" السيد عبد الله شاطر، عامل إقليم طانطان..
كلمة قبل التنصيب، قد تصل إليك وقد لا تصل.
أزيد من أربع سنوات وإقليم الطنطان يُسيَّرُ بالنيابة، أي أن القرارات كانت تتخذ عن بعد، أي بحتمية الرجوع لوزارة الداخلية، اليوم نستبشر باعتماد عامل جديد على مدينة طانطان، عبد الله شاطر، 52 عاما.
السيد العامل اسمح لي أن أخاطبك على غير العادة قبل تسلم مهامك على رأس عمالة إقليم الطنطان.
السيد العامل عبد الله شاطر، نعلم يقينا بأن أي عامل على أي إقليم يستطيع أن يعمل ويعطي فقط إن وجد رؤساء ومنتخبين من أبناء الاقليم على استعداد للعمل إلى جنبه من أجل تنمية إقليمهم وجماعاتهم والمضي بها نحو الأفضل، وقد يحدث عكس ذلك فيجد أمامه من همهم أنفسهم ومصالحهم على حساب إقليمهم وجماعاتهم، حينها لن يجد أمامه سوى الانزواء في مكتبه وإرسال التقارير التي غالبا ما تجد طريقها إلى الهامش أو سلة المهملات..
وقد يحدث أيضا أن يوافق هوى السيد العامل هوى من فسد من الرؤساء والمنتخبين فيضيع شأن البلاد والعباد..
السيد العامل عبد الله شاطر، اعلم أن الله قد ابتلاك بأصعب وأغرب عمالة بالأقاليم الجنوبية، فهي أول عمالة أحدثت بالأقاليم الجنوبية عام 1959، وأول جماعة أحدثت كذلك بمدن الصحراء المغربية بنفس السنة أي عام 1959، وبها كان أول مستشفى تجرى فيه العمليات الجراحية بمدن الصحراء، وأول نادي نسائي وأول دار الشباب، وأول خيرية، وأول نادي فروسية.. مدينة أو إقليم كان الأول في كل شيء، لكنه اليوم يفتقر لكل شيء ويشكل استثناء في كل شيء..
ستجد أمامك أناسا يفقهون في كل شيء وستكتشف أنهم لا يفقهون شيئا، وسيطبل الكثيرون حمدا لله على قدومك، وسترى بأنهم أول من سيهللون ويفرحون برحيلك...
نتمنى أن لا تلقي بالا لما سيحاولون إيصاله إليك، وابحث عن ما يتم إخفاؤه عنك، ولا تثق بمن يمدحونه لك عند قدومك، وتأكد بأن الكفاءات بهاته المدينة لن تجدها أبدا في الصفوف الأمامية ولا تنتظر منهم القدوم إليك.
السيد العامل المحترم حللت أهلا ونزلت سهلا، واعلم بأن أهل الطنطان لا يحكمون على أي مسؤول جديد مما قد يسمعون عنه، بل يمهلونه حتى يرون من يصادق، فإن صادق صالحا استبشروا به خيرا، وإن صادق فاسدا ففاسد مثله ولن يكون حال الطنطان أسوء مما كان عليه قبل قدومه....
نتمنى لك كل التوفيق في مهامك الصعبة والله يجعل مْجِيكْ مْجِي الخير على إقليم طانطان.. فالطنطان تستحق تنمويا شيئا من الإنصاف ورد الاعتبار".