عبد الحميد العايدي : هل هناك أمل في إنقاذ مدينة مكناس ؟

عبد الحميد العايدي : هل هناك أمل في إنقاذ مدينة مكناس ؟ عبد الحميد العايدي
عندما أراد المولى إسماعيل أن يبني مدينة مكناسة، قال: سأبني مدينة تضاهي باريس ولندن آنذاك. فاتخذ مدينة مكناس عاصمة له بأسوارها وأبوابها المتينة وآثارها الخلابة والقصر الملكي المحصن بالأسوار العالية حتى حيزت على الجائزة الأولى في إفريقيا كمدينة تراثية. كما امتزج تراثها بالملحون الجميل وأزقتها الملتوية في المدينة القديمة التي تجلب الأنظار. فتعاقبت السنين وجاء الاستعمار و بنى مدينة مكناس الجديدة بطرقاتها الصلبة ومبانيها الفولاذية وتعاقبت السنين مرة أخرى، فجاء المنتخبون الذين منحناهم أصواتنا بكل ثقة ليزيدوا في جمالية المدينة وتنميتها، لكن بعضهم خذلوا المدينة، فبدأت طرقاتها وأزقتها ومبانيها تتآكل..

وكلما انتخب منتخبون جدد، كنا نظن مخطئين أنهم سيكونون أفضل من سابقيهم، لكن هيهات هيهات..أصبحت المدينة تشتكي إلى بارئها من سوء التدبير والتسيير من طرف المسؤولين المنتخبين الذين نقضوا قسمهم بأن يخدموا البلاد، وخالفوا التعليمات الملكية في تحمل المسؤولية. فلولا اجتهاد عامل المدينة ومحاولاته المتكررة لتغيير ملامح المدينة المنسية لكانت الحالة أدهى و أمر ولكنه لم يجد الرجال المناسبين للنهوض بالمدينة لأن هذا دور الهيئات المنتخبة بالدرجة الأولى..

لا نسمع عن السادة المنتخبين سوى العراك والمشاداة في مجالسهم، ظانين أن الأمر يتعلق بتدبير شؤون المدينة، لكن الظاهر هو عراك حول السلطة والأبهة والمشاريع الخاصة !

فها هو العراك الأخير أخرج باحجي بإيجابياته وسلبياته من رئاسة جماعة مكناس والصراع دائر الآن حول خلفه. ولكن السؤال المطروح هل هو صراع لإنقاذ المدينة أم هو صراع كراسي ومناصب ومشاريع خاصة؟ كيف للمسؤولين أن يمروا بسياراتهم الفاخرة على كل البنيات التحتية الهشة والأوساخ والأزبال المنتشرة في كل مكان ثم يهنأ ضميرهم ويستطيعوا النوم في راحة واستجمام؟ هل مات ضمير المسؤولين المنتخبين؟ لقد وصل الأمر إلى حد تطرق الملك محمد السادس في أحد خطاباته إلى تقصير المسؤولين في عملهم ومهامهم ؟

هل هناك أمل في الذين ماتت ضمائرهم من أجل إعطاء هذه المدينة الجميلة حقها كما حصل لمدن كانت في مؤخرة التنمية ؟ أما آن للذين خانوا أصوات المكناسيين أن يحترموا تعليمات الملك وتوجيهاته وتحذيراته وأن يحترموا كرامة المكناسيين؟

أيها المسؤول في أي إدارة كنت وفي أي مهمة كنت أما آن الأوان للنهوض بالمدينة اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ومواجهة البطالة وتحريك عجلة التنمية وترك بصماتك في مجال التنمية قبل أن تلقى الله ؟ هذه فرصتك قبل فوات الأوان..