بعد مرور ازيد من سنة وحرب الابادة الجماعية الإنسانية مستمرة. صورتها مختلف المنابر الاعلامية، صدر أخيرا قرار المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي انرا بآعتقال رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وغالانت وزير دفاعه، وذلك بعد أن وجدت المحكمة الجنائية الدولية اسبابا موضوعية ومنطقية للإعتقاد بأن المسؤولين الإسرائيليين أشرفت على هجمات على السكان المدنيين وتشمل الجرائم التي آتهما بها استخدام التجويع سلاح الحرب وجرائم ضد الإنسانية.. وتضمن مذكرات الانتقال تفاصيل ووصف مستفيض للجريمة والأسس القانونية لإصدارها. ويتم إرسال مذكرات الانتقال إلى الدول الأعضاء في نظام روما الاساسي المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية وعددها 124 دولة مما يفرض على هذه الدول توقيف المتهمين في حال زيارة أراضيها.
لقد ترتب عن قرار المحكمة الجنائية الدولية ردود فعل دولية متباينة. مؤيدة لقرار المحكمة الجنائية شملت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيف بوريان الذي اعتبر الأمر إجراء قانوني وجب احترامه والامثتال إليه من جميع الدول الأعضاء وكذا الشركاء في المحكمة الجنائية الدولية. كما أعلنت فرنسا دعمها لآستقلالية المحكمة واعتبرتها جزءا أساسيا من النظام الدولي لضمان العدالة الدولية وهذا ما فعلته إيرلندا، بلجيكا، هولندا، كندا، بريطانيا، ايطاليا، السويد والنرويج.. وفي المقابل. إنتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن قرار المحكمة الجنائية الدولية واعتبر مذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت الصادرة عن المحكمة الجنائية بأنها مشينة واكد التزام واشنطن بالة قوف دونا الى جانب الكيان الإسرائيلي ضد كل التهديدات لأمنها وهدد مستشار الأمن القومي مايكل والتز برد قوي على المحكمة الجنائية الدولية. وبخصوص قادة ومسؤولو الكيان الإسرائيلي ،فقد استخدموا الحجج الداهية منها. أن المحكمة الجنائية الدولية معادية للسامية وان إسرائيل دافعت بشكل قانوني للإرهاب ومن حق إسرائيل الدفاع عن النفس.
فبالرغم من تأخر قرار اعتقال نتنياهو وغالانت. فسوف تكون له تداعيات عديدة على الشارع السياسي الإسرائيلي اليميني منها كونه يوسع دائرة الملاحقة القضائية لقادة من جيش الإحتلال الإسرائيلي وغيرهم . كما يعتبر بمثابة اول إنتصار لدماء المدنيين الابرياء الذين سقطوا شهداء في قطاع غزة والضفة الغربية ولن يكون آخر انتصار لهم.
وصفوة القول إن قرار اعتقال مجرمي الحرب وفي مقدمتهم نتنياهو وغالانت وآخرين في الطريق، ما هو إلا إقرار بآرتكاب إسرائيل جرائم خرب وإبادة إنسانية. كما أن قرار محكمة الجنايات الدولية من شأنه ان يقلب الموازين ويعيد تشكيل التحالفات الدولية لما يخدم السلم والامن الدوليين .. وهو ما يتطلع إليه عالم القرن الواحد والعشرين.