج‭ ‬الأولمبيك‭ ‬البيضاوي‭ ‬والرجاء،‭ ‬سيعود‭ ‬العسكي‭ ‬إلى‭ ‬فريقه‭ ‬الأم‭ ‬لممارسة‭ ‬مهامه‭ ‬ضمن‭ ‬المكاتب‭ ‬المسيرة‭ ‬والمتعاقبة‭ ‬على‭ ‬تدبير‭ ‬الفريق،‭ ‬وكان‭ ‬ضمن‭ ‬الفريق‭ ‬المسير‭ ‬الذي‭ ‬أنشأ‭ ‬مركز‭ ‬التكوين‭ ‬“رياضة-دراسة“،‭ ‬الذي‭ ‬احتضنه‭ ‬المركب‭ ‬الرياضي‭ ‬التابع‭ ‬للمكتب‭ ‬الوطني‭ ‬للتكوين‭ ‬المهني‭ ‬بعين‭ ‬برجة‭.‬

وبعودة‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬العسكي‭ ‬إلى‭ ‬الرجاء،‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬أمجاد‭ ‬“النسور“،‭ ‬خاصة‭ ‬إبان‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬حينما‭ ‬حقق‭ ‬مع‭ ‬فريقه‭ ‬ستة‭ ‬ألقاب‭ ‬متتالية‭ ‬للبطولة،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬قياسي‭ ‬وطني،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إنجازات‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬القاري‭.‬
‮ ‬
هشام‭ ‬أيت‭ ‬منا‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬مارس‭ ‬التعدد‭ ‬الرئاسي
مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬انتخاب‭ ‬هشام‭ ‬أيت‭ ‬منا،‭ ‬نجل‭ ‬أحمد‭ ‬أيت‭ ‬منا،‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لشباب‭ ‬المحمدية،‮ ‬‭ ‬بالإجماع‭ ‬رئيسا‭ ‬لفريق‭ ‬فضالة‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬يناير‭ ‬2018،‭ ‬وعد‭ ‬هشام‭ ‬بإعادة‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬بعد‭ ‬مجهود‭ ‬كبير‭ ‬لانتشال‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬قسم‭ ‬الهواة‭.‬

ما‭ ‬أن‭ ‬صعد‭ ‬الفريق‭ ‬إلى‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2020،‭ ‬حتى‭ ‬دخل‭ ‬عالم‭ ‬السياسة‭ ‬بانضمامه‭ ‬لحزب‭ ‬التجمع‭ ‬الوطني‭ ‬للأحرار‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬برلماني‭ ‬للمدينة‭ ‬ورئيسا‭ ‬لمجلسها‭ ‬البلدي،‭ ‬ونال‭ ‬عضوية‭ ‬لجنة‭ ‬برلمانية‭ ‬سنة‭ ‬2021‭. ‬وعضوا‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬برلمانية‭ ‬سنة‭ ‬2021‭. ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬جعله‭ ‬يصطدم‭ ‬بحاجز‭ ‬“حالة‭ ‬التنافي“‭ ‬فعاش‭ ‬شباب‭ ‬المحمدية‭ ‬حالة‭ ‬خصاص‭ ‬قصوى‭. ‬انتهت‭ ‬بانتقال‭ ‬أيت‭ ‬منا،‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمعية‭ ‬الرياضية‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬للجمعية‭ ‬الرياضية‭ ‬شباب‭ ‬المحمدية‭ ‬حيث‭ ‬قدم‭ ‬استقالته‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬الأول‭ ‬في‮ ‬30‭ ‬مارس‭ ‬2022‭.‬

في‭ ‬دجنبر‭ ‬2023‬وضع‭ ‬هشام‭ ‬آيت‭ ‬منا،‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لفريق‭ ‬شباب‭ ‬المحمدية،‭ ‬حدا‭ ‬لمسيرته‭ ‬التسييرية‭ ‬بالفريق‭ ‬بتقديم‭ ‬استقالته‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬رئيسا‭ ‬للشركة‭ ‬الرياضية‭ ‬لممثل‭ ‬مدينة‭ ‬الزهور‭. ‬وفي‭ ‬25‭ ‬يوليوز‭ ‬2024،‭ ‬انتخب‭ ‬هشام‭ ‬أيت‭ ‬منا،‭ ‬رئيسا‭ ‬للوداد‭ ‬الرياضي،‭ ‬خلفا‭ ‬لعبد‭ ‬المجيد‭ ‬البرناكي،‭ ‬خلال‭ ‬الجمع‭ ‬العام‭ ‬المنعقد‭ ‬بأحد‭ ‬فنادق‭ ‬مدينة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬بعدما‭ ‬تم‭ ‬التصويت‭ ‬عليه‭ ‬بالإجماع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منخرطي،‭ ‬تاركا‭ ‬فريقه‭ ‬الأم‭ ‬عرضة‭ ‬للضياع‭.‬

