أمزميز... صفاء ترسم الفرحة على وجوه ساكنة الجبل بقيم التطوع

أمزميز... صفاء ترسم الفرحة على وجوه ساكنة الجبل بقيم التطوع التطوع ليس فقط عن تقديم المساعدة، بل هو رحلة من التعلم والتواصل الإنساني
تتقاسم جريدة "أنفاس بريس" مع القراء تجربة اجتماعية رائعة في مجال التطوع بصيغة المؤنث، بعد أن انظمت صفاء هاشمي خريجة المعهد الملكي لتكوين الأطر في شعبة حماية الطفولة ومساندة الأسرة إلى هيئة إفريقيا من أجل القيام بأنشطة تطوعية لفائدة ساكنة الجبل، حيث ستعيش تجربة متميزة مع ساكنة دوار أغبالو التابع لجماعة أمغراس بدائرة أمزميز.

لذلك فصفاء تقول: “التطوع ليس فقط عن تقديم المساعدة، بل هو رحلة من التعلم والتواصل الإنساني. في كل يوم أقضيه هنا، أتعلم من الأطفال والنساء والسكان المحليين أكثر مما أعطيهم. إنه عمل مشترك يعزز فينا روح التضامن والمسؤولية تجاه الآخرين”

في سياق متصل تركز صفاء اليوم كل جهودها على دعم الفئات الأكثر احتياجا، خاصة الأطفال والنساء. والعمل بشكل تطوعي في تقديم دروسا يومية للأطفال بهدف تعزيز مستواهم التعليمي وتشجيعهم على متابعة دراستهم. هذا إلى جانب إطلاقها مبادرة تتمثل في دروس محو الأمية لفائدة النساء، ثم أنشطة ترفيهية ورياضية للأطفال، تساهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعية وتعزز فيهم قيم التعاون والتفاعل الإيجابي.

ففي قلب جبال الأطلس الكبير، وتحديدا بدوار أغبالو التابع لجماعة أمغراس بدائرة أمزميز، تعيش الشابة صفاء هاشمي تجربة تطوعية فريدة مع هيئة إفريقيا. هذه التجربة تبرز قوة الشباب المغربي في إحداث تغيير إيجابي داخل المجتمعات الريفية، حيث تعمل صفاء على تقديم حلول عملية لمشاكل المنطقة مع تعزيز قيم التضامن والتعاون.

صفاء، البالغة من العمر 27 عاما، خريجة المعهد الملكي لتكوين الأطر في شعبة حماية الطفولة ومساندة الأسرة، وحاصلة على ماستر في الجريمة وإعادة الإدماج، إلى جانب تكوينها الأكاديمي المميز، تتمتع بخبرة واسعة في العمل الجمعوي، حيث كرست حياتها لدعم الفئات الهشة والعمل على تحقيق التنمية الاجتماعية. من خلال انضمامها إلى هيئة إفريقيا، والذي يعكس شغفها بالتغيير والتنمية، خصوصا في المناطق النائية التي تفتقر إلى أبسط الخدمات.

يشار إلى أن هيئة إفريقيا تعدّ منظمة غير حكومية تهدف إلى تمكين الشباب الإفريقي من العمل داخل المجتمعات الريفية لتحقيق التنمية المستدامة. وتسعى الهيئة من خلال برامجها إلى تحسين جودة الحياة في هذه المناطق عبر التركيز على قطاعات التعليم والصحة وتمكين المرأة، مع إشراك السكان المحليين في تصميم وتنفيذ الحلول التي تلبي احتياجاتهم.

منذ انضمام صفاء هاشمي إلى الهيئة وانتقالها إلى دوار أغبالو التابع لجماعة أمغراس بدائرة أمزميز، ركزت جهودها على دعم الفئات الأكثر احتياجا، خاصة الأطفال والنساء. فضلا عن تقدميها بشكل تطوعي دروسا يومية للأطفال بهدف تعزيز مستواهم التعليمي وتشجيعهم على متابعة دراستهم. هذا إلى جانب إطلاقها مبادرة تتمثل في دروس محو الأمية لفائدة النساء، ما يساهم في تمكينهن من اكتساب مهارات جديدة تعزز مشاركتهن في المجتمع. إضافة إلى ذلك، تنظم صفاء أنشطة ترفيهية ورياضية للأطفال، تساهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعية وتعزز فيهم قيم التعاون والتفاعل الإيجابي.

لم تقتصر جهود صفاء على التعليم والترفيه، بل امتدت إلى المشاركة في الاجتماعات المجتمعية مع سكان الدوار، حيث تعمل معهم على تحديد الاحتياجات المحلية ووضع خطط لتنفيذ مشاريع تنموية مستدامة تسهم في تحسين ظروف العيش في المنطقة.

على الرغم من التحديات التي تواجهها، مثل العزلة الجغرافية وضعف البنية التحتية، تؤكد صفاء أن هذه التجربة تعد من أبرز المحطات في مسيرتها الشخصية والمهنية. بالنسبة لها، رؤية الأطفال يحققون تقدما في دراستهم والنساء يكتسبن مهارات جديدة يمثل أكبر إنجاز لها.

تقول صفاء: “التطوع ليس فقط عن تقديم المساعدة، بل هو رحلة من التعلم والتواصل الإنساني. في كل يوم أقضيه هنا، أتعلم من الأطفال والنساء والسكان المحليين أكثر مما أعطيهم. إنه عمل مشترك يعزز فينا روح التضامن والمسؤولية تجاه الآخرين”

تجربة صفاء هاشمي في دوار أغبالو تعكس دور الشباب المغربي في بناء مستقبل أفضل لمجتمعاتهم. من خلال التزامها وإصرارها، تبرز صفاء أهمية العمل التطوعي كوسيلة لإحداث تغيير ملموس وتحقيق التنمية المستدامة في المناطق النائية.