لقد رأينا في "أنفاس بريس"، في المتابعة الصحفية لنادي اللغات والتواصل الحضاري، بكلية أصول الدين بتطوان، لحدث التقاء مجموعة من المتدخلين حول مجلة " موريطانيا"( الصادرة بطنجة 1928-1962)،كنموذج للحوار بين الثقافات والأديان ،رأينا فيها (المتابعة)عملا ميدانيا لفعل الترجمة والحوار والتواصل الحضاري،تتجاوز دلالة هذا الفعل الطلابي الإيجابية أسوار الكلية،للتعبير مخبريا،عن الخطوات الثابتة ومن موقع الاقتدار لمغرب الثقافات.ويكفي التمعن في صورتي المنصة والحضور،لتذوق معنى التعايش بين الأديان والثقافات.
بهذا الانتصار لأفق المغرب الحضاري ،ننشر المتابعة التالية لهذا النادي الطلابي.
بدعوة خاصة من مركز كارلوس كيروس للدراسات الإسبانية المغربية حضر نادي اللغات والتواصل الحضاري بكلية أصول الدين بتطوان، لقاء ثقافيا بالمركز الثقافي "Lerchundi" حول موضوع:"مجلة موريطانيا: نموذج في الحوار الديني والثقافي". وذلك يوم الجمعة 22 نونبر 2024.
شارك في هذا اللقاء الثقافي الباحث الأخ مانويل كورويون فيرنانديث من الأخوية الفرنسيسكانية بمراكش، وهو صاحب كتاب " مجلة موريطانيا" إلى جانب الباحثة مارية انخيليس غرسية كويادو.
والباحث د. محمد بلال أشمل، وهو أستاذ الفكر والحوار الحضاري بكلية أصول الدين ورئيس مركز كارلوس كيروس للدراسات الإسبانية المغربية.
وتولى تسيير اللقاء باللسان الإسباني الأخ عمر فيغوروا ميطاس، وهو مسؤول أرشيف كنيسة طنجة. وباللسان العربي الباحث عبد الرحمان الفاتحي المجاطي، وهو عضو مركز كارلوس كيروس للدراسات الإسبانية المغربية.
تحدث الباحث مانويل كورويون فيرنانديث عن صورة المغرب في مجلة موريطانيا الطنجية، متعقبا مختلف المحطات التي شاهدتها. بحيث أكد في حديثه أن الغرض منها كان يتمركز في تصوير وتقديم صورة عن الحياة الثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية للمغرب وإسبانيا (1962-1928م).
وذكر أن صورة المغرب في هذه المجلة كانت إيجابية. بحيث كان أول عدد لها صدر في 1 ماي 1928 وتصدرت
غلافه صورة لإحد مساجد مدينة تطوان.
علاوة على ذلك، كانت منفتحة على فاعلين وباحثين من خارج أسوار الكنيسة، ومن أبرز هؤلاء، نجد المؤرخ التطواني المرحوم عزوز حكيم.
ومن ثم، تناول الباحث د. محمد بلال أشمل كلمته حول موضوع صورة الإسلام في مجلة موريطانيا 1928-1962
وفي وعرضه سلط الضوء على بعض الإشارات المتعلقة بصورة الإسلام انطلاقا من أربعة ملامح أساسية:
العقيدة، المؤسسات، التدين، وأخيرا، علاقة المسلمين بالمسحيين.
وعلى هذه الملامح الأربع خلص إلى أن الصورة التي تقدمها هذه المجلة هي صورة إيجابية في عمومها.
ومنه، تمنى الباحث أن يكون هذا التراث الإسلامي في المجلة هي بذرة لبناء حوار ديني وثقافي مثمر.
وفضلا على ذلك، ذكر أن الذين كانوا يساهمون في هذه المجلة لم يكونوا بالضرورة من الأخوية الفرنسيسكانية أو الإسبان، بل كان من ضمنهم كُتّاب من الدائرة الإسلامية.
ثم تم فتح باب المناقشة، لتطال تساؤلات ومناقشات المتدخلين، ومن أبرزها، مداخلة الباحث د. عرفة بلقات الذي قال:" عندما أفكر في الآخر، أحاول أيضا أن أعرف كيف يفكر هذا الآخر. وعندما نصل إلى فكرة أننا استطعنا أن نفكر في موضوعات متشابهة، ونفكر في طريقة تفكيرنا أيضا في هذه الموضوعات، فهذا يعمق عملية التواصل والتآلف والتآخي بين الثقافتين المغربية والإسبانية".
كما كان لأعضاء نادي اللغات والتواصل الحضاري من جانبهم مداخلات غنية أكدوا فيها أهمية وقيمة كتاب" مجلة موريطانيا" للباحث مانويل كورويون فيرنانديث والباحثة مارية انخيليس غرسية كويادو عما تم بذله من مجهودات جبارة في كتاب يحمل بين طياته تاريخا لمادة معرفية غنية لمجلة موريطانيا على مدى 34 سنة من النشر. كما عبر أعضاء النادي بكونهم مهتمين باللغات والتواصل الثقافي والحضاري عن استعدادهم للعمل على دراسة ما كرسته هذه المجلة من تجربة في الحوار والتعايش والتواصل بين الأديان والثقافات المختلفة.