وكانت‭ ‬الطريق‭ ‬معبدة‭ ‬لهشام‭ ‬أيت‭ ‬منا،‭ ‬لتولي‭ ‬رئاسة‭ ‬المكتب‭ ‬المديري‭ ‬للوداد‭ ‬الرياضي،‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬كل‭ ‬منافسيه،‭ ‬ليبدأ‭ ‬بذلك‭ ‬الفريق‭ ‬الأحمر‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة،‭ ‬بعد‭ ‬طي‭ ‬صفحة‭ ‬سعيد‭ ‬الناصيري‭ ‬المعتقل،‭ ‬وعبد‭ ‬المجيد‭ ‬البرناكي‭ ‬المستقيل،‭ ‬لينضم‭ ‬هشام‭ ‬إلى‭ ‬لائحة‭ ‬الرؤساء‭ ‬الرحل‭.‬
‮ ‬
عبد‭ ‬السلام‭ ‬بلقشور‭..‬المسير‭ ‬الذي‭ ‬تنقل‭ ‬بين‭ ‬أربع‭ ‬فرق
في‭ ‬الزمامرة،‭ ‬راكم‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬بلقشور‭ ‬الحقائب‭ ‬السياسية،‭ ‬بدءا‭ ‬بانتخابه‭ ‬رئيسا‭ ‬لبلدية‭ ‬المدينة‭ ‬وبرلمانيا‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬رئيسا‭ ‬لنهضة‭ ‬الزمامرة،‭ ‬وهو‭ ‬المنصب‭ ‬الذي‭ ‬عبد‭ ‬له‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬ويصبح‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الجنيرال‭ ‬حسني‭ ‬بن‭ ‬سليمان‭.‬

في‭ ‬المنظومة‭ ‬الكروية،‭ ‬راكم‭ ‬بلقشور‭ ‬عدة‭ ‬مناصب‭ ‬أبرزها،‭ ‬رئاسة‭ ‬العصبة‭ ‬الاحترافية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ناطقا‭ ‬رسميا‭ ‬باسمها،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عين‭ ‬رئيسا‭ ‬لهذه‭ ‬الهيئة‭ ‬خلفا‭ ‬لسعيد‭ ‬الناصري‭.‬

خبر‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬بلقشور،‭ ‬مجال‭ ‬التسيير‭ ‬مبكرا‭ ‬وهو‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬انضم‭ ‬لأربعة‭ ‬فرق‭ ‬بشكل‭ ‬متفرق،‭ ‬نهضة‭ ‬الزمامرة‭ ‬رئيسا،‭ ‬وحسنية‭ ‬أكادير‭ ‬رئيسا،‭ ‬والدفاع‭ ‬الجديدي‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬المسير،‭ ‬ثم‭ ‬الرجاء‭ ‬الرياضي‭ ‬منخرطا‭.‬
وفي‭ ‬يوم‭ ‬12‭ ‬أبريل‭ ‬2022،‭ ‬أعلن‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬بلقشور‭ ‬تقديم‭ ‬استقالته‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬المكتب‭ ‬المديري‭ ‬لنادي‭ ‬النهضة‭ ‬أتلتيك‭ ‬الزمامرة،‭ ‬بسبب‭ ‬تنازع‭ ‬المصالح‭. ‬إذ‭ ‬أوضح‭ ‬فريق‭ ‬نهضة‭ ‬الزمامرة،‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬نشره‭ ‬على‭ ‬حسابه‭ ‬الرسمية‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬تقديم‭ ‬الاستقالة‭ ‬يأتي‭ ‬تجاوبا‭ ‬مع‭ ‬دورية‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬حول‭ ‬تنازع‭ ‬المصالح،‭ ‬وتفاديا‭ ‬لوجود‭ ‬حالة‭ ‬التنافي،‭ ‬بصفته‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬لمدينة‭ ‬الزمامرة‭. ‬اليوم‭ ‬يتردد‭ ‬اسم‭ ‬بلقشور‭ ‬كمرشح‭ ‬لرئاسة‭ ‬الرجاء‭ ‬الرياضي‭ ‬خلفا‭ ‬لعادل‭ ‬هالا،‭ ‬ما‭ ‬يكرس‭ ‬ظاهرة‭ ‬الترحال‭ ‬الكروي،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬بلقشور‭ ‬مارس‭ ‬أيضا‭ ‬الترحال‭ ‬السياسي‭ ‬بين‭ ‬الأحزاب‭.‬
‮ ‬
بلبودالي‭: ‬الحاجة‭ ‬لقانون‭ ‬يمنع‭ ‬مغادرة‭ ‬أي‭ ‬رئيس‭ ‬لمنصبه‭ ‬قبل‭ ‬تسوية‭ ‬ملف‭ ‬منع‭ ‬الانتقالات
أوضح‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬بلبودالي،‭ ‬الكاتب‭ ‬والصحافي‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـ‭ ‬“أنفاس بريس“،‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬تنقل‭ ‬المسيرين‭ ‬والمنخرطين‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬لآخر‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬الكروي،‭ ‬وازداد‭ ‬الوضع‭ ‬حدة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬قانون‭ ‬يمنع‭ ‬انتقال‭ ‬المسيرين‭ ‬من‭ ‬ناد‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬قانون‭ ‬يمنع‭ ‬المنخرطين‭ ‬من‭ ‬إنهاء‭ ‬ارتباطهم‭ ‬بالفريق‭ ‬الأصلي‭ ‬والالتحاق‭ ‬بفريق‭ ‬آخر،‭ ‬لكنه‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مسببات‭ ‬الظاهرة‭ ‬تدفع‭ ‬إلى‭ ‬التساؤل.

