لذلك كان صاحب فكرة حشدهم وإلباسهم مختلف الألوان مثل دمى القصب كأنه يريد أن يطمس حقيقة ناصعة تقول إن السينما المغربية التي اختارت مخاصمة واقعها، والهروب من الهموم الحقيقية للشعب، وانغمست في الحانات مع المومسات، والحوارات السوقية البذيئة الرديئة، وارتمت في أحضان الخلاعة قولا وفعلا، ثم ارتقت لتؤمن بالشذوذ الجنسي و تباركه لتقحمه في خانة ما يجب احترامه وكأن الشذوذ الجنسي والإباحية حق من حقوق الإنسان الكونية، كل ذلك ليرضى عنها أصحاب المهرجانات السينمائية الكبرى، فالسينما المغربية لم تملك الجرأة على معالجة القضايا التي تشغل المغاربة وتغوص في قضايا الأمة المصيرية، واختار السينمائيون المغاربة للسينما المغربية طريق التفسخ والفسوق حتى أن أحدهم لم يطق مع شذوذه الجنسي صبرا فأعلنه بلا حمرة خجل، وقد انجرت السينما المغربية خلف نظيرتها الأوربية التي دخلت عصر التطرف ببعض أفلامها المقصودة مع سبق الإصرار والترصد فحواها ضرب القيم الكونية والاحتفال بكل ما انحرف وزاغ عن الفطرة الإنسانية السليمة، وأقصد هنا التطبيع السينمائي مع الشذوذ والسحاق والبورنوغرافية، و صارت السينما كجنس فني راق ونبيل صارت في عداد الرهائن المختطفين من طرف مخرجين وممثلين متطرفين لا يقلون خطرا عن الإرهاب والإرهابيين في تدمير البنيان الإنساني...