الأفضع في السياسة أن ترفع النقاش إلى مستوى يفوق قدراتك وطاقتك فتتورط في شرود يفضح هزالة مستواك الفكري بل رداءته. كيف يصير الرد فاضحا عوض أن يكون كابحا لاستهداف مرمى الآخرين أو جامحا لفضول المهتمين والمتابعين .
لقد تابعنا في بحرهذا الأسبوع صور مهينة للنقاش الدائر داخل مجالسنا الجماعية، وكيف طفت على السطح سلوكات منحرفة على طاولة قضايانا المجتمعية التي أصبح مصيرها مجهولا وسط عراك وسب وقذف وتبادل اتهامات الأمثلة كثيرةموثقة بالصوت والصورة. دورة أكتوبر للمجلس الجماعي بأكادير تحت إشراف السيد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، لم تخرج عن هذا السياق من الفوضى والعبث .
لقد تابعنا كيف وقع رئيس المجلس الجماعي في فخ الشعبوية والاستفزاز وتواضع قدراته وغياب الكفاءة للترافع أمام مداخلة عادية لم تخرج عن السياق المألوف بل جاءت تحمل معها مجرد تساؤلات واستفسارات تقنية مع بعض الردود المعززة بالاحصائيات والمعطيات كفيلة باخماد نيران المواجهة لكن ابى اخنوش إلا ان يسلك منهجية فوضوية فكان الرد قاسيا ومفحما .
اسجل بداية أن المستشارة استطاعت استفزاز أخنوش من خلال أجوبته بعدما قدمت ملاحظاتها الوجيهة وبمرجعية الأرقام والصفحات واضعة أسئلة تمتحن صدقية المنهجية المتبعة والمعايير المعتمدة ومدى احترامها للمساطر وعوض أن يجيبها بنفس المستوى سقط أخنوش في مطب لا مخرج له منه وبدا ضعيفا في مستوى الرد ولم يحسن استعمال مفردات من قبيل مصطلح الليبرالية. كما أنني صدمت عند استدعائه لكلمة لاوجود لها في القاموس السوسيوديمقراطية فلا هو أحسن توظيف الكلمة الاولى ولا هو اتقن نطق الثانية إن صح وجودها بعد ورودها . إن عملية اقتباس بعض المفردات للإستئناس ورفع الالتباس أمرمرغوب فيه ومحبوب لكن يحتاج لدربة ودراية مسبقة من أجل التوظيف الأمثل حتى يؤدي دوره ويحقق هدفه.ولكي نستدرج الأطراف الأخرى لمنهجيةالتفاعل الإيجابي والخروج بقواسم مشتركة. من مساحات التفاهم تحتاج كذلك لفهم الآخر رغم أن اللغة العربية غنية بمفرداتها ، قادرة على استثمار كثير من المساحات دون تركها فارغة للغة دخيلة .وإذا سجل عجز فمرده بالأساس للمتدخل وليس للغة .هذا توضيح لابد منه حتى نبرر العجز ولن ندافع عنه بدعوى تشجيع استيراد مفردات خارج إطاراللغة الأم و من لايتقن الأولى فلايحتاج بالضرورة القفز على مساحات اخرى بدعوى انه يمتلك ناصية غنى وتنوع اللغات .
كارثة بكل المقاييس أن يكون أمين عام لحزب ورئيس حكومة ورئيس مجلس جماعي بهذا المستوى الضعيف والمتدني.وهي صفات ثلاث سجلت رجاء ميسوالمستشارة في حقها أهداف ذاع صيتها، وانتشرت بشكل واسع في كل المواقع . وهو أمر راجع بالأساس للفرق في منهجية التوظيف بين الطرفين .
في المداخلة والتعقيب، جسدت فعلا أنها (سينيور) السياسة بينما ظهر السيد رئيس الحكومة شاردا بلا بوصلة في موقف لا يحسد عليه. وأكد أنه (جينيور) يحتاج لدروس الدعم في فن الرد و المرافعة .