وطالبت الجمعية بإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في جميع مراحل تخطيط وتنفيذ المشاريع المرتبطة بهذه الأحداث الرياضية الكبرى؛ وذلك بهدف تلبية تطلعات نساء مدينة فاس، وتعزيز أمان المدينة وشموليتها، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (ODD) الخامسة والحادية عشرة، المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وجعل المدن أكثر أمانا واستدامة.
وقالت في المراسلة التي تلقت جريدة "أنفاس بريس" نسخة منها إن التحولات الكبرى التي ستشهدها فاس في مجالات البنية التحتية، التخطيط الحضري، والاقتصاد ضمن الاستعدادات لكأس العالم، تبرز أهمية ضمان استفادة الجميع من الفرص الاقتصادية الناتجة عن هذه المشاريع، مع التركيز بشكل خاص على النساء، مضيفة بأن هذه الإجراءات ستعزز مكانة مدينة فاس كمدينة نموذجية، حديثة، وشاملة، ودامجة، تليق بجميع سكانها، وتستجيب أيضا لحاجيات زائراتها في اطار كاس العالم .
واقترحت الجمعية في نفس المراسلة أخذ التوصيات التالية بعين الاعتبار:
1. احترام متطلبات الفيفا في مجال حقوق الإنسان: إن فاس بصفتها المدينة المضيفة، يتعين عليها الامتثال لمعايير الفيفا التي تركز بشكل خاص على تعميم مراعاة المنظور الجنساني. يجب أن تتضمن المشاريع المتعلقة بكأس العالم نهجاً يراعي المساواة بين الجنسين خلال مراحل التصميم والتنفيذ.
تعزيز حقوق المرأة: يجب أن تكون البنية التحتية والأماكن العامة والفرص الاقتصادية المتولدة عنها متاحة وآمنة للنساء، وفقاً للمعايير الدولية.
2. اعتماد سياسات شاملة ومستدامة في المشاريع الكبرى: ستعيد الاستعدادات لكأس العالم تشكيل المغرب، سواء من حيث البنية التحتية أو التخطيط الحضري أو الاقتصاد. ومن الضروري أن تضمن هذه المشاريع عدم إقصاء النساء من الاستفادة من هذه المشاريع:
إدماج المرأة في القطاعات المرتبطة بالمشاريع الكبرى: من الضروري ضمان توفير فرص عمل للنساء، لا سيما في القطاعات التي يهيمن عليها الرجال تقليدياً مثل البناء والخدمات اللوجستية وصناعة الفنادق .
رؤية عصرية وعادلة: تجنب الممارسات الإقصائية التي كانت سائدة في الماضي وتبنى نهج متوازن وعادل للجميع.
3. تصميم أماكن عامة آمنة ومتاحة للجميع، لا سيما من حيث السلامة وإمكانية الوصول، على النحو الموصي به في المعايير والمبادرات الدولية وهو ما يستدعي إجراء تدقيق مبني على النوع الاجتماعي للبنى التحتية من ملاعب واماكن عامة ووسائل النقل لضمان حماية النساء من التحرش وتعزيز التنقل الآمن. والفعال.
يجب تصميم مشاريع وفق نهج تشاركي وشامل يأخذ بعين الاعتبار تنوع احتياجات السكان، مع التركيز على تحقيق تأثيرات إيجابية ومستدامة.
4. تعزيز الوصول إلى فرص العمل والمساواة الاقتصادية: يجب أن تكون الفرص الاقتصادية التي توفرها الاستعدادات لكأس العالم متاحة للجميع، ولا سيما النساء من الفئات المحرومة عبر.
اعتماد سياسات دامجة وتوفير برامج تدريبية للنساء تتلاءم مع القطاعات المعنية لتمكينهن من دخول هذه المجالات بشكل فعّال.
تعزيز الطبقة الوسطى المساواتية: وهي ما لا تشكل مسألة عدالة اجتماعية فحسب، بل إنها أيضا استراتيجية رئيسية لضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة والشاملة والمستدامة.
تعزيز الجاذبية السياحية عن طريق تنويع المهن المتعلقة بالسياحة: تظهر الملاحظات العالمية أن السائحات أكثر ميلاً لزيارة المدن التي لا يشغل فيها الرجال حصراً المهن المتعلقة بالسياحة. كما أن زيادة عدد النساء العاملات كسائقات سيارات أجرة أو حافلات أو موظفات استقبال أو مضيفات يشكلن بشكل مباشر تجربة الزائرين ويساعدن في تحسين صورة المدينة وتنوعها وجاذبيتها.
اغتنام فرصة الأحداث الرياضية لتعزيز قابلية توظيف النساء: يمثل تعزيز قابلية توظيف النساء في إطار كأس أفريقيا وكأس العالم 2030 فرصة فريدة. وهذا جزء من أولويات نموذج التنمية الجديد الذي يركز على زيادة معدل نشاط المرأة كأحد روافع التنمية.
5. الابتكار في السياسات العامة لتحقيق المساواة بين الجنسين: تعد بطولة كأس العالم فرصة فريدة لمنطقتنا لتأكيد ريادتها في مجال المساواة بين الجنسين. يمكننا تنفيذ مبادرات مبتكرة، مثل:
إطلاق حملات توعوية حول حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.
إقامة شراكات مع الجمعيات المحلية لتبني مقاربة النوع الاجتماعي في التخطيط الحضري وتنفيذ المشاريع.