محمد عزيز الوكيلي: هل تقع المعجزة بتقديم حُكّام الجزائر استقالتَهم وإطلاق سيقانهم للريح؟!!

محمد عزيز الوكيلي: هل تقع المعجزة بتقديم حُكّام الجزائر استقالتَهم وإطلاق سيقانهم للريح؟!! محمد عزيز الوكيلي
عندما نُعيد قراءة المَواقف الجزائرية على امتداد السنوات الخمس الأخيرة، منذ أن ذهب أول وآخر رئيس جزائري "شبه متعقّل"، هو الراحل عبد العزيز بوتفليقة، رغم دخوله خلال عهدته الأخيرة في حالة عجز مستديم وقاتل، لا نجد أمام هذا النظام المصاب بكل الآفات العقلية والنفسية والبنيوية سوى أحد خيارين اثنين:

الخيار الأول:
يتمثّل في الدخول معنا في حرب مباشرة ومفتوحة لن تُبقِيَ ولن تَذَرَ، مع الاستعداد التام والأهبة الكاملة لمغادرة الجزائر دفعة واحدة، وربما قبل الانطلاق الفعلي للمواجهات، لأن أفراد هذا النظام لن يأمنوا على أنفسهم من هطول أمطار المتابعات ضدهم بالجملة والتقسيط، لأنهم نهبوا وسرقوا وسجنوا وقتلوا ونفوا وهجّروا لأسباب واهية، ولغير ما سبب، فصاروا جماعةً وفُرادى مطلوبين أمام العدالة مع وقف التنفيذ، ولكنهم ساعة دخولهم في الحرب المباشرة ضدنا سيُصبحون مطلوبين بالنفاذ المعجَّل، لأن خُسرانهم الحرب مسألة شكلية فحسب، إذ أنهم لن يستطيعوا تحمل الهجمات الكثيفة والرهيبة التي سيتلقّونها من جيوش المغرب على كل المستويات، وبكل أنواع الأسلحة، الظاهر منها والخفي، وسيكتشفون ساعتئذٍ أن عساكرهم تنقصهم الحنكة والخبرة الحربية، والشجاعة، والرجولة، وكذلك ضباطهم من مختلف المراتب، ويكتشفون بالمناسبة ذاتها أنهم بلا قضية تُحرّكهم وتحفّزهم لتقديم التضحيات، لأن القضية التي سيجرّهم حكامهم إلى التّحارُب من جرائها ليست قضيتَهم، ويكتشفون أيضاً، أن تلك الحرب لم يكن لها من الأسباب سوى سببٍ واحد، يقال، والعُهدة على "الراوي العسكري المصري"، أن له علاقةً لصيقةً بريال مغربي قديم، كان مصنوعاً من الألومنيوم، أحماه جنود مغاربة إلى درجة الاحمرار وطبعوه على مؤخرة ضباط جزائريين وقعوا في الأسر في إحدى معركتَي أمغالة 1 و2، ومن عظيم الصدف أن الفريق "غير السعيد شنقريحة" كان من بين المُكتَوين بذلك الريال، ولذلك وضع نصب عينيه معاداةَ المغرب واتخاذَه خصماً أزلياً وبُعبُعاً زرع كراهيتَه والارتعابَ منه في لاوعي جيلين او ثلاثة أجيال من الجزائريين، منذ طفولتهم الصغرى، وهو يُعدّهم من الأقسام المدرسية الأولى ليُشَكِّلوا حَطَبَ هذه الحربِ بالذات... وسيكتشف هؤلاء في نهاية المطاف أنهم قد أُلقِيَ بهم أمام جنود مغاربة متمرّسين واحترافيين، وكذلك تجهيزاتُهم العسكرية، فضلا عن كونهم ذوي قضيةٍ تسكن قلوبهم وتجري في شرايينهم مجرى الدم المغربي الشهير بنقائه وعزّته، وبِعُلُوّ قَدْرِه، وبكونه دماً لا يُراق هَدْراً، وإنما يُهرَق من أجل تحقيق الانتصارات الأكيدة والكاسحة ولا شيءَ غير الانتصارات!!

إذن فخيارُ الحرب لن يتبعه هناك سوى الخسران المبين، والتنازل الاضطراري عن الحكم وعن السلطة، واللّواذ بالفرار خَشيةَ المحاسبة، لأن شعباً جزائرياً مورست عليه كل فنون الكبت والقهر والقسر لابد أن يكون له خلاصٌ وانعِتاقٌ بطعم الانفجار والدمار!!!

الخيار الثاني:
وهو الخيار الأقرب إلى الواقع، أن يستقيل حكام الجزائر ضمنياً، عن طريق لَوَاذِهم بالفرار إلى حيث راكموا الأموال المنهوبة والمسروقة من مُقَدَّرات مواطنيهم، وساعتئذ سيكون عليهم أن يُخطّطوا جيِّداً ويُهندِسوا فرارَهم باحترافية لا يمتلكون "ألف بائها" أساساً، لأنهم بقدر جهلهم بثقافة الانهزام والانكسار، سيكون من الصعب عليهم، حتى لا أقول من المستحيل عليهم، أن يخرجوا من البلاد بلا صخب وبلا أدنى حِسّ أو ضجيج، وهم الذي سيكون نحيبهم وعويلهم في هذه الحالة أعلى من كل ضحيج العالَم من حولهم... فأين المفر في الخيارَيْن معاً؟!!

نهايته... لا أعتقد أن هناك عاقلاً سيقبل جَدَلاً أن يضع نفسه في موضع سكان الموراديا، وخاصة في موضع كبار زبانيتهم، أمثال "غير السعيد شنقريحة" و"عبد المجيد تبون" و"ناصر الجن" و"بوعلام بوعلام"... وغيرهم من الطراطير الذين سئم العالم من رؤية خِلْقاتهم وهم يتصدرون شاشات مراحيض إعلامية يَنْدُرُ أن يُتابعَها أصحابُها ومُنَشِّطوها، الذين يعلمون يقيناً أنها لا تقدم إلاّ ما يُلقونه فيها من فضلات أعز الله شأنكم!!!

أيُّ الخيارين إذَنْ، سيُصادِف استحسانَ حُكّام الجزائر، المستعدّون من اللحظة هذه إلى إطلاق سيقانهم للريح؟.. الخيارُ المُرُّ منهما، أم الخيارُ الأَمَرُّ؟.. ذاك هو السؤال!!!
 
محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي