أعلن المعهد الدولي للانتقال المستدام في إفريقيا، عن نجاح النسخة الأولى من منتدى الانتقال الأفريقي (ATF 2024)، الذي عقد في 17 و18 أكتوبر 2024، في متحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش، تحت عنوان "دعم التحولات في إفريقيا: عصر الأعمال المستدامة والمبتكرة"، بحيث جمع المنتدى باحثين، وخبراء وممثلين حكوميين، وفاعلين محليين وشركاء من المجتمع المدني في أفريقيا.
وعلى مدار أشغال المنتدى التي تميزت بالتبادل الملهم، استكشف المشاركون التحديات، والفرص المتعلقة بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في إفريقيا، حيث سلطت تدخلات عالية المستوى الضوء على مشاريع مبتكرة، وأهمية الممارسات المحلية المستدامة لدعم هذه التحولات.
وأظهر المنتدى أن العمل الجماعي، بالإضافة إلى الإرادة والالتزام الجماعي، ضروري لتجاوز تحديات التحولات المستدامة في أفريقيا، كما كشفت النقاشات المستفيضة عن طرق واعدة لإدماج الممارسات المستدامة في الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية في قارة إفريقيا، كما أن المشاركة النشطة للمجتمعات المحلية وتغيير طرق التفكير، والسلوكيات أمران حاسمان لضمان نجاح المبادرات المستدامة واستدامتها.
تمكن المنتدى من بلورة عدة توصيات ملموسة من أجل التحول الفوري، بما في ذلك:
• تشجيع الشراكات بين الدول الأفريقية لتبادل الممارسات الجيدة والحلول المبتكرة في مجال الاستدامة.
• الاستثمار في البحث والابتكار ودعم المشاريع التي تركز على تقنيات مستدامة وممارسات مبتكرة تتناسب مع السياقات المحلية.
• تقديم توصيات للحكومات لوضع سياسات شاملة تعزز تحولًا عادلاً وشاملاً يشمل جميع الفاعلين.
• إنشاء آليات متابعة لتقييم تأثير مشاريع الانتقال المستدام وضبط الاستراتيجيات وفقًا لذلك.
تهدف هذه الاقتراحات إلى تحفيز إجراءات ملموسة تتناسب مع السياقات المحلية.
وتم خلال فعاليات هذا الحدث توقيع المعهد على اتفاقية شراكة مع الجامعة الأفريقية للتنمية التعاونية (UADC)، وهي مؤسسة عمومية متعددة الجنسيات للتدريب، والبحث والدعم في مجال الاقتصاد الاجتماعي.
وتجمع اليوم هذه المؤسسة المتخصصة التابعة للمؤتمر الأفريقي التعاوني عشرين (20) دولة أفريقية ومقرها في كوتونو، بنين.
توضح هذه الاتفاقية أهمية الشراكات الإستراتيجية لتحفيز التغيرات الإيجابية، وتؤكد التزام المعهد بالتعاون مع جميع الفاعلين المحليين والوطنيين والدوليين لتطوير علاقات تعاون أوثق في مجالات التدريب والبحث ودعم الفاعلين، وتعزيز الحلول المستدامة في إفريقيا. ستساعد هذه الشراكة علىإيجاد الموارد، وتسريع تنفيذ إجراءات مبتكرة ومستدامة.
بعد انتهاء أعمال المنتدى، اجتمع المجلس الاستشاري للمعهد لمناقشة خطة العمل الإستراتيجية 2025-2027، مما يؤكد عزم المعهد على تقديم خبرة علمية عالية المستوى لدعم التحولات المستدامة في القارة، من خلال تعزيز أعماله في البحث والابتكار والتعاون وتعزيز القدرات. كما يطمح المعهد إلى أن يصبح رائدًا معترفًا به في تعزيز الحلول المستدامة في أفريقيا، وأن يلعب دورًا مركزيًا في الانتقال نحو نماذج تنمية أكثر مرونة وشمولية.
وفي هذا الإطار، أبرزت فاطمة عاريب، الرئيسة المؤسسة للمعهد: "إن نجاح منتدى الانتقال الأفريقي يشهد على الالتزام الجماعي نحو مستقبل مستدام في إفريقيا. الاستدامة ليست خيارًا، بل ضرورة، ومع هذا المنتدى، قمنا بخطوة مهمة نحو عهد الأعمال المبتكرة."