الندوي: إيران تسعى إلى السيطرة على المنطقة العربية لتكون لها الكلمة العليا فـي تثبيت مشروع "الهلال الشيعي الكبير"

الندوي: إيران تسعى إلى السيطرة على المنطقة العربية لتكون لها الكلمة العليا فـي تثبيت مشروع "الهلال الشيعي الكبير" د. محسن الندوي، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية
يرى‭ ‬د‭. ‬محسن‭ ‬الندوي،‭ ‬رئيس‭ ‬المركز‭ ‬المغربي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والعلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬تتنازع‭ ‬حولها‭ ‬ثلاثة‭ ‬مشاريع‭ ‬إقليمية‭: ‬المشروع‭ ‬الاسرائيلي،‭ ‬والمشروع الإيراني،‭ ‬والمشروع‭ ‬التركي،‭ ‬مشيرا‭  ‬بأن‭ ‬المشروع‭ ‬الإيراني‭ ‬يعد‭ ‬المشروع‭ ‬الأكثر‭ ‬محاولة‭ ‬للنفوذ‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬الحالي،‭ ‬داعيا‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الى‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوة‭ ‬عاجلة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬وضع‭  ‬كل‭ ‬الخلافات‭ ‬السياسية‭ ‬العربية‭- ‬العربية‭ ‬جانبا‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬نواة‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬العربي‭ ‬هي‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬والمغرب‭ ‬ومصر‭ ‬والأردن‭ ‬والجزائر‭.‬
 
ما‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬ايران‭ ‬قوة‭ ‬اقليمية‭ ‬استطاعت‭ ‬فرض‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬رغم‭ ‬الحصار‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬(لديها‭ ‬دائما‭ ‬طاقة‭ ‬كبرى‭ ‬للتشويش‭ ‬والازعاج‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬الدولي)؛‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تفسيرك‭ ‬لهذه‭ ‬القوة‭ ‬هل‭ ‬يعود‭ ‬لعوامل‭ ‬تاريخية‭ ‬ام‭ ‬لتواطؤ‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬عظمى؟
 بداية‭ ‬تتنازع‭  ‬في‭ ‬المنطقة‭  ‬العربية‭  ‬ثلاثة‭ ‬مشاريع‭ ‬إقليمية‭ ‬المشروع‭ ‬الاسرائيلي،‭ ‬والمشروع‭ ‬الإيراني،‭ ‬والمشروع‭ ‬التركي‭. ‬بخصوص‭ ‬المشروع‭ ‬الإيراني‭ ‬باعتباره‭ ‬المشروع‭ ‬الأكثر‭ ‬محاولة‭ ‬للنفوذ‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬الحالي،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬توسعي‭ ‬يريد‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الهيمنة‭ ‬العسكرية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والدينية‭ ‬الطائفية‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭. ‬وان‭ ‬ايران‭ ‬تتمتع‭ ‬بقوة‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

 
حيث‭ ‬ترى‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬مشروعها‭ ‬يتعارض‭ ‬ويتقاطع‭ ‬حد‭ ‬التناقض‭ ‬مع‭ ‬المشروع‭ ‬الإسرائيلي‭  ‬المدعوم‭ ‬أمريكيا‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وأن‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬تتسع‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مشروع،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬مستقبل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬إلا‭ ‬لمشروع‭ ‬واحد؛‭ ‬هو‭ ‬المشروع‭ ‬الإيراني‭ ‬الشيعي‭.‬
 
لذلك‭ ‬تسعى‭ ‬ايران‭ ‬إلى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬جغرافيا‭ ‬المنطقة‭ ‬لتكون‭ ‬لها‭ ‬الكلمة‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬تثبيت‭ ‬وتقوية‭ ‬مشروعها‭ ‬"الهلال‭ ‬الشيعي‭ ‬الكبير"،‭ ‬ليكون‭ ‬مركزه‭ ‬إيران‭ ‬وأطرافه‭  ‬وأذرعه‭ ‬ممتدة‭ ‬حتى‭ ‬اليمن‭ ‬والعراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان؛‭ ‬لتحيط‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وغرب‭ ‬أسيا‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الثلاث‭.‬
 
