البدالي صافي الدين: اغتيال عمر بنجلون جريمة لا تغتفر

البدالي صافي الدين: اغتيال عمر بنجلون جريمة لا تغتفر البدالي صافي الدين
في 18 دجنبر سنة 1975 تم اغتيال عمر بنجلون على يد شبيبة الإرهاب المتأسلم. اغتيل عمر وهو يناضل من أجل الطبقة العاملة . لقد اغتالوه  حتى يخلو الجو للبيروقراطية  والانتهازية النقابية وحتى تبقى الطبقة العاملة بدون سلاح فكري ولا علمي وتصبح تحت سيطرة الباطرونا و القمع  الحكومي وحتى يتم استغلال العمال أبشع استغلال. لأن عمر كان يدرك تمام الإدراك ما ينتظر الطبقة العاملة إن لم تتوحد في إطار واحد و تتقوى لمواجهة الظلم والاستغلال .  
 
اغتيل عمر الذي ناضل من أجل دولة الحق والقانون والمساواة والعدل وحقوق الإنسان، اغتالوه كي  تتجدر دولة الاستبداد والتبعية للنظام الرأسمالي المتوحش، دولة جعلت من حقوق الإنسان عملة لشراء الضمائر وخنق الحريات. اغتيل عمر الذي ناضل من أجل مدرسة وطنية رائدة تتخرج منها  الأطر العلمية التي هي عماد الدولة والمجتمع. لقد اغتالوه لتتحول المدرسة العمومية  إلى مؤسسة منفصلة عن القيم العلمية و الاجتماعية و الإنسانية والتربوية و تؤدي وظيفة  تكريس الأمية الفكرية والثقافية و الميوعة و الغش و التزوير و ترمي بالشباب إلى الشارع حيث الجريمة و المخدرات و الانتحار.  اغتيل عمر  حتى لا يكون هناك شباب واعد و مسلح بالفكر العلمي،  يواجه الخرافات و النصب السياسي و التضليل الإعلامي و يكون في مستوى طموحات الشعب المغربي .  اغتيل عمر الذي ظل يناضل من أجل تحرير المواطن المغربي من قبضة الاستبداد و القمع و التضليل و التبعية و من الاستعمار الثقافي وطمس  الهوية الوطنية،  و من أجل  وحدة استكمال تحرير الأراضي المغربية المغتصبة من لدن الاستعمار الاسباني، لتتحول قضية التحرير إلى المساومة والتنازلات غير المشروعة. اغتيل عمر حتى لا يظل حامل مشعل الحرية و العدالة الاجتماعية ،اغتيل عمر حتى يخلو الجو للسمسرة السياسية ولخصوم الديمقراطية الحقة،  اغتيل عمر لأنه كان يسعى الى بناء أداة حزبية ثورية من أجل التغيير الحقيقي وليس المزيف . 

تحل ذكرى اغتيال الشهيد عمر بنجلون والمجتمع المغربي يعيش تراجعات على مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية و يعيش الفقر والتخلف و يعيش كل مظاهر الفساد المالي والسياسي والإداري والأخلاقي والتفاهة والميوعة الثقافية والتآمر على الطبقة العاملة و تفويت القطاعات الاستراتيجية الاجتماعية والاقتصادية  للخواص من صحة وتعليم.