الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬خلال‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬محمد‭ ‬السادس: التغيير.. خطوة حاسمة لطي ملف الصحراء

الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬خلال‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬محمد‭ ‬السادس: التغيير.. خطوة حاسمة لطي ملف الصحراء هل ستكون النخب المغربية في مستوى ما حدده الملك في خطابه الأخير؟
في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬جنرالات‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري،‭ ‬بعد‭ ‬كساد‭ ‬"الجُمل‭ ‬الثورية"‭ ‬التي‭ ‬أنفق‭ ‬عليها‭ ‬«بومدين»‭ ‬و«القذافي»‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السلاح،‭ ‬يواصلون‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬غاز‭ ‬«سوناطراك»‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬شراء‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء،‭ ‬أولى‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬منذ‭ ‬اعتلائه‭ ‬العرش،‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬وكبيرة‭ ‬لإيجاد‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬سلمي‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬ثابثة،‭ ‬ألا‭ ‬وهي:‭ ‬«المغرب‭ ‬لا‭ ‬يتفاوض‭ ‬على‭ ‬صحرائه،‭ ‬ومغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬يوما،‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬أبدا،‭ ‬مطروحة‭ ‬فوق‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات،‭ ‬ولكن‭ ‬نتفاوض‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬سلمي‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع‭ ‬الإقليمي‭ ‬المفتعل»‭ ‬(6‭ ‬نونبر‭. ‬2021‭ ‬

فبعد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬السياسي‭ ‬والديبلوماسي،‭ ‬وبعد‭ ‬نجاح‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬19‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بوجاهة‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭  ‬فرنسا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬والبرتغال‭ ‬وإسبانيا‭ ‬واللوكسمبورغ‭ ‬وهولندا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وقبرص‭ ‬ورومانيا‭ ‬والمجر‭ ‬وصربيا‭ ‬وفلندا‭ ‬والدانمارك،‭ ‬وبعد‭ ‬الدفعة‭ ‬الكاملة‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬واشنطن:‭ ‬«الاعتراف‭ ‬الصريح‭ ‬والواضح‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء»،‭ ‬تعرى‭ ‬ظهر‭ ‬البوليساريو‭ ‬وراعيتها‭ ‬الجزائر،‭ ‬وتعرت‭ ‬معها‭ ‬«ديبلوماسية‭ ‬الإرشاء»،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تؤيد‭ ‬الآن‭ ‬المقترح‭ ‬المغربي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬110‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬كابرانات‭ ‬الجزائر‭ ‬فقدوا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المساحات‭ ‬التي‭ ‬راكموها‭ ‬عبر‭ ‬سنوات،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الرهان‭ ‬على‭  ‬بناء‭ ‬محاور‭ ‬جيو-ستراتيجية‭  ‬لعرقلة‭ ‬دورة‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬بالمقترح‭ ‬المغربي‭.‬

لقد‭ ‬حمل‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬لـ‭ ‬11‭ ‬نونبر‭ ‬2024‭ ‬تطورا‭ ‬حاسما‭ ‬وفاصلا‭ ‬لقضية‭ ‬الصحراء؛‭ ‬وهو‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬يقتضي‭ ‬المرور‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬التدبير‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التغيير،‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا،‭ ‬أي‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬مقاربة‭ ‬رد‭ ‬الفعل،‭ ‬إلى‭ ‬أخذ‭ ‬المبادرة‭ ‬والتحلي‭ ‬بالحزم‭ ‬والاستباقية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إغلاق‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يحرك‭ ‬السياسات‭ ‬الملكية،‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الديبلوماسي،‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬بسيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬الصحراء‭.
 
‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬واجهة‭ ‬إقليمية‭ ‬وقارية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحويل‭ ‬مدن‭ ‬الصحراء‭ ‬إلى‭ ‬حواضر‭ ‬تتفوق‭ ‬على‭ ‬مدن‭ ‬الجزائر‭ ‬بغازها‭ ‬ونفطها‭.‬

لقد‭ ‬قدم‭ ‬المغرب‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬تولي‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬الحكم،‭ ‬وبعد‭ ‬16‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬شروع‭ ‬قوات‭ ‬«المينورسو»‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬المنطقة‭ ‬العازلة‭ ‬(1991)،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬الآن،‭ ‬بعد‭ ‬17‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭  ‬يؤكد‭ ‬بما‭ ‬لا‭  ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك،‭ ‬أن‭ ‬«المغرب‭ ‬سيظل‭ ‬في‭ ‬صحرائه‭ ‬والصحراء‭ ‬في‭ ‬مغربها،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يرث‭ ‬الله‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬عليها»،‭ ‬وألا‭ ‬شيء‭ ‬يعلو‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬بعد‭ ‬ظهوره،‭ ‬إذ‭ ‬تؤكد‭ ‬كل‭ ‬المؤشرات‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬أن‭ ‬«مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي»‭ ‬هي‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقدمه‭ ‬المغرب»،‭ ‬وأن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمسك‭ ‬بحقائق‭ ‬النزاع،‭ ‬مثل‭ ‬فرنسا‭ ‬وإسبانيا،‭ ‬قد‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬الرمادية‭ ‬لتعلن‭ ‬بوضوح‭ ‬تام‭ ‬أن‭ ‬«الصحراء‭ ‬مغربية»‭.‬

لقد‭ ‬استمر‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬في‭ ‬التماس‭ ‬الدعم‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬أينما‭ ‬استطاع‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬عكسه‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬جولاته‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬فقط‭ ‬فوائد‭ ‬اقتصادية،‭ ‬بل‭ ‬تقدماً‭ ‬دبلوماسيا‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬إقدام‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬على‭ ‬سحب‭ ‬اعترافها‭ ‬بـالبوليساريو»،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الخمسة‭ ‬وثلاثين‭ ‬دولة‭ ‬إفريقية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعترف‭ ‬بهذا‭ ‬الكيان‭ ‬المصطنع‭ ‬أصلا‭.
 
‬ولم‭ ‬يتوقف‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬إذ‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الشراكة‭ ‬الوثيقة‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬والرباط،‭ ‬أمنيا‭ ‬وعسكريا،‭ ‬عمل‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬شراكاته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬والصين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬العلاقة‭ ‬الاستراتيجية‭  ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.
 
‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬تمكن‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬الاختبارات‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬فرض‭ ‬عليه‭ ‬الخصوم‭ ‬خوضها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬إلى‭ ‬إقدام‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬إعلان‭ ‬مرحلة‭ ‬التدبير‭ ‬والدخول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التغيير‭ ‬الذي‭ ‬يقتصي‭ ‬أخذ‭ ‬المبادرة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بنزاع‭ ‬الصحراء،‭ ‬والتحلي‭ ‬بالحزم‭ ‬الضروري‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬المتربصين‭ ‬بمصالح‭ ‬المغرب،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬الجزائر‭ ‬أم‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬أم‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬أم‭ ‬إيران،‭ ‬ومن‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬فلكهم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الديبلوماسي‭ ‬أو‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬الحقوقي‭ ‬أو‭ ‬الإعلامي‭. ‬

ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬المفصلي‭ ‬ضمن‭ ‬سياق‭ ‬استراتيجي‭ ‬دقيق‭ ‬يسعى‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬وجوده‭ ‬كطرف‭ ‬قوي‭ ‬وقادر‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬شروطه‭ ‬على‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حشد‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم،‭ ‬بل‭ ‬تسخير‭ ‬كل‭ ‬قنواته‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحزبية‭ ‬والمدنية،‭ ‬لتعزيز‭ ‬موقف‭ ‬المغرب‭ ‬محليا‭ ‬ودوليا‭. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬نزاع‭ ‬الصحراء‭ ‬ليس‭ ‬شأنا‭ ‬ملكيا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬قضية‭ ‬وطنية‭ ‬ينسحب‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المغاربة‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬مواقعهم‭ ‬«مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬البرلمان،‭ ‬المجالس‭ ‬المنتخبة،‭ ‬الأحزاب،‭ ‬النقابات،‭  ‬التجمعات‭ ‬الاقتصادية،‭  ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬المواطنون‭ ‬جميعهم»‭.‬