وأضاف‭ ‬محاورنا‭ ‬”في‭ ‬منظومة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المغربية‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬الدافع‭ ‬هو‭ ‬الانتماء‭ ‬العاطفي‭ ‬والروحي‭ ‬لفريق‭ ‬ما،‭ ‬فيكون‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬الفريق‭ ‬بدافع‭ ‬الانتماء‭ ‬العاطفي،‭ ‬كذلك‭ ‬المسير‭ ‬في‭ ‬غالب‭ ‬الأحيان‭ ‬يكون‭ ‬ابن‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬الفريق‭ ‬ويكون‭ ‬من‭ ‬أعيان‭ ‬المدينة‭ ‬وعليه‭ ‬إجماع‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الجمهور‭ ‬والمنخرطين‭ ‬ومحبي‭ ‬الفريق“‭.‬

وعاد‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬بلبودالي،‭ ‬للتذكير‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬قانون‭ ‬يمنع‭ ‬انتقال‭ ‬أي‭ ‬مسير‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬للآخر،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الظاهرة،‭ ‬انضافت‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬انتقال‭ ‬اللاعبين‭ ‬بين‭ ‬الفرق،‭ ‬مشيرا‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬يسجل‭ ‬انتقال‭ ‬نجوم‭ ‬من‭ ‬الوداد‭ ‬إلى‭ ‬الرجاء‭ ‬أو‭ ‬العكس‭ ‬وكان‭ ‬الجمهور‭ ‬يتقبل‭ ‬بصعوبة‭ ‬الأمر‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بانتقال‭ ‬المسيرين‭.‬

وختم‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬بلبودالي،‭ ‬حديثه‭ ‬قائلا:‭ ‬“لابد‭ ‬قبل‭ ‬انتقال‭ ‬أي‭ ‬مسير‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬آخر،‭ ‬لابد‭ ‬قبل‭ ‬مغادرته‭ ‬لفريقه‭ ‬الأول‭ ‬حل‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬سببا‭ ‬فيها،‭ ‬مثلا‭ ‬قرار‭ ‬المنع‭ ‬من‭ ‬الانتدابات،‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬ديون،‭ ‬ويختار‭ ‬وجهة‭ ‬أخرى،‭ ‬‮ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬‮ ‬على‭ ‬غرارا‭ ‬جامعة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬لقرار‭ ‬يقضي‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬رئيس‭ ‬غادر‭ ‬واستقال‭ ‬من‭ ‬فريقه‭ ‬لا‭ ‬حق‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬المطالبة‭ ‬بأي‭ ‬دين،‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬‮ ‬تصدر‭ ‬الجامعة‭ ‬قرارا‭ ‬يمنع‭ ‬مغادرة‭ ‬أي‭ ‬رئيس‭ ‬لمنصبه‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬رفع‭ ‬المنع‭ ‬عن‭ ‬فريقه“‭.‬