تنظم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، يومي 26 و27 من نونبر القادم، ندوة دولية حول "السفر إلى باريس، انطباعات المغاربة عند لقاء مدينة الأنوار"، يشارك فيها أدباء ومؤرخون وباحثون في التاريخ والجغرافية وعلم الاجتماع.
وتتناول هذه الندوة الفكرية والأدبية، المنظمة بتنسيق بين فرقة البحث حول الكتابات الهوياتية في المغرب وشعبة اللغة والأدب الفرنسي ومختبر النقد الحضاري وحوار الثقافات والأبحاث المتوسطية، الرحلات التي قام بها المغاربة إلى العاصمة الفرنسية قبل نحو قرنين، والتي رغم طابعها السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي، فإنها أخذت مناح أدبية وانطباعية بديعة.
ورغم أن هذه الرحلات المغربية تمت في عهود وسياقات سياسية مختلفة، ونهضت بمهمات دبلوماسية مختلفة، فإن أصحابها استغلوا مناسبة هذا السفر الأول لزيارة متاحف باريس، وحضور بعض حفلاتها وعروض مسارحها، واهتموا قبل ذلك بمدارسها وجامعاتها ومكتباتها الحديثة، واطلعوا عن كثب على سير بعض مؤسساتها السياسية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مثل البرلمان والصحافة والمطابع والمصانع والمتاجر، واطلعوا على أبرز البنيات التحية والوسائل التقنية الحديثة مثل الطرق المعبدة، والجسور المعلقة، وأدوات الإنارة الخاصة والعمومية.
المغاربة الذين زاروا باريس في مهام مختلفة، وإن كانوا ينتمون أساسا إلى صفوة النخبة المثقفة والسياسية التي انصهر تكوينها الأدبي والفكري في قوالب الثقافة العربية الكلاسيكية الإنسانوية، فصفحات رحلاتهم الطويلة أو القصيرة عن فرنسا تكشف عن انفتاح أفق فكري واسع، وعن تسامح ملحوظ عند لقاء الآخر المختلف، وعن فضول حضاري بارز نحو كل مظاهر التحديث.