لقد‭ ‬قدم‭ ‬الملك‭ ‬الذي‭ ‬انهمك‭ ‬طيلة‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬تسوية‭ ‬النزاع،‭ ‬رسائل‭ ‬واضحة‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا،‭  ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬السمة‭ ‬البارزة‭ ‬لحكمه‭ ‬هي‭ ‬«الصحراء‭ ‬هي‭ ‬النظارة‭ ‬التي‭ ‬ينظر‭ ‬بها‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬العالم»‭.  ‬والنتيجة‭ ‬اتساع‭ ‬دائرة‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬وكسب‭ ‬دعم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المؤثرة،‭ ‬كالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وفرنسا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬وألمانيا،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مواقف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإفريقية‭ ‬الداعمة‭.  ‬فما‭ ‬الذي‭ ‬تبقى؟‭ ‬الملك‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬سرعة‭ ‬أخرى،‭ ‬لا‭ ‬تكتفي‭ ‬بالتفاعل‭ ‬مع‭ ‬تحركات‭ ‬الخصوم،‭ ‬بل‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬تسخير‭ ‬كل‭ ‬الإمكانات‭ ‬الوطنية‭ ‬المتاحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الفعل‭ ‬بالإقناع،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الدولي،‭ ‬وتوجيه‭ ‬بوصلة‭ ‬القرار‭ ‬العالمي‭ ‬نحو‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالسيادة‭ ‬المغربية‭ ‬الصريحة‭ ‬والشاملة‭ ‬على‭ ‬الصحراء،‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬التحزيء‭ ‬أو‭ ‬التراجع‭ ‬أو‭ ‬التشكيك‭. ‬

إن‭ ‬إزالة‭ ‬اللبس‭ ‬أمر‭ ‬ممكن‭. ‬لكنه‭ ‬يتطلب‭ ‬«التعبئة‭ ‬واليقظة‭ ‬المستمرة‭ ‬والتحرك‭ ‬الفعال‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي،‭ ‬للتصدي‭ ‬لأعداء‭ ‬الوطن‭ ‬أينما‭ ‬كانوا‭ ‬وللأساليب‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬التي‭ ‬ينتهجونها»‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الدرس‭ ‬الملكي‭ ‬الذي‭ ‬نستخلصه‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬واشنطن‭ ‬ومدريد‭ ‬وباريس‭ ‬عن‭ ‬مواقفها‭ ‬الداعمة‭ ‬للمغرب‭. ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬الواسعة:‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الواجهات‭ ‬الدولية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التحالفات‭ ‬المؤسساتية‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬اجتذاب‭ ‬استثمارات‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬وروسيا‭ ‬واليابان‭ ‬وكوريا‭ ‬والبرازيل،‭ ‬والعمل‭ ‬عل‭ ‬إقناع‭ ‬الشركاء‭ ‬بعدالة‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وبأن‭ ‬سقف‭ ‬المفاوضات‭ ‬هو‭ ‬«الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية»‭.‬

لقد‭ ‬حدد‭ ‬الملك‭ ‬الخطوط‭ ‬العريضة‭ ‬لمرحلة‭ ‬التغيير،‭ ‬فهل‭ ‬ستكون‭ ‬نخبتنا‭ ‬الحزبية‭ ‬والبرلمانية‭ ‬والسياسية‭ ‬والمدنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬هذا‭ ‬الرهان؟
 
تفاصيل أوفى تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية "الوطن الآن"
رابط العدد هنا