محمد حمضي: حركة الطفولة الشعبية... فوق أرض وزان ما يستحق الحياة

محمد حمضي: حركة الطفولة الشعبية... فوق أرض وزان ما يستحق الحياة محمد حمضي
بنفس قوة منسوب الفرح والأمل الذي استقبل بهما أهل وزان أمطار الخير التي تهاطلت على دار الضمانة بعد سنوات جفاف عجاف، احتضنوا مهرجان "أم الجمعيات" الذي قرعت أجراسه أيام 18/19/20 أكتوبر2024، وسافرت نسائم فعالياته بين دروب دار الضمانة فتذوقت رائحة عطره الفياح الأسر الوزانية التي يعاني أطفالها من الاستعمال غير الآمن للإعلام الجديد .... كيف لا يتفاعل ايجابيا الشباب والنخبة والمواطن(ة) الذي يقاوم صهد الحياة مع فعالية كبيرة بحجم قيمة وثقل المواطنة الحقة لم يكن عنوانها غير " التربية الاعلامية : حماية وابداع" .
 


النسخة السابعة لمهرجان حركة الطفولة الشعبية كانت رسائله قوية... أولها هو أن جمهور وزان عندما يلمس بأن الفعل المدني مستقل ، وأن المحتوى المقدم يجيب على انتظارات الساكنة بكل فئاتها ، ويساهم في اذكاء الوعي ، لا يتردد في احتضان فعالياته ، فيتوافد بكثافة على الأنشطة الهادفة ...حقيقة أكدتها أشغال الندوة التي انعقدت بفضاء المركز الثقافي ، نبش في موضوعها كل من الدكتور عبد اللطيف بنصفية ، مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال ، والدكتور عبد اللطيف كداي ، عميد كلية علوم التربية ، الذي له ( الموضوع) راهنيته " دور التربية الاعلامية في ظل التحولات الاجتماعية المعاصرة " .

الرسالة الثانية تتجلى بارزة للعيان في نجاح " أم الجمعيات" في مصالحة الشارع العمومي مع أشكال للتعبير أثثت لعقود فضاءات دار الضمانة .... الكرنفال الذي اخترق شوارع المدينة تتقدمه فرقة نحاسية جل عناصرها أطفال ، التف حوله أطفال المدينة وأسرهم وجمهور غفير ، ووقف تحية للمشاركات والمشاركين فيه رواد المقاهي ... جولة كرنفالية انتهت بمصالحة ساحة الاستقلال مع هويتها الأصلية التي دكت معالمها عقلية الإسمنت ... رقص ، وغناء ، وأناشيد ، ومسرحيات تموج معها العشرات من الأطفال تحت تصفيقات أسرهم و غيرهم من الذين كانوا شهود عيان على نظافة و أناقة المحتوى الذي قدمته مختلف أشكال التعبير ...
 
 


ثالث رسالة مهرجان " التربية الإعلامية : حماية وإبداع " نلمسها في تنويع آليات الترافع من أجل تذكير صناع القرار على المستوى الترابي بحقوق الأطفال ، الأساسي منها والناشئ ....الفرح ، البهجة ، عقلنة التعامل مع وسائل الإعلام الجديدة ... كلها مجاري حقوقية تصب في نهر "الحق في الحياة".... المهرجان بندوته الفكرية ، وحزمة ورشاته التكوينية في مجال الإعلام التي استفاد منها ثلة من الأطفال ، و الكرنفال الذي جاب أهم شوارع المدينة ، تذكير لمن سقط سهوا بالفضاء الجمعوي ، بأن الترافع من أجل سياسة عمومية ترابية تنهض بحقوق الأطفال هو الأصل ، أما الباقي فمجرد تفاصيل رغم أهميتها .

يذكر بأن النسخة السابعة لمهرجان الطفل الذي دأبت على تنظيمه حركة الطفولة الشعبية بوزان ، انطلق بجلسة افتتاحية دشنها الكاتب العام لأم الجمعيات الدكتور عبد الإله حسنين ، بكلمة قوية من بين ما جاء بها " هذا المهرجان الذي يثبت دورة تلو أخرى أهميته من خلال اصرار حركتنا على استمراره ، وحرص الشركاء على دعمه ، وكذا من خلال المواضيع التي يتم تناولها ومعالجتها في كل دورة يفتح هذا المهرجان نافذة على موضوع مرتبط بالتربية وذي راهنية في النقاش العام " وأضاف بأن" العالم الرقمي أصبح عنصرا أساسيا في الحياة اليومية للطفل مثل باقي مكونات المجتمع . فهو يمنحه فرصا كبيرة ، ويفتح قنوات جديدة للتربية والابتكار وللتفاعل الاجتماعي ، بالمقابل العالم الرقمي يعرض الطفل إلى مخاطر قصوى ، كالتحرش الجنسي ، الابتزاز ، الاحتيال الالكتروني واختراق المعطيات الشخصية ، بل تلقين بعض الإيديولوجيات التي تتبنى الكراهية والعنصرية والعنف " ولم يفت الكاتب العام اخبار الحضور بأن " محطة وزان في نشاطها الاشعاعي هذا تعد دعما للبرنامج الوطني ، وستليه فروع أخرى في افق تجميع وتفريغ خلاصات هاته الندوات وعرضها خلال المؤتمر الفكري المزمع تنظيمه خلال شهر مارس " . و نظرا لأن فئة الأطفال هي الأكثر عرضة لمخاطر الاستعمال غير الآمن ل لتقنيات التكنولوجية والرقمية دعا الكاتب العام إلى اطلاق " تعبئة جماعية ومجتمعية حول الموضوع" . باقي الشركاء والمتعاونين " مجلس جماعة وزان ، المديرية الإقليمية للشباب ، المديرية الإقليمية للتربية الوطنية ، المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني ، اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال ، فقد صبت في نفس منحى كلمة الكاتب العام للجمعية .ولم يفتهم تثمين مبادرة " أم الجمعيات " بتناولها لهذا الموضوع الذي يستدعي تظافر جهود مختلف الشركاء والمتدخلين من أجل حماية الأطفال من كل مخاطر العنف الناتج عن الاستعمال العشوائي لأدوات التكنولوجية الرقمية .

اشغال الجلسة الافتتاحية تابعها جمهور غفير ذكر بحضوره النوعي ، وبمساهماته القيمة في تفاعله مع العنوانين الكبرى التي تمحورت حولها الندوة التي جاءت مباشرة بعدها ، بأن فوق أرض وزان ما يستحق الحياة ، يكفي أن تتوفر الإرادة ، وتتكامل مجهودات مختلف الفاعلين ، وأن يستحضر الجميع ما سبق و قالته الأميرة للامريم " ليس المهم العالم الذي سنتركه لأطفالنا ، وإنما الأهم الأطفال الذين سنتركهم لهذا العالم " .