و كما هو معلوم ان منظمة الأمم المتحدة مؤسسة تبث في قضايا ونزاعات كل دول المعمور و من شروط عضويتها المصادقة على مواثيقها بهذا فقياسا يمكن اعتبارها كهيأة قضائية و قرارتها ملزمة و و تعتمد عبر التصويت العلني لاعضائة الخمسة عشر بحيث خمسة اعضاء منهم عضويتهم دائمة و يتمتعون بحق النقض..
و كما يعلم القارئ أن شروط الدعوة العمومية واضحة من بينها علاقة الأطراف بالشئ المتنازع عليه و قرار الهيئة الاممية قد يكون سلبيا لاحد أطراف النزاع و ايجابيا للطرف الثاني و خلال مجريات فض خلاف الصحراء المغربية و مع الأسف يعد من اقدم الملفات باروقة الامم المتحدة الشئ الذي يؤكد طبعا افتعاله كما نشير اليه دائما..
و هذا الملف كان اطرافه في بدايته المغرب و البولساريو و مع بزوغ شمس الحق و ان طال انتظارها أصبحت الجزائر طرفا مباشرا كما تنصت قرارات الهيئة الاممية الأخيرة و مع العلم ان أطراف النزاع كل منهم يؤمن بقضيته فالمغرب يدافع و يشترط منح حكم ذاتي موسع بمنطقة النزاع كاقصى ما يمكن اعطائها و الطرفين الآخرين يتشبثون بتقرير المصير و لا ضير لكن هذا الأخير ليس من مخرجاته الاستفتاء فقط بهذا نجد ان الجزائر تعزف على وتر واحد و خيارها هذا كان قائما الا ان تطبيقه عرقلته البولساريو في مهده و ذلك دون تجاوز عملية تحديد الهوية.
بهذا لا نحتاج من احد التذكير باختصاص الأمم المتحدة بل نحن كمغاربة نؤمن بالمبادرة الملكية و سبقها ايمان اخر هو مغربية صحرائنا و ادراجها في اروقة الأمم المتحدة ما هو إلا البحث عن حقيقة طرحنا و ايماننا بهذا فنحن مطالبين بالالتفاف حول موقف واحد ثابت مجندين خلف جلالة الملك المسؤول الأول عن الدفاع عن الوطن في حدوده الحقة كما جاء في المادة واحد و أربعون من دستور المملكة الشريفة.
وختاما قضية الوطن الاولى قدم فيها الشعب المغرب الآف الشهداء و مليارات الدولارات و لا يستطيع احد زعزعة الاجماع الوطني و راء الدبلوماسية الملكية و قواته المسلحة في الخطوط الأمامية ..