حسم مجلس مدينة البيضاء في مشروع المراجعة الجزئية لمخطط توجيه التهيئة العمرانية للدار البيضاء الكبرى (SDAU) والذي يشمل عمالات الدار البيضاء والمحمدية وأقاليم مديونة والنواصر وجماعة المنصورية، وذلك خلال الدورة الاستثنائية التي عقدها المجلس يوم الثلاثاء 23 أكتوبر 2024، حيث صادق أعضاء المجلس بالمصادقة على هذا المشروع الذي يأتي استجابة للتحديات التي تواجهها البيضاء وضواحيها في أفق تنظيم كأس العالم في 2030.
ويهدف المشروع إلى ضمان تناسق السياسات العمومية ومخططات وبرامج عمل الجماعات الترابية على صعيد الفضاء المتربرولي للدار البيضاء الكبرى.
وجاءت المراجعة الجزئية للمخطط التوجيهي على ضوء دراسة تقييمية لمدى تنفيذ المخطط في كل خياراته، كما أنها شكلت فرصة لتسريع وتيرة برمجة تنفيذ عدد مهم من المشاريع وتنزيلها على أرض الواقع وخاصة في ما يتعلق بالبنيات التحتية والشبكات والتجهيزات.
وتهم عناصر المراجعة الجزئية للمخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية، المسارات الجديدة للبنيات التحتية خصوصا مراجعة مسارات الطرق السيارة التي توجد حاليا في طور الإنجاز، وخطوط القطار فائق السرعة والشبكة الجهوية السريعة ومسار خط الغاز الطبيعي نيجيريا-المغرب ومسار الطريق السيار المائي، وبرمجة محطتين طرقيتين للدار البيضاء شرقية وغربية، وتهيئة محطات جديدة للقطار فائق السرعة والقطار الجهوي السريع ( R E R)، مما سيمكن من تثمين شبكات التنقلات الحالية وإحداث مركزيات حضرية جديدة بمحاذاة هاته المحطات.
كما تهم المراجعة تثمين العرض الترفيهي والرياضي والسياحي، ومواكبة ترحيل بعض الأنشطة التي تشكل إزعاجا للساكنة والتي تساهم بشكل كبير في إشكالية السير والجولان مثل سوق الجملة للخضر والفواكه وسوق السمك بمقاطعة سيدي عثمان وسوق الدواجن بالحي المحمدي، وذلك تماشيا مع برنامج عمل الجماعة، مع اقتراح مشاريع حضرية كبرى ذات طابع خدماتي محض لا تتضمن أي مساحة مخصصة للسكن، يندرج بعضها في إطار مشروع برنامج عمل جماعة الدار البيضاء 2023 -2028 ، وملاءمة وتطوير العرض المجالي الصناعي واللوجستيكي.
عبد الغني المرحاني، عضو بمجلس مدينة البيضاء أكد أن أعضاء المجلس الجماعي للبيضاء قانونيا ملزمين بإبداء الرأي في المراجعة الجزئية لمخطط توجيه التهيئة العمرانية، فهي وثيقة استراتيجية ستحكم البيضاء لسنوات، علما أنها مراجعة جزئية ستمتد إلى حدود عام 2030 الذي يتزامن مع حدث تنظيم كأس العالم.
وقال المرحاني: "لقد كان من اللازم القيام بالمراجعة الجزئية لهذا المخطط. ولقد تم عرض هذه النقطة على أنظار لجنة التعمير و البيئة الممتلكات، حيث قدم عرض من قبل الوكالة الحضرية. وكانت هناك مجموعة من التوصيات حول هذه النقطة التي نتمنى أن تدرج أثناء المراجعة. وتم التركيز في هذه الوثيقة على الجانب الاقتصادي، حيث كان هناك حضور قوي لهذا الجانب، إضافة إلى الجانب المرتبط بالبنيات التحتية والتي تهم القطار الفائق السرعة ومسارات الطرق ومحطات سككية والكثير من المشاريع المتعلقة بالشبكة الطرقية".
"لا يمكن سوى التصفيق على مخطط توجيه التهيئة العمرانية في البيضاء، لأنه سيحمل قيمة مضافة للمدينة وضواحيها. الأمر يتعلق بمشروع ضخم، ولقد قدمت الوكالة الحضرية عرضا بخصوص هذه القضية، وسيتم التركيز على مداخل البيضاء والمنتزهات".
هذا ما قاله عبد الإله الصفدي، عضو بمجلس مدينة البيضاء في تصريح ل " أنفاس بريس ".
وأكد محدثنا أن لا يمكن الحكم على هذا المخطط إلا بعد الحسم فيها بشكل نهائي، وكما يقول المثل "تايزيد عاد سميه سعيد".
وأوضح أن ضواحي المدينة ينتظرها مستقبل كبير، والجميع يعرف مشروع المدينة الغذائية التي سيتم إنجازها في منطقة السوالم، وسيكون الأمر مشابه بالقطب المالي.
نبيلة ارميلي، عمدة مدينة البيضاء، أوضحت أن المراجعة الجزئية لمخطط توجيه التهيئة العمرانية بالدارالبيضاء وضواحيها، جاءت بناء على الدراسة القبيلة التي أبانت على بعض النواقص في المخطط المديري والتي كان لابد من معالجتها واستجابة لكل ما هو جديد والمتعلق بالاستحقاقات العالمية وعلى رأسها كأس العالم عام 2030، حيث هناك مشاريع لابد أن يتضمنها المخطط التوجيهي، كما هو الحال بالنسبة إلى الملعب الجديد في المنصورية ومسارات الطرق والقطار فائق السرعة والقطار الجهوي.
وقالت ارميلي: "لابد أن أشير أن الأمر يتعلق بتعديل جزئي لهذا المخطط. ولقد كانت هناك نواقص بخصوص المساحات الخضراء والمناطق الصناعية، وهذا المخطط سيجيب على هذه النواقص، وحاليا تم إحداث مناطق اقتصادية جديدة على صعيد النواصر ومديونة وأيضا داخل الدارالبيضاء في منطقة الحنطات والساحة الإفريقية. ويتضمن المخطط محطتين طرقيتين وأيضا مسار أنبوب الغاز بين المغرب ونجيريا. ويمكن القول إن برنامج عمل مجلس مدينة البيضاء يصب في الاتجاه نفسه الذي يتضمنه مخطط التهيئة العمرانية، حيث هناك التجانس بين الجانبين، وهناك رؤية موحدة تستحضر حاجيات المواطنين".