عبد الحميد العايدي: مكناس في طريق النمو..

عبد الحميد العايدي: مكناس في طريق النمو.. عبد الحميد العايدي
مكناس في طريق النمو..

قبل أسبوع كتبت مقالا بعنوان: "هل هناك أمل في إنقاذ مدينة مكناس" وانطلقت من هذا العنوان حبا لمدينة مكناس، وليس انتقادا من أجل الانتقاد وحرقة على الضياع التي كانت تعيشه مع الشكايات المستمرة لمجموعة من المكناسين الذين وأكيد أن لهم كذلك حرقة وغيرة على هذه المدينة الجميلة غير أنني كنت شخصيا أفتقد لمجموعة من المعلومات.
 
ولكن بعد هذا المقال توصلت بمعلومات مهمة ومن مصادر موثوقة تخص عجلة التنمية في المدينة الإسماعيلية ومن باب الإنصاف لابد من ذكر كذلك الإيجابيات والمنجزات وما هو في إطار الإنجاز حتى لا نبخس الناس أشياءهم وجهودهم.

فمدينة مكناس، وبدون مزايدة تغيرت ملامحها منذ وصول العامل الحالي عبد الغني الصبار فعلى مستوى البنية التحتية تم ترصيف المدينة الجديدة بكل شوارعها، كما وضعت مجموعة من علامات المرور المهمة خاصة بالنسبة للراجلين رغم أن كثير من المواطنين ولحد الآن مع الأسف لا يحترمونها !

السور الإسماعيلي والأبواب المرتبطة به يتم الآن تجديدها وترميمها حتى تحتفظ بواجهتها التراثية، كما يتم إعادة صياغة أبواب دكاكين ساحة الهضيم التي ستعطي رونقا أثريا للمدينة، صهريج السواني ومحيطة هو بدوره في إطار الترميم .كثير من الطرقات تم توسيعها وترصيفها. نزحت تقريبا كل السويقات العشوائية في الأحياء وبدلت بأسواق منظمة، سوق الجملة الموجود في شارع السعديين سيزال سيتم بناء سوق الجملة بكل الأوصاف الضرورية... وعلى المستوى الاقتصادي نجد الثلاث شركات للكابلاج التي تستخدم حوالي أربعة عشر ألف عامل.

البرنامج الأول الذي هو في إطار الإنجاز بين الدولة والجهة والذي بلغت تكلفته مائة مليار درهم والبرنامج الثاني الذي يضم مشاريع كبرى و الذي بلغ بدوره تكلفة ثلاثمائة وخمسة عشرة ألف دهم من أجل مشاريع كبرى، كتوسعة الطرقات، مثل طريق مكناس مولاي إدريس التي ستصبح طريق باتجاهين وبناء محطة القطار الجديدة بأوصاف جد عصرية، كما اختارت مجموعة من الدول الاستثمار في المدينة، ومن بينها الصين وخاصة في مجال التصنيع الفلاحي وهذا يعني فتح أبواب فرص العمل لمحاربة البطالة.

كما لا ننسى الطريق السيار الذي سيربط مدينة آسفي بمدينة بني ملال عبر مدينة مكناس، يعني أن مكناس ستأخذ حقها من الحركة التجارية التي ستمر عليها .

أما على المستوى الاجتماعي فلحد الآن يستفيد أكثر من مائة ألف مكناسي من الضمان الاجتماعي، ولا يزال عامل المدينة في شخص الوزارات المعنية يدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مدينة مكناس. وأيضا الجانب الأمني الذي تغير كذلك، ففي وقت سابق كانت مكناس تعرف تفشي الجريمة، لكن بعد وصول والي الأمن الحالي الصديق طرشوني أصبحت مكناس أكثر أمنا من السابق وبطبيعة الحال المجهودات لا تزال مكثفة في جميع المجالات.

ولهذا نناشد المجلس الحضري للمدينة الذي له دور أساسي كذلك في متابعة وتطبيق مشاريع الدولة و تجاوز المشاكل والخلافات التي تعطل هذه التنمية، ووضع يد التعاون مع السلطات لمسايرة برامج الدولة التنموية التي دشنها الملك، لأن المكناسين داخل المدينة ومن مغاربة العالم لا يزالون متشوقين للمزيد من الازدهار والتنمية لهذه المدينة التي تستحق كل التضحية مع نكران الذات وترك الخلافات الهامشية.