"بوحمرون".. عودة الكابوس الذي يهدد أطفال المغرب

"بوحمرون".. عودة الكابوس الذي يهدد أطفال المغرب الإحصائيات‭ ‬الرسمية‭ ‬تنذر‭ ‬بالخطر‭ ‬المحذق‭ ‬خاصة‭ ‬بالأطفال‭ ‬غير‭ ‬الملحقين
يواجه‭ ‬المغرب‭ ‬مثل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خطر‭ ‬عودة‭ ‬وانتشار‭ ‬مرض‭ ‬الحصبة،‭ ‬المعروف‭ ‬بـ‭ "‬بوحمرون‭"‬،‭ ‬وهو‭ ‬أكثر‭ ‬الأمراض‭ ‬الفيروسية‭ ‬عدوى،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬لشخص‭ ‬مصاب‭ ‬نقل‭ ‬العدوى‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬16‭ ‬و20‭ ‬شخصا‭ . ‬والأخطر‭ ‬أن‭ ‬الأطفال‭ ‬غير‭ ‬الملقحين‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يستكملوا‭ ‬الجرعات‭ ‬اللازمة‭ ‬معرضون‭ ‬بشدة‭ ‬لخطر‭ ‬الإصابة‭ ‬ومضاعفاتها‭.

اليوم‭ ‬تنطق‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الرسمية‭ ‬وتنذر‭ ‬بالخطر‭ ‬المحذق‭ ‬خاصة‭ ‬بالأطفال‭ ‬غير‭ ‬الملحقين‭. ‬فقط‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭ ‬بالحصبة‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬ما‭ ‬لايقل‭ ‬عن‭ ‬19‭ ‬ألف‭ ‬حالة‭ ‬ووصلت‭ ‬الوفيات‭ ‬إلى‭ ‬رقم‭ ‬107‭ ‬وفاة‭. ‬

لكن‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تنتبه‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة،‭ ‬وهي‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬وتقوم‭ ‬بواجبها‭ ‬في‭ ‬تلقيح‭ ‬الأطفال؟‭ ‬لماذا‭ ‬تراخت‭ ‬المراقبة‭ ‬الوبائية‭ ‬لداء‭ ‬‮«‬بوحمرون‮»‬‭ ‬وأمراض‭ ‬أطفال‭ ‬أخرى،‭ ‬مما‭ ‬يعطي‭ ‬الفرصة‭ ‬لبوحمرون‭ ‬بالانتشار‭ ‬كثيرا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اكتشافه‭ ‬فيكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬بنفس‭ ‬الحزم‭. ‬ثم‭ ‬لماذا ضعفت‭ ‬نسب‭ ‬التلقيح‭ ‬وتراجعها‭ ‬من‭ ‬95‭ ‬إلى‭ ‬70‭%‬؟‭.‬

الجواب‭ ‬السهل‭ ‬والجاهز‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الانتشار‭ ‬الوبائي‭ ‬يرجع‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬التغطية‭ ‬التلقيحية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬بداية‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬19، وبسبب‭ ‬التردد‭ ‬اللقاحي‭ ‬لدى‭ ‬الأسر‭ ‬التشكيك‭ ‬ونظريات‭ ‬المؤامرة‭. ‬المسؤول‭ ‬الحكومي‭ ‬ذاته‭ ‬قال‭ ‬أمام‭ ‬ممثلي‭ ‬الأمة،‭ ‬إن‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وضعت‭ ‬خطة‭ ‬متكاملة‭ ‬تهدف‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬المرض‭ ‬والوقاية‭ ‬منه،‭ ‬تضمنت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التدابير،‭ ‬منها‭ ‬تعزيز‭ ‬التلقيح‭ ‬الروتيني‭ ‬لتحقيق‭ ‬تغطية‭ ‬تفوق‭ ‬95‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬بجرعتين‭.‬
 
كما‭ ‬أعلن‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬حملات‭ ‬تلقيح‭ ‬استدراكية‭ ‬موجهة‭ ‬للأطفال‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتلقوا‭ ‬الجرعة‭ ‬الثانية‭ ‬أو‭ ‬الجرعات‭ ‬اللازمة،‭ ‬خصوصا‭ ‬الفئات‭ ‬المزدادة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2020‭ ‬و2023،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تطوير‭ ‬نظام‭ ‬مراقبة‭ ‬وبائي‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬وشمولية‭ ‬لرصد‭ ‬الحالات‭ ‬والتدخل‭ ‬الفوري‭.‬
 
الأكيد‭ ‬أن‭ ‬مرض‭ ‬الصبة‭ ‬هو‭ ‬تحدي‭ ‬وطني‭ ‬وعالمي‭ ‬وعلى‭ ‬الجميع‭ ‬التعبئة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬راكم‭ ‬تجربة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التلقيح‭ ‬تجعلنا‭ ‬نتشبت‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬التفاؤل‭ ‬والأمل‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬الحملة‭ ‬الوطنية‭ ‬ضد‭ ‬بوحمرون‭.‬
ليس‭ ‬لنا‭ ‬خيار‭ ‬غير‭ ‬هذا‭..‬