عرفت أشغال ملتقى روابط الرحامنة في مدينة بنجرير زخما أكاديميا وعلميا وفنيا من خلال تنظيم ندوات علمية وطنية ودولية.
الملتقى الذي نظم مؤخرا، تناول مواضيع مهمة تأتي في مقدمتها القضية الوطنية بمشاركة ثلة من الأساتذة الجامعيين والخبراء المتخصصين في هذه القضية تحت عنوان "مكتسبات الدبلوماسية الملكية في قضية الصحراء المغربية" وبحضور شخصيات تمثل مؤسسات وطنية وأيضا مسؤولين قضائيين وأيضا الودادية الحسنية للقضاة وبعض الشيوخ والأعيان من الأقاليم الجنوبية وكذلك أساتذة جامعيين وخبراء من خارج المملكة المغربية وصحافيين ومجتمع مدني وبرلمانيين ومنتخبين وإعلاميين وطلبة وتمخض عن هذه الندوة:
- التنويه بزخم الأوراش الملكية الاستراتيجية المتعددة الأبعاد التي أطلقها الملك محمد السادس في كل ربوع المملكة المغربية؛
- التقدير والامتنان الخالص لموقف الدول العربية والإفريقية وأمريكا اللاتينية الصديقة التي فتحت قنصلياتها في كل من مدينتي العيون والداخلة كتصرف ديبلوماسي قانوني يعبر عن دعم صريح لسيادة المملكة المغربية على الصحراء تماشيا مع اتفاقيات فيينا للعلاقات القنصلية لسنة 1963؛
- الإشادة بما يشهده إقليم الرحامنة من أوراش تنموية متعددة الأبعاد وبالدور المحوري والاستراتيجي للمكتب الشريف للفوسفاط، وجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات بابن جرير لأجل تأهيل إقليم الرحامنة كقطب للرأسمال البشري لمغرب الغد ومنارة لإشعاع علمي ولاقتصاد المعرفة رائد على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية الإفريقية والدولية.
أما الندوة الثانية فتتعلق بالحماية القانونية والقضائية لحق الطفل في التعلم وذلك على ضوء التجارب الدولية والاتفاقيات الدولية بحضور أساتذة جامعيين وخبراء ومسؤولين قضائيين ومهتمين بهذا الموضوع، و تمخض عن هذه الندوة التي احتضنتها STARTGATE بجامعة محمد السادس متعددة التقنيات، مجموعة من المخرجات أهمها:
- ضرورة الرفع من درجة التنسيق بين مختلف المكونات المنخرطة في ضمان حقوق الطفل في التعليم عن طريق الانضمام إلى الاجتماعات التنسيقية التي تعقدها اللجنة المحلية لمناهضة العنف ضد النساء والأطفال في موضوع حقوق الطفل؛
- ضرورة فتح المجال للدراسات الاجتماعية والنفسية والقانونية لمقاربة ظاهرة الهدر المدرسي وتشجيعها ودعمها ماديا ومعنويا وإنجاز دراسات تشخيصية، مواصلة وتعزيز مقاربة التمييز الإيجابي في الاستثمار في البنيات التحتية والعرض المدرسي لفائدة الوسط القروي بالأخص لصالح الفتاة؛
- تعزيز التقائية البرامج القطاعية وتدخلات الفاعلين حول النهوض بالمدرسة المغربية ومناصرة إستراتيجية الإصلاح.
أما الندوة الثالثة فتتعلق بالاستثمار ورهان تنمية إقليم الرحامنة حيث شارك فيها ثلة من الخبراء وأساتذة جامعيين متخصصين في الاستثمار وتمخض عن هذه الندوة:
- التأكيد على تنزيل العدالة الترابية في مجال الاستثمار، تثمين الرأسمال البشري في منطقة الرحامنة؛
- خلق قطاعات اقتصادية وتجارية كقاطرة للتنمية بالإقليم، الاهتمام بالطاقات المتجددة والطاقات البديلة؛
- ضرورة التنسيق بين المتدخلين في مجال الاستثمار وتبسيط المساطر الإدارية للاستثمار ثم جعل منطقة الرحامنة قطب في مجال الطاقات المتجددة وفي مجال الأمن الغذائي والاقتصاد الأخضر.
كما شهدت أشغال هذا الملتقى تنظيم مجموعة متنوعة من العروض الثقافية والفنية، بما في ذلك سهرات موسيقية وفن التبوريدة الأصيل الذي يُعتبر رمزًا للتراث المحلي. وقد حضر هذه الاحتفالات أكثر من 45 ألف شخص من سكان المدينة وزوارها، مما يعكس الاهتمام الكبير بالثقافة والفنون في المنطقة.
أما عروض التبوريدة، التي تجسد أصالة التراث الغني، قدمت مشهدًا مدهشًا يربط بين الماضي والحاضر، حيث أظهر الفرسان مهاراتهم في الفروسية بزيهم التقليدي، مما أضفى على المناسبة طابعًا احتفاليًا مميزًا. هذه العروض لم تكن مجرد استعراض لفن تقليدي، بل كانت أيضًا فرصة لتعزيز الفخر الوطني والهوية الثقافية بين الحضور.إلى جانب ذلك، أضفت الأنشطة الثقافية والفنية الأخرى روحًا من الإبداع والحيوية على الملتقى، حيث قدم الفنانون والمغنون عروضًا تعكس تنوع المواهب المحلية. فقد أسهمت هذه العروض والأنشطة في جعل الملتقى حدثًا ثقافيًا بارزًا، يعكس التزام المجتمع المحلي بالحفاظ على التراث وتعزيز الثقافة، ويعزز من مكانة ابن جرير كوجهة ثقافية مميزة.