بنيونس المرزوقي : المغرب حقق مكاسب مهمة بفضل مقترح الحكم الذاتي في الصحراء

بنيونس المرزوقي : المغرب حقق مكاسب مهمة بفضل مقترح الحكم الذاتي في الصحراء بنيونس المرزوقي
قال بنيونس المرزوقي، أستاذ القانون الدستوري بجامعة محمد الأول بوجدة في لقاء بثه عبر صفحته في " الفيس بوك " إن الأمم المتحدة وبعد مواجهة المشاكل المنبثقة عن مبدأ تقرير المصير بعد عشر سنوات من تطبيقه، اتجهت في السنوات الأخيرة الى الحلول السياسية، ولذلك يلاحظ أن قرارات مجلس الأمن الدولي الصادرة منذ 2007 تسير في اتجاه إقرار حل سياسي في الصحراء المغربية، مشيرا بأن طرح المغرب لمبادرة الحكم الذاتي يتماشى مع التطورات الحاصلة سواء داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي، مقدما كمثال على ذلك محضر إحدى اللجان التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يعود الى عام 2002، والذي يعتبر الحكم الذاتي أحد أشكال تقرير المصير، كما يتضمن تذكيرا لأعضاء اللجنة بالقرار 2625 والذي اعتبر الحكم الذاتي أحد أشكال تقرير المصير.

وأشار المرزوقي أن أول قرار لمجلس الأمن ( القرار 1754) بعد طرح مبادرة الحكم الذاتي رحب بالجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية والرامية الى المضي قدما بالعملية صوب التسوية، الأمر الذي أظهر منذ البداية أن المغرب سيجني المزيد من المكاسب والتأييد لمقترح الحكم الذاتي باعتباره حل سياسي يتماشى مع الشرعية الدولية.

كما تطرق المرزوقي الى الأقاليم المتنازع عليها عبر العالم والتي يبلغ عددها 77 والتي تعد القوى العظمى طرفا فيها ( فرنسا، الولايات المتحدة بريطانيا..) دون أن يسمع عن طرح أي دولة معاكسة للمغرب لطلب تقرير المصير في هذه المناطق، مما يؤكد عدم امتلاكها للشجاعة السياسية.

وعرج المرزوقي في مداخلته على بعض الإشارات الملكية الصادرة عن الملك الراحل الحسن الثاني، وخاصة الخطاب الملكي بتاريخ 27 أكتوبر 1984 ، والذي اعتبره خطابا تاريخيا، إذ ألقاه الحسن الثاني عند ترأسه للمجلس الجهوي للمنطقة الوسطى الشمالية، وفيه تحدث عن تصوره وعن رغبته في أن يترك لخلفه مغربا جهويا تكون فيه للجهة صلاحيات مهمة، وتكون مرتبطة به كرئيس للدولة وكأمير للمؤمنين.

كما تطرق الى بعض الفقرات الواردة في مؤلف لخالد شيات، أستاذ القانون الدولي المتعلقة بمفهوم التفرد الثقافي، مشيرا بأن الحلول المطروحة فيما يتعلق بالأقاليم المتنازع عليها لأسباب عرقية أو دينية لا يمكن أن تخرج عن إطار الانفصال، لكن في الحالة المغربية فإنها لا تعدو أن تكون ثقافية، ولذلك فالحل الوحيد لحسم النزاع هو الحكم الذاتي، مؤكدا بأن المبادرة المغربية بخصوص الحكم الذاتي، كانت ذكية لكونها تتضمن جميع المعايير المطلوبة، كما أن المغرب وضع نظام المصادقة على الحكم الذاتي ضمن نظام تتم فيه استشارة ديمقراطية كشكل من أشكال تقرير المصير.