وقد تابعت جريدة "أنفاس بريس" محطة المؤتمر الثاني، على مستوى الكلمة التقديمية الشاملة التي ألقاها محمد الصابر الكاتب العام للنقابة الوطنية للفوسفاط المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والتي ثمن من خلالها أشغال المؤتمر الثاني الجهوي بجهة الكنتور، في أفق أن تظل النقابة والتنظيم والفعل النقابي في مستوى الريادة للدفاع عن مطالب الشغيلة الفوسفاطية.
وأكد نفس المتحدث في بداية كلمته على أهمية شعار المؤتمر الثاني الجهوي بجهة الكنتور، والذي اختير لهذه المحطة التاريخية بمدينة اليوسفية العمالية وهو: "تكريس البعد الجهوي في ظل الاستثمارات الصناعية لتحقيق عدالة مجالية وتنمية حقيقية ومستدامة تنعكس على الوضع الاجتماعي بجهة الكنتور" نظرا ـ حسب قوله ـ لحمولاته الكبيرة جدا، وعلى مستوى الرسائل والأسئلة التي يتضمنها هذا الشعار أيضا، والتي تحتاج فعلا لأجوبة آنية ومستعجلة، خصوصا على مستوى واقع مدينة اليوسفية التي تعاني من عدة أعطاب ومشاكل وملفات وجب استحضارها، باعتبار أن اليوسفية "المدينة العمالية تعرف التهميش" بل يمكن تصنيف هذه المدينة "تحت عتبة الفقر"، بحكم أنها تعرف نسبة عالية ومتزايدة على مستوى بطالة الشباب.
في سياق متصل توقف الكاتب العام للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط عند ملف الخدمات الاجتماعية بمدينة اليوسفية، التي كان يقدمها المجمع الشريف للفوسفاط سابقا لفائدة العمال وأسرهم وكل ساكنة المدنية ومحيطها الجغرافي "والتي تراجعت بشكل خطير، بل إننا نتساءل عن أسباب توقفها في هذه المدنية التاريخية التي أعطت الشيء الكثير للاقتصادي الوطني؟" يتساءل محمد الصابر، مؤكدا على أن شعار المصالحة مع المحيط هو شعار "نابع من صدق الفعل النقابي الكونفدرالي، لأننا نقابة خرجت من رحم المجتمع المغربي، والتي تتبنى كل مطالبه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية" حسب توضيحه
وشدد الكاتب العام للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط على أن النقابة تمارس السياسية النبيلة "حْنَا كَنْدِيرُوا السيَّاسة" لأننا نزاوج بين الفعل النقابي والسياسة، لذلك لا نقبل أن يتم تهميش المدن الفوسفاطية مثل ما يقع لمدينة اليوسفية. ودورنا ـ يوضح ـ هو استمرارية دفاعنا عن محيطنا الاجتماعي كطبقة عاملة اشتغلت بالقطاع وقطعت مسيرة طويلة وشاقة من العمل والحياة على بقعة هذه الأرض، حتى ولو تقاعد العامل الفوسفاطي وجب الحرص على بناء مستقبل أبناء العمال وأسرهم الفوسفاطية وضمان كرامة الجميع في الصحة والتعليم والشغل...
وفي سياق حديثه عن آلية المصالحة والتنمية ومستقبل الأجيال القادمة، قارن الكاتب العام لنفس النقابة بين واقع حال مدينة اليوسفية ومدينة بن جرير على مستوى انخراط المجمع الشريف للفوسفاط في المساهمة في تحديثها وتنميتها وإقامة المشاريع التنموية بها. وأكد بأنه كنقابي مع تنمية كل المدن المغربية وكل المجالات الجغرافية والمراكز الفوسفاطية إسوة بما تشهده عاصمة الرحامنة مدينة بن جرير، حتى نضمن توازنا حقيقيا بين اليوسفية وبن جرير في جهة الكنتور الفوسفاطية.
ووجه الكاتب العام للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط سؤاله الحارق للفاعل السياسي بجهة الكنتور حول مصير مدينة اليوسفية، ومآل الاستثمار والتنمية والنهوض بالجانب الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي بالمنطقة، دون أن يغفل إقحام المجمع الشريف للفوسفاط في سؤال التنمية المستدامة، والمصالحة مع المحيط، حتى لا يتكرر سؤال: "هل مآل مدينة اليوسفية مثل مصير مناجم جرادة؟".
أما بخصوص الاستثمارات الصناعية التي ستعرفها منطقة المزيندة "مركب صناعي كيماوي، وصناعة الأسمدة...وامتداد قناة غسيل الفوسفاط من المزيندة نحو مسقالة بشيشاوة" فقد طالب الكاتب العام لنفس النقابة من المجمع الشريف للفوسفاط بضرورة إقامة مصالحة تاريخية حقيقية مع المحيط الاجتماعي من خلال الاهتمام بالشباب، وفتح باب التشغيل في وجه أبناء المنطقة، والإنكباب على معالجة كل المشاكل الآنية ذات الصلة بالبنية التحية الإستقبالية اجتماعيا وثقافيا وفنيا ورياضيا.
وجدد وصفه لشعار المؤتمر الثاني بأنه شعار بحمولة كبيرة يتطلب الجواب عن أسئلته الراهنة والمستقبلية من طرف المجمع الشريف للفوسفاط بمدينة اليوسفية، والتفاعل مع مطالب النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط لأن النقابة ليست بـ "نقابة خبزية" وإنما نقابة تدافع عن الحقوق والواجبات، وتناقش الفعل السياسي والمطالب النقابية الواقعية، في أفق التقليص من تزايد وارتفاع أرقام البطالة، وتقليص مظاهر التهميش وعودة الخدمات الاجتماعية التي كان يقوم بها المجمع الشريف للفوسفاط إلى سابق عهدها.