تصعيد جديد.. جمهورية مالي تتهم النظام الجزائري بالتدخل في "شؤونها الداخلية "

تصعيد جديد.. جمهورية مالي تتهم النظام الجزائري بالتدخل في "شؤونها الداخلية " يعد التصعيد بين مالي والجزائر الثاني من نوعه منذ شتنبر 2024
أصدرت وزارة الشؤون الخارجية في جمهورية مالي، الأربعاء 1 يناير 2025، بياناً شديد اللهجة اتهمت فيه الجزائر "بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد"، ودعم الجماعات الإرهابية التي تزعزع استقرار مالي ومنطقة الساحل حسبها.

وجاء بيان سلطات باماكو رداً على تصريحات وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، بشأن رفض الجزائر تصنيف باماكو حركات الأزواد، شمال مالي، بـ"التنظيمات الإرهابية"، وذلك خلال ندوة صحفية لعرض حصيلة نشاط الدبلوماسية الجزائرية خلال عام 2024، الاثنين الماضي.

وأعربت الخارجية المالية في بيانها عن "دهشتها" إزاء هذه التصريحات، حيث استنكرت ما وصفته "بالتدخل الجزائري في شؤونها الداخلية ".

وأكدت الخارجية المالية في بيانها، أن "هذه الجماعات الإرهابية (حركات الأزواد) – حسب وصفها- تلقى دعمًا لوجستيًا على الأراضي الجزائرية، ما يشكل تهديدًا لأمن المدنيين في مالي والمنطقة ".

وأكدت الوزارة رفضها القاطع لما أسمته "النزعة الأبوية" التي تتبناها بعض الجهات الجزائرية، ووصفت تصريحات وزير الخارجية أحمد عطاف بأنها "تعكس التدخل المتكرر والازدراء لسيادة مالي وقراراتها الاستراتيجية ".

وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف  قد صرح الاثنين 30 دجنبر 2024 في رده على سؤال حول التحفظات الجزائرية بشأن وجود قوات "فاغنر" الروسية في شمال مالي، " قلنا للأصدقاء الروس لن نسمح ولن نقبل لكوننا جزائريين بأن تُحول حركات سياسية كانت طرفاً موقعاً على اتفاق الجزائر للسلم في مالي، بين ليلة وضحاها إلى عصابات إرهابية، وهذه الجماعات هي التي سيتم التفاوض معها مستقبلاً " . وأضاف عطاف في تصريحاته، "تتمسك الجزائر بمشاركة حركات الأزواد في أي مسار سياسي ومسعى للسلام في مالي".

ويعد التصعيد بين مالي والجزائر ليس الأول من نوعه، حيث سبق للمتحدث باسم الحكومة المالية عبد الله مايغا، أن شن في شهر شتنبر 2024، هجوماً لاذعاً على الجزائر، خلال كلمة ألقاها خلال الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

واتهم عبد الله مايغا في كلمته الجزائر بإيواء الإرهابيين موجهاً كلامه لوزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف والمندوب الدائم للجزائر بالأمم المتحدة عمار بن جامع.

وقال المسؤول المالي، إن "الجزائر توفر المسكن والطعام للإرهابيين والمتمردين " وهو الأمر الذي " لا يسهم في تعزيز علاقات حسن الجوار " .

وعقب ذلك أكد الوزير الجزائري أحمد عطاف أنّ الجزائر سترد بلغة "مؤدبة وراقية" تعكس الروابط العميقة التي تجمع الجزائر بدول وشعوب المنطقة.

وأكد عطاف حينها أن الجزائر تتمتع بإرادة صلبة، وتواصل مد يدها لجميع أشقائها في المنطقة لبناء شراكة تقوم على الأمن والاستقرار والرفاه للجميع.