7 مداخل لإعادة جماهير كرة القدم إلى الملاعب

7 مداخل لإعادة جماهير كرة القدم إلى الملاعب مشهد من شغب الملاعب
يعلمنا‭ ‬الروائي‭ ‬الأوروغواياني‭ ‬إدواردو‭ ‬غاليانو،‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الشهير‭ ‬"كرة‭ ‬القدم‭ ‬بين‭ ‬الشمس‭ ‬والظل"،‭ ‬أن‭ ‬فلسفة‭ ‬اللعبة‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬«الفوز‭ ‬بأي‭ ‬ثمن»،‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬«خطة‭ ‬المدرب»‭ ‬أو‭ ‬«اللعب‭ ‬النظيف»‭ ‬أو‭ ‬«الأداء‭ ‬الجماعي‭ ‬الممتع»‭ ‬أو‭ ‬«المهارات