الآن فقط فهمت قصة تعود لأكثر من 10 سنوات خلت... فهمت لماذا عجز عميد سابق عن إقالة الكاتبة العامة للكلية، قيل أنها هدّدته في حالة ما إذا قرر إقالتها.
الآن فقط، وبعد الفضيحة التي وقعت السنة الفارطة، والمتعلقة بتزوير محضر نتائج مباراة التوظيف بإحدى المؤسسات الجامعية، فهمت لماذا عجز العميد السابق عن إقالة الكاتبة العامة، وفهمت كيف يمكن لأي مسؤول أن يقع ضحية مكر ذوي النيات السيئة.
ما هي حكاية التزوير التي وقعت السنة الماضية ؟
بعد إنتهاء جميع مراحل مباراة التوظيف بإحدى المؤسسات التابعة للجامعة، قام الكاتب العام بتزوير المحضر النهائي، وقدمه لرئيس المؤسسة بالنيابة قصد التوقيع عليه... لحسن حظ هذا الأخير أنه انتبه لعملية التزوير/المؤامرة...
عوض ان يقوم رئيس المؤسسة بالنيابة بالواجب ويُبلِغ النيابة العامة عن جريمة التزوير، اختار للأسف ان يتوجه للرئاسة ليبلغ رئيس الجامعة بما جرى.. أرغد وأزبد أمام الرئيس وهو يصرخ "واش هذا بغا يدِّيني للحبس"... ورغم ذلك، لم يقم رئيس الجامعة ورئيس المؤسسة بالنيابة بأي إجراء في حق من زوّر المحضر... لا مجلس تأديبي ولا إقالة ولا "ثلاجة" ولا هم يحزنون... أكثر من ذلك كان من زوّر المحضر قاب قوسين أو أدنى من ترقيته لمنصب آكبر يُسيل لعاب ذوي النيات السيئة.
لماذا زوّر الكاتب العام المحضر، ولماذا لم يتم اتخاذ اي إجراء في حقه ؟
بالنسبة للتزوير، قد يقول قائل ربما لأن المباراة فيها إنّ... قد يكون الأمر كذلك، خاصة وأن المسؤولين بالمؤسسة المعنية وبدون استثناء "نجوم" في الفساد.
بيد أن ما لا يعلمه الرأي العام الجامعي هو ان ما يهم الكاتب العام بالدرجة الأولى هو ان يُوَقّع رئيس المؤسسة بالنيابة على محضر مُزوَّر دون ان ينتبه لذلك.. وبعد ان يتم الاعلان عن نتائج المباراة ويلتحق الفائز بمنصبه وينتهي الأمر، آنذاك يُخبِر الكاتب العام رئيس المؤسسة بالنيابة بأن المحضر يتضمن خطأ غير مقصود، وان هذا الخطأ يعتبر تزويرا (زعما أنا عايق بك)، ثم يقول له : "صافي سي عبد الone لي عطا الله عطاه.. دابا خاصنا نضربو الطم، لا عين شافت ولا قلب وجع.. وبلا ما نفضحو روسنا"... لقد كان كان رئيس المؤسسة بالنيابة على وشك أن يقَع في الفخ ويصبح تحت رحمة الكاتب العام لو لم ينتبه لعملية التزوير.
هكذا يشتغل ذوي النيات السيئة، حيث انهم ينتظرون أول فرصة يُوقّع فيها المسؤول على وثيقة مزورة دون ان ينتبه لذلك، فيقع في الفخ والمحظور، ثم يصبح مهددا بالمتابعة القضائية في أي لحظة بسبب تزوير وثيقة رسمية، وبالتالي لن يكون أمامه إلا خيار "يدخل سوق راسو" خوفا من المتابعة، ويرضخ للكاتب العام أو غيره ويتركه يصول ويجول في المؤسسة... وربما هذا ما وقع للعميد السابق مع الكاتبة العامة آنذاك.
أما لماذا لم يتخذ رئيس الجامعة ورئيس المؤسسة بالنيابة اي إجراء في حق من زوّر المحضر، وهو لا يزال في منصبه إلى اليوم... سيييييير ع الله، شلّا ما يتقال.
أيها المسؤولون ذوي النيات الحسنة، احذروا ذوي النيات السيئة، سواء كانوا كتاب عامون او نواب أو غيرهم... احذروهم عند التوقيع على الوثائق ولا تستشيروهم في التعيينات، لأنهم ماكرون.. والله المعين.
ملحوظة :
1- من زَوّر المحضر قد يكون كاتبا عاما أو كاتبة عامة أو أي مسؤول آخر.
2- العميد السابق زميل عزيز أكن له كل التقدير والاحترام.