قال الباحث عادل مومن إن "بحيرة إريقي في جنوب المغرب شهدت انتعاشًا ملحوظًا بعد خمسة عقود من الجفاف، بعدما لعبت البحيرة تاريخيًا دورًا مهمًا كواحدة من أكبر المسطحات المائية قبل الصحراء الكبرى، حيث كانت محطة حيوية في مسارات هجرة أنواع مختلفة من الطيور، وذلك في حادث شتنبر 2024، وبعد عاصفتين نادرتين".
وبحسب مهمتين ميدانيتين وثّقتا لهذا الحدث، يشرح الباحث مومن، لـ"أنفاس بريس"، الأولى أكدت ظهور البحيرة مجددًا، بينما سجلت الثانية انتعاش النظام البيئي وعودة الطيور المهاجرة التي شوهدت آخر مرة في البحيرة عام 1968. وبلغت مساحة المياه السطحية للبحيرة، التي كانت جافة تمامًا، حوالي 80 كيلومترًا مربعًا بعد العاصفة الأولى، وزادت إلى نحو 146 كيلومترًا مربعًا بعد العاصفة الثانية. وقد أثار هذا الحدث اهتمامًا كبيرًا من وسائل الإعلام الوطنية والدولية.
ووفق إفادات الباحث ذاته، فقد تمت مراقبة هذا الرجوع باستخدام صور الأقمار الصناعية من Landsat 8 و9 وSentinel-2A، والتي تم معالجتها عبر منصة Google Earth Engine (GEE)، مع تطبيق مؤشر الفرق المائي (NDWI) للكشف عن وجود المياه. كما أظهرت تحليلات السلاسل الزمنية تغييرات كبيرة في مساحة المياه السطحية للبحيرة بعد هطول الأمطار.
وبحسب الباحث مومن، تؤكد هذه الدراسة على الحاجة إلى دعم استباقي للحفاظ على بحيرة إريقي، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة: الهدف 15 (الحياة على الأرض) والهدف 8 (العمل اللائق والنمو الاقتصادي)، بهدف تسليط الضوء على أهمية الإدارة المستدامة لموارد المياه، وحفظ التنوع البيولوجي، وتعزيز مبادرات السياحة البيئية لصالح المجتمعات المحلية.