يونس بلاق: لا يمكن تطوير قطاع النقل عبر الحافلات بمعزل عن المهنيين

يونس بلاق: لا يمكن تطوير قطاع النقل عبر الحافلات بمعزل عن المهنيين يونس بلاق
في هذا الحوار يتحدث يونس بلاق، الكاتب العام للمقاولات الصغرى والمتوسطة لقطاع النقل الطرقي بالمغرب، عن أسباب عدم خروج مشروع الحافلات الآمنة إلى أرض الواقع عام 2024، مؤكدًا على ضرورة إشراك المهنيين في كل الخطوات التي تهدف إلى تطوير القطاع لضمان نجاحها. كما أشار إلى أن الخطوط القصيرة يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في حل مشكل التنقل بين مناطق ومدن جهة البيضاء.


+ ما هي الأسباب التي حالت دون انطلاق الحافلات الآمنة الرابطة بين المدن في عام 2024؟
× بعد نقاش طويل حول قضية تجديد الأسطول وتكسير بعض الحافلات، طرح مشروع الحافلات الآمنة التي تتوفر على العديد من المواصفات لضمان السلامة الطرقية. وبعد عقد لقاءات مع الشركات المعنية، ورغم قلتها، فوجئنا بأنها لا تتوفر على الآليات المعتمدة في الحافلات الآمنة، (عبارة عن وسائل تحذر السائق من أي خطر كعدم استعمال حزام السلامة أو عدم إغلاق الأبواب)، هذا الوضع تتحمله الإدارة الوصية التي لم تضع استراتيجية على المدى المتوسط والبعيد لإيجاد حلول لهذه القضية. فقد طرحت المشروع دون أن تدرك أن الآليات اللازمة للحافلات الآمنة غير متوفرة على الصعيد الوطني.

+ ألا تعتقد أنه كان من الأفضل اقتناء مركبات تتوفر على هذه الآليات المتطورة بدلًا من تركيبها في حافلات قديمة؟
× البرنامج كان يتضمن خيارين: إما اقتناء حافلة أقل من سبع سنوات وتركيب هذه الآليات فيها، أو شراء حافلة جديدة تتوفر على هذه الآليات. وقد شمل البرنامج تقديم منحة للمستفيدين لشراء حافلات جديدة أو أقل من سبع سنوات. ورغم تفاؤلنا بالمشروع، كانت هناك نقاط خلافية، من بينها قضية قلة الحافلات المناسبة في السوق، ما دفعنا إلى اقتراح رفع مدة أقدمية الحافلات إلى عشر سنوات. إضافة إلى ذلك، فإن المنحة المالية لا تفي بالغرض.

+ كم تبلغ قيمة المنحة المخصصة للمهنيين في هذه العملية؟
× بالنسبة للراغبين في شراء حافلة أقل من سبع سنوات، تبلغ المنحة أكثر من 400 ألف درهم، بينما يحصل من يشتري حافلة جديدة على منحة تتجاوز 900 ألف درهم. لكن سعر الحافلة الجديدة يصل إلى أكثر من 4 ملايين درهم، مما يجعل الدعم غير كافٍ. كما ذكرت سابقًا، الحافلات التي تقل عن سبع سنوات غير متوفرة في السوق، وهذا يتطلب جلسات نقاش مع الوزير الجديد لتجاوز الإشكالات، لأن الإدارة تعتمد حسابات نظرية لم تثبت فعاليتها على أرض الواقع.

+ هل تعتقد أن المشروع يجب أن ينفذ خلال عام 2025، خاصة أن المغرب يستعد لاستضافة كأس إفريقيا للأمم؟
× بالطبع، يجب إخراج المشروع إلى حيز الوجود. نحن لسنا ضد الفكرة، لكن يجب الإشارة إلى أن الحافلات القديمة لا تقاس بعمرها فقط. فعلى الصعيد الدولي، هناك حافلات يزيد عمرها عن 30 عامًا وما زالت في حالة جيدة. في المغرب، هناك العديد من حافلات الخطوط القصيرة التي لا تُستغل، ويجب إعطاؤها الأولوية لإصلاحها وإعادة تشغيلها في إطار الجهوية. الحديث عن برامج نظرية دون تطبيق عملي أمر غير مقبول. يجب الدخول في نقاش جاد مع المهنيين وإتاحة المنافسة بين الشركات لخفض تكلفة شراء الحافلات.

+ تعاني جهة الدار البيضاء من غياب شبكة مواصلات تربط بين مناطقها المختلفة. هل تعتقد أن الحافلات ذات الخطوط القصيرة يمكن أن تكون الحل؟
× بالتأكيد، لكنها تحتاج إلى نقاش عميق مع الوزارة الوصية.

+ هل سبق لمجلس جهة الدار البيضاء أن عقد اجتماعًا مع المهنيين لمناقشة هذه القضية؟
× نعم، عُقد اجتماع تقني قبل ستة أشهر. مدينة بنسليمان تستعد لاستضافة ملعب كبير ضمن تجهيزات كأس العالم 2030، ويمكن للحافلات القصيرة أن تسهم بشكل فعال في حل مشكلات التنقل بين المدن والمناطق. المشكلة الحالية هي عدم إعطاء الأولوية لهذه الحافلات. الإدارة تسعى للإصلاح عبر الورق بدلًا من العمل الميداني. الإصلاح الناجح يحتاج إلى توفير بيئة عمل للحافلات القصيرة، والجهوية لم تُفعَّل بعد بالشكل المطلوب. الحل الوحيد لضمان نجاح أي مشروع هو إشراك المهنيين، فهم الأكثر دراية بتحديات القطاع واحتياجاته.