كما‭ ‬سعت‭ ‬إيران‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬ومحاصرة‭ ‬النفوذ‭ ‬والدعم‭ ‬السعودي‭ ‬لها،‭ ‬حيث‭ ‬تضامن‭ ‬المغرب‭ ‬مع‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬2009‭.‬
 
كما‭ ‬تسعى‭ ‬إيران‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬عدن‭ ‬الواصل‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬باتجاه‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬كما‭ ‬لها‭ ‬سيطرة‭ ‬على‭ ‬خليج‭ ‬هرمز‭ ‬بين‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وخليج‭ ‬عُمان،‭ ‬ويمثل‭ ‬هذان‭ ‬المضيقان‭ ‬شريان‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬المتوجهة‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬الغرب‭. ‬هذا‭ ‬وأن‭ ‬ايران‭  ‬مازالت‭ ‬تحتل‭  ‬ثلاثة‭ ‬جزر‭ ‬إماراتية‭ ‬طنب‭ ‬الصغرى‭ ‬و‭ ‬طنب‭ ‬الكبرى‭ ‬و‭ ‬أبي‭ ‬موسى‭.  ‬
 
‭ ‬ونظرا‭ ‬لأن‭ ‬إيران‭ ‬تعلم‭ ‬يقينا‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬لا‭ ‬يكنون‭ ‬لها‭ ‬الود‭ ‬لاختلاف‭ ‬مذهبها‭ ‬الشيعي‭ ‬عن‭ ‬مذهب‭ ‬العرب‭ ‬السني‭ ‬وأن‭ ‬لغتها‭ ‬الفارسية‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬لغة‭ ‬العرب،‭ ‬لذلك‭ ‬تود‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬عربيا‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬حركات‭ ‬المقاومة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وخاصة‭ ‬حركتي‭ ‬حماس‭ ‬والجهاد‭ ‬الإسلامي‭.‬

وتستخدم‭ ‬إيران‭ ‬النظرية‭ ‬السياسية‭ ‬"ولاية‭ ‬الفقيه"‭ ‬كوسيلة‭ ‬دينية‭ ‬مقدسة‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬منطقة‭ ‬عربية‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬أقلية‭ ‬شيعية‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬العربية،‭ ‬باستثناء‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬نظامها‭ ‬السياسي‭ ‬علماني‭ ‬مثل‭ ‬سوريا،‭ ‬فإنها‭ ‬تستخدم‭ ‬البرغماتية‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬محور‭ ‬الممانعة‭ ‬للمشروع‭ ‬الأمريكي‭ ‬الإسرائيلي‭  ‬الذي‭ ‬استخدمه‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭. ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالإمكان‭ ‬استخدام‭ ‬خطاب‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬علماني‭ ‬قومي‭. ‬

كما‭ ‬استخدمت‭ ‬نفس‭ ‬البرغماتية‭ ‬السياسية‭ ‬مع‭ ‬حركات‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬باعتبارها‭ ‬سنية‭ ‬و‭ ‬ليست‭ ‬شيعية‭.‬
لذلك‭ ‬تسعى‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬الدول‭ ‬والمناطق‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬عليها‭ ‬الدخول‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬بوابة‭ ‬المشروع‭ ‬الديني‭ ‬ونظرية‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬أو‭ ‬الجانب‭ ‬البراغماتي‭ ‬السياسي،‭ ‬لارتباط‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بمعسكر‭ ‬آخر‭ ‬منافس‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬او‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬تكتيكي‭ ‬مثل‭ ‬اتفاقها‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬بوساطة‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬ويتضمن‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬تأكيدهما‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية‭.‬
 
 ما‭ ‬هي‭ ‬تداعيات‭ ‬التوسع‭ ‬الايراني‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬على‭ ‬المغرب؟‭ ‬
 بالنسبة‭ ‬للعلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الإيرانية‭ ‬تعيش‭ ‬قطيعة‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2018،‭ ‬لدعمها‭ ‬البوليساريو‭ ‬فالعلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬كانت‭ ‬باردة‭ ‬تاريخيا‭ ‬ففي‭ ‬سنة‭ ‬2009‭ ‬اتهمت‭ ‬الرباط‭ ‬سفارة‭ ‬طهران‭ ‬بتشييع‭ ‬المغاربة‭ ‬لتعيش‭ ‬العلاقات‭ ‬في‭ ‬جمود‭ ‬حتى‭ ‬2014،‭ ‬ولم‭ ‬تصمد‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬أخرى‭ ‬حتى‭ ‬عادت‭ ‬إلى‭ ‬برودها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى

 
ربما‭ ‬كانت‭ ‬إيران‭ ‬تود‭ ‬تجنيد‭ ‬البوليساريو‭ ‬ليصبح‭ ‬حزبا‭ ‬مسلحا‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬تابعا‭ ‬لها‭ ‬كحزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬و‭ ‬الحوثيون‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬ويدخل‭ ‬ضمن‭ ‬مشروعها‭ ‬التوسعي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬
 
 ماذا‭ ‬عن‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬هل‭ ‬تمتلك‭ ‬مشروعا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ينافس‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬ذكرت؟‭ ‬
 الدول‭ ‬العربية‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬مشروع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ينافس‭ ‬المشاريع‭ ‬الثلاثة‭ ‬الإيرانية‭ ‬التركية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وتشتغل‭ ‬بشكل‭ ‬منفرد‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬الدولية،‭ ‬ولذلك‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تنفرد‭ ‬بكل‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬وتحاول‭ ‬إقناعها‭ ‬بأن‭ ‬الخطر‭ ‬الحقيقي‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬إيران‭ ‬التوسعي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬هي‭ ‬المنقذ‭ ‬للعرب‭ ‬من‭ ‬إيران‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬بدعم‭ ‬أمريكا‭ ‬لها‭ ‬مشروع‭ ‬توسعي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬تعتمد‭ ‬فيه‭ ‬مشروع‭ ‬"عوديد‭ ‬ينون"‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬كيفونيم‭ ‬عام‭ ‬1982،‭ ‬وتحمل‭ ‬عنوان‭ ‬"الخطة‭ ‬الصهيونية‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط"،‭ ‬والتي‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬مؤسس‭ ‬الصهيونية‭ ‬ثيودور‭ ‬هيرتزل‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

 
وثيقة‭ ‬ينون‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬الوثائق‭ ‬وضوحاً‭ ‬وتفصيلاً‭ ‬ـ‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬ـ‭ ‬بشأن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وأن‭ ‬أهميتها‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بقيمتها‭ ‬التاريخية،‭ ‬بل‭ ‬بالكابوس‭ ‬الذي‭ ‬تعرضه،‭ ‬فهي‭ ‬تركّز‭ ‬على‭ ‬إضعاف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وتقسيمها‭ ‬لاحقاً‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬التوسعي‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وعلى‭ ‬الاستيطان‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وطرد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬فلسطين‭ ‬وضم‭ ‬الضفة‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬لإسرائيل‭. ‬ودعا‭ ‬ينون‭ ‬في‭ ‬وثيقته‭ ‬المشؤومة‭ ‬إلى‭ ‬تقسيم‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬كردية‭ ‬ودولتين‭ ‬عربيتين‭ ‬واحدة‭ ‬للشيعة‭ ‬وأخرى‭ ‬للسنة‭.‬
 
كما‭ ‬دعا‭ ‬ينون‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬تقسيم‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬ومصر‭ ‬وإيران‭ ‬وتركيا‭ ‬والصومال‭ ‬وباكستان،‭ ‬ودول‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا،‭ ‬وتوقع‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مصر،‭ ‬وينتشر‭ ‬إلى‭ ‬السودان‭ ‬وليبيا‭ ‬وبقية‭ ‬المنطقة،‭ ‬وسيتم‭ ‬تقسيم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وغيرها‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬عرقية‭ ‬أو‭ ‬طائفية‭ ‬وفقا‭ ‬لحالة‭ ‬كل‭ ‬دولة‭.‬
 
وتتطلب‭ ‬إقامة‭ ‬"إسرائيل‭ ‬الكبرى"،‭ ‬حسب‭ ‬الوثيقة،‭ ‬تفتيت‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬القائمة‭ ‬حالياً‭ ‬إلى‭ ‬دويلات‭ ‬صغيرة‭ ‬تصبح‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬بقائها‭ ‬وشرعيتها،‭ ‬لأن‭ ‬الأخيرة‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬البقاء‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬أصبحت‭ ‬قوة‭ ‬إقليمية‭ ‬مهيمنة‭. ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬التخطيط‭ ‬لدق‭ ‬الأسافين‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬كي‭ ‬يصبحوا‭ ‬مقسمين‭ ‬ومشتتين‭ ‬وجاهزين‭ ‬للخضوع‭ ‬لهيمنتها‭. ‬وإن‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وبسبب‭ ‬أقلياتها‭ ‬العرقية‭ ‬والطائفية‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مشاكلها‭ ‬الأساسية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬حقيقياً‭ ‬لإسرائيل‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭.‬

ولو‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬اليوم‭ ‬سنجدها‭ ‬تطبيقاً‭ ‬حرفياً‭ ‬لوثيقة‭ ‬عوديد،‭ ‬ولنا‭ ‬مثال‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬والسودان،‭ ‬وليبيا‭ ‬واليمن‭ ‬وسوريا‭..‬
 
فالمشروع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تضخيم‭ ‬مشكلة‭ ‬الأقليات‭ ‬العرقية‭ ‬والدينية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬واستغلالها‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬وحدوي،‭ ‬وحضّها‭ ‬على‭ ‬التمرد‭ ‬والانفصال‭. ‬لذلك‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نأخذ‭ ‬هنا‭ ‬مثال‭ ‬الخريطة‭ ‬المغربية‭  ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬نتيناهو‭ ‬في‭ ‬لقاءاته‭ ‬الصحفية،‭ ‬كإشارة‭  ‬منه‭ ‬على‭  ‬تعمده‭ ‬وجود‭ ‬البوليزاريو‭.‬
 
وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬فكل‭ ‬من‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬والإسرائيلي‭ ‬يريد‭ ‬إضعاف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭  ‬وتقسيمها‭ ‬وتفتتيها‭  ‬أمام‭ ‬غياب‭ ‬مشروع‭ ‬عربي‭ ‬يوحد‭ ‬ويوازن‭ ‬ويردع‭..‬
 
ولذلك‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوة‭ ‬عاجلة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الامن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬وضع‭  ‬كل‭ ‬الخلافات‭ ‬السياسية‭ ‬العربية‭ ‬العربية‭ ‬جانبا‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬أسميه‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬بدل‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭  ‬نواته‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬والمغرب‭ ‬ومصر‭ ‬والأردن‭ ‬والجزائر‭ ‬تعمل‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬النواة‭ ‬على‭ ‬تعديل‭ ‬اتفاقية‭ ‬تأسيس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬واتفاقية‭  ‬تعديل‭ ‬معاهدة‭ ‬الدفاع‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬وتفعيل‭ ‬اتفاقية‭ ‬تيسير‭ ‬وتنمية‭ ‬التبادل‭ ‬التجارب‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وصولا‭ ‬الى‭ ‬تحقيق‭ ‬السوق‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة‭  ‬وتأسيس‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬العربية‭ ‬وتأسيس‭ ‬المفوضية‭ ‬العربية‭  ‬وتأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬العربي.