في إطار النقاش المتواصل حول التنمية الحضرية بمدينة الدار البيضاء، أثار المستشار الجماعي بجماعة الهراويين، سعيد عاتيق انتقادات شديدة لمشروع المراجعة الجزئية لمخطط توجيه التهيئة العمرانية للمدينة.
ووصف عاتيق، في تصريح ل " أنفاس بريس" ، المشروع بأنه "مجحف في حق الهراويين وإقليم مديونة"، مشيراً إلى غياب توازن وتوزيع عادل للمشاريع والفرص التنموية في هذه المناطق.
وأكد سعيد عاتيق أن المخطط الجديد للتهيئة العمرانية، الذي يُفترض أن يواكب النمو الديموغرافي والاقتصادي لمدينة الدار البيضاء، لم يعطِ الأولوية للمناطق الهامشية مثل الهراويين ومديونة. هذه المناطق، وفقًا لعاتيق، تعاني من نقص حاد في البنية التحتية والخدمات العامة، مما يزيد من تعميق الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بينها وبين الأحياء الأخرى داخل المدينة.
وأضاف المستشار الجماعي أن هذه المناطق تحتاج إلى مشاريع تنموية عاجلة لتحسين مستوى العيش وجودة الحياة فيها. فالتركيز على المناطق المركزية أو الحيوية فقط يكرس التهميش ويزيد من معاناة الساكنة.
ويرى المستشار الجماعي أن واحدة من أكبر الإشكاليات التي تعاني منها الدار البيضاء هي التفاوت الكبير في التنمية بين مختلف مناطقها. فالخطط العمرانية الحالية غالباً ما تركز على تطوير المناطق الحيوية أو تلك القريبة من وسط المدينة، فيما يتم تجاهل المناطق الأطرافية مثل مديونة والهراويين.
وأعرب عاتيق عن خشيته من أن يؤدي هذا التوجه إلى تفاقم الأزمات السكانية والاقتصادية في هذه المناطق، حيث يبقى الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم وفرص العمل محدودًا جدًا. وهو ما يخلق نوعاً من "المواطنة غير المتساوية" بين سكان المدينة الواحدة.
وفي تصريحه، دعا سعيد عاتيق إلى إعادة النظر بشكل شامل في مخطط التهيئة العمرانية، مؤكداً على ضرورة أن يأخذ بعين الاعتبار متطلبات جميع مناطق الدار البيضاء دون تمييز. وطالب بإشراك المنتخبين المحليين وممثلي السكان في عملية التخطيط لضمان تلبية الحاجات الفعلية للسكان.
وختم عاتيق قائلاً: "الهراويين ومديونة هما جزء لا يتجزأ من مدينة الدار البيضاء، ومن الضروري أن تتم معاملة ساكنتها بنفس الاهتمام الذي تحظى به باقي المناطق. فقط من خلال تنمية متوازنة يمكن أن نحقق مدينة عادلة وشاملة للجميع."