إعدام بطىء.. مرضى مصابون بأمراض مزمنة بدون أدوية!!

إعدام بطىء.. مرضى مصابون بأمراض مزمنة بدون أدوية!! تشير‭ ‬التقارير‭ ‬إلى‭ ‬اختفاء‭ ‬حوالي‭ ‬1375‭ ‬دواء‭ ‬من‭ ‬رفوف‭ ‬الصيدليات
تتطلب‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬كالسرطان‭ ‬والكلي‭ ‬والسل‭ ‬والغدة‭ ‬الدرقية،‭ ‬متابعة‭ ‬دقيقة‭ ‬ومراقبة‭ ‬بدون‭ ‬انقطاع،‭ ‬أساسها‭ ‬الفحوصات‭ ‬المختلفة‭ ‬والأدوية‭ ‬المناسبة‭ ‬للعلاج‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬أو‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭.‬
فما‭ ‬معنى‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭  ‬الطبيب‭ ‬المعالج‭ ‬من‭ ‬مريض‭ ‬دواء‭ ‬هو‭ ‬أصلا‭ ‬غير‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬السوق؟‭.‬
والأصعب‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تناول‭ ‬الدواء‭ ‬مطلوبا‭ ‬بشكل‭ ‬مستعجل‭ ‬لوقف‭ ‬تمدد‭ ‬الداء‭ ‬وانتشاره،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مثلا‭ ‬مع‭ ‬السرطان‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬ورم‭ ‬أو‭ ‬أورام‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬مكافحتها‭ ‬وحصرها‭ ‬في‭ ‬مكانها‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬العلاج،‭ ‬وأي‭ ‬تأخير‭ ‬أو‭ ‬توقف‭ ‬عن‭ ‬العلاج‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬الانتشار‭ ‬والتتقل‭ ‬إلى‭ ‬أعضاء‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الجسم‭.‬
أليس‭ ‬هذا‭ ‬حكما‭ ‬بالإعدام‭ ‬البطيء؟‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬لمرضى‭ ‬الكلي،‭ ‬المطالبين‭ ‬بالخضوع‭ ‬لثلاثة‭ ‬حصص‭ ‬لتصفية‭ ‬الدم‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬أن‭ ‬يتوقفوا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬ولو‭ ‬لبضعة‭ ‬أيام؟
إن‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬الأدوية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬فقدانها‭ ‬بالصيدليات‭ ‬تشكل‭  ‬تهديدا‭ ‬مباشرا‭ ‬لصحة‭ ‬وحياة‭ ‬آلاف‭ ‬المرضى‭. ‬
غياب‭ ‬الأدوية‭ ‬كارثة‭ ‬حقيقية إنها‭ ‬باختصار‭ ‬كارثة‭ ‬صحية‭ ‬مستمرة‭ ‬ومرعبة‭. ‬فحتى‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضون‭ ‬داخل‭ ‬المستشفيات‭ ‬العمومية‭ ‬يعانون‭ ‬أيضا‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬النقص‭ ‬أو‭ ‬الغياب‭ ‬التام‭. ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬مرضى‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬تدخلات‭ ‬طبية‭ ‬عاجلة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الأدوية‭ ‬الحيوية‭ ‬لعلاج‭ ‬الحالات‭ ‬الحرجة،‭ ‬مثل‭ ‬الأدرينالين‭ ‬والهيدروكورتيزون‭ ‬والنورأدرينالين،‭ ‬إذ‭ ‬تعتبر‭ ‬الأدوية‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬أمراض‭ ‬القلب‭ ‬والشرايين،‭ ‬وضغط‭ ‬الدم،‭ ‬والتعفنات‭ ‬الحادة،‭ ‬ولكن‭ ‬نقصها‭ ‬يضع‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬حيث‭ ‬يجدون‭ ‬أنفسهم‭ ‬مضطرين‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬حرجة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الأرواح‭ ‬بالموارد‭ ‬القليلة‭ ‬المتاحة‭.‬
وتشير‭ ‬التقارير‭ ‬إلى‭ ‬اختفاء‭ ‬حوالي‭ ‬1375‭ ‬دواء‭ ‬من‭ ‬رفوف‭ ‬الصيدليات‭. ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬تعكس‭ ‬حجم‭ ‬المشكلة‭ ‬وتسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭. ‬
في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يتساءل‭ ‬الكثيرون‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭.‬
ويرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬سوء‭ ‬التخطيط‭ ‬والإدارة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الارتفاع‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المرضى‭ ‬والضغط‭ ‬المتزايد‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الصحي‭.‬
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الوعود‭ ‬المتكررة‭ ‬بتحسين‭ ‬وضعية‭ ‬الأدوية‭ ‬وتوفير‭ ‬العلاجات‭ ‬اللازمة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬اليوم‭ ‬يعكس‭ ‬صورة‭ ‬قاتمة‭ ‬تفاقم‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬المرضى‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭.‬