حذرت نجاة معلا مجيد، الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الأطفال، من أن الأطفال والشباب الصغار يواجهون موجة غير مسبوقة من العنف والاعتداءات الجنسية نتيجة لتفاقم الأزمات العالمية، بما في ذلك الحروب، وتغير المناخ، والجوع، والنزوح.
وأكدت معلا مجيد في تصريحاتها: "الأطفال ليسوا مسؤولين عن الحرب أو أزمة المناخ، ومع ذلك يدفعون ثمناً باهظاً"، مشيرة إلى أن العنف ضد الأطفال قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة بسبب الأزمات المتشابكة والمعقدة التي يشهدها العالم.
ومن المتوقع أن تقدم معلا مجيد، وهي طبيبة أطفال من المغرب، تقريراً أمام الأمم المتحدة، يتناول انتشار العنف الوحشي ضد الأطفال وتزايد استخدام التكنولوجيا في تسهيل ارتكاب جرائم ضد الشباب. وأكدت في حديثها لوكالة فرانس برس أن إنهاء العنف ضد الأطفال "ممكن ومجدٍ اقتصادياً"، لكنها أشارت إلى أن التحدي يكمن في كيفية دعم وتنفيذ الحلول على نطاق واسع.
ورغم الجهود المبذولة، يعكس التقرير وضعاً مأساوياً؛ حيث بحلول نهاية عام 2022، كان أكثر من 450 مليون طفل يعيشون في مناطق تشهد نزاعات، فيما كان 40 في المائة من النازحين حول العالم من الأطفال، ويعيش 333 مليون طفل في فقر مدقع. وتتعرض حياة أكثر من مليار طفل لخطر متزايد بسبب تغير المناخ.
كما أظهر التقرير أن الانتحار هو السبب الرابع للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً، حيث ينتحر نحو 46 ألف طفل وشاب سنوياً. وزادت التحذيرات بشأن انتشار زواج الأطفال، إذ وصلت أعداد ضحاياه إلى 640 مليوناً، فيما تعرضت أكثر من 370 مليون فتاة وامرأة للاعتداءات الجنسية خلال طفولتهن أو مراهقتهن.
وشددت معلا مجيد على أن الأطفال قد يكونون ضحايا للاستغلال، سواء عبر الإنترنت أو خارجه، مشيرة إلى أن العنف يصبح "أمراً طبيعياً" في المجتمعات التي تشهد نزاعات مستمرة مثل السودان وهايتي.
كما نبه التقرير إلى التأثير المتضاعف للعنف على الأطفال، حيث يؤثر على صحتهم العقلية، ويعيق تعليمهم، ويضعف إنتاجيتهم في المستقبل. ولفتت معلا مجيد إلى أن العنف ضد الأطفال يمثل تكلفة باهظة لبعض الدول، إذ يصل إلى 11 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي.
وأوضحت الطبيبة الأممية أن الحل يكمن في تنسيق الجهود بين الإنفاق العام وقطاع الأعمال والمجتمع المدني، وكذلك إشراك الأطفال أنفسهم. ومع ذلك، أشارت إلى أن الموارد المحدودة وصعود السياسات المحافظة تهدد بإعاقة الجهود المبذولة لمكافحة العنف ضد الأطفال، خاصة فيما يتعلق بالصحة الإنجابية وقضايا النوع الاجتماعي.
وأعربت عن قلقها من تأثير الحركات اليمينية المتطرفة على تراجع التقدم في هذه القضايا، مضيفة: "نحن نعيش لحظة صعبة للغاية. هؤلاء الأطفال سيصبحون آباء الجيل القادم".