عشرون معتقلًا من سجناء الرأي، محكومون بالإعدام، كان من المقرر تنفيذ حكمهم صباح الأحد 8 دجنبر 2024، تم تحريرهم على يد قوات المعارضة.
بالنسبة لهؤلاء الرجال، كانت نهايتهم تبدو محتومة، والموت قاب قوسين أو أدنى.
ولكن في لحظة فارقة، تبدد شبح الموت الوشيك، لتحل مكانه قيامة نفسية وجسدية غير متوقعة.
في الليلة التي سبقت تحريرهم، كان هؤلاء المحكومون يعيشون حالة نفسية تفوق الوصف.
كانت ظلال الإعدام الوشيك تلقي برعبها على أرواحهم، مما أغرقهم في قلق شديد لا يحتمل، واغتراب نفسي، وحالة من الجمود والشلل الذهني.
تحولت الساعات الأخيرة إلى دوامة من الخوف، حيث أصبح كل نبضة قلب تذكيرًا صارخًا باقتراب النهاية التي لا مفر منها.
ثم، فجأة، انقلبت الموازين.
حين سقطت القيود عن أيديهم، انفجر شعور بالراحة العارمة.
اختلطت الدموع التي لا يمكن السيطرة عليها بضحكات متوترة، ضحكات رجال كانوا قبل ساعات قليلة يستعدون لملاقاة مصيرهم المحتوم.
ورغم فرحة التحرر، لم تكن هذه الحرية خالية من جراح خفية.
بعضهم، لا يزال مطاردًا بذكريات زنازين الإعدام، قد يعاني من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
آخرون سيشعرون بإرهاق نفسي وجسدي هائل، نتيجة الضغوط التي عاشوها طيلة فترة انتظار الموت.
لكن وسط هذه المعاناة، بدأت حياة جديدة تلوح في الأفق.
هؤلاء الرجال، الذين عادوا من حافة الهاوية، يواجهون معضلة وجودية.
بالنسبة لهم، أصبح كل نفس يأخذونه انتصارًا، وكل يوم يعيشونه وعدًا بإعادة بناء حياتهم رغم الجراح التي خلفها الرعب.
تلك الليلة التاريخية ليست مجرد تذكير صارخ بظلم الإنسان، بل هي أيضًا شهادة على صمود الروح البشرية.
حتى وسط أنقاض الطغيان، تجد الحياة دائمًا شقوقًا للنفاذ منها.