نظّمت المفتشية الجهوية التخصصية لمادة الفلسفة بأكاديمية جهة الدار البيضاء-سطات، وبشراكة مع الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة فرع الدار البيضاء، الجمعة 27 دجنبر 2024، ندوة تحت عنوان: "السوسيولوجيا وسؤال القيم في العصر الرقمي".
الندوة التي ألقاها إدريس بنسعيد، عالم الاجتماع، كانت فرصة لتسليط الضوء على القيم في الزمن الرقمي، خاصة أن ما يشغل العالم حاليا هو الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، بينما أصبح الحديث عن الفلسفة والقيم وكأنهما ينتميان إلى زمن مضى لن يعود.
وأكد إدريس بنسعيد أن مفهوم القيم هو مفهوم واسع، وقد حاولت مجموعة من الدراسات تحديده.
وأضاف أن القيم لا تشتغل بشكل منفصل، بل كمنظومة متفاعلة، حيث يعطي بعضها المعنى للبعض الآخر، وهي متراتبة. كما أوضح أن القيم ليست دائمًا إيجابية، فقد تكون سلبية أحيانًا.
وقال بنسعيد: "الحياة الاجتماعية تحتاج إلى قوانين وضوابط، ومن جملة هذه القوانين هناك القيم التي تضفي قيمة على الأفعال والأشخاص والمؤسسات. والقيم بالنسبة للمجتمع هي بمثابة النحو بالنسبة إلى اللغة".
وأشار إلى أن القيم تتحول ببطء شديد عبر الزمن، بينما تتطور المجتمعات. كما أضاف أن ظهور فئات اجتماعية جديدة.
وقد استعرض مجموعة من التحولات التي شهدها المجتمع المغربي في العقود الأخيرة، مع بروز فئات اجتماعية متعددة، مما طرح مسألة القيم. هذه القيم كانت منسجمة في السابق، لكن التحولات الاجتماعية، حسب المتحدث نفسه، أدت إلى تطور المجتمع دون أن تتطور هذه القيم بالوتيرة نفسها، نظرًا لظهور عوامل جديدة.
وأوضح بنسعيد أنه ليس هناك توازن في المنظومة التعليمية بين التربية والتعليم، مشيرًا إلى أن أزمنة القيم تزداد تعقيدا منذ ظهور العالم الافتراضي في الثمانينيات. حيث بدأت تظهر مجموعة من التحولات، وأضحى عالم الإنترنت مستقلاً عن العالم الواقعي، حيث يُقضى وقت طويل فيه، وأصبح منتجًا للغة وقواعد جديدة.
وأكد أنه منذ نهاية الثمانينيات بدأ يظهر إنسان جديد يُطلق عليه "الإنسان المتصل"، يعيش في عالم افتراضي بهوية افتراضية، وهو إنسان "معولم" إذ لم يعد مرتبطًا بالحدود الجغرافية. ولم يعد هناك فرق واضح بين الحياة الخاصة والعامة، حيث أصبح من الصعب الفصل بينهما، مما أدى إلى ظهور منتجين جدد للقيم، مثل "المؤثرين".
أكد إدريس بنسعيد أن مفهوم القيم مفهوم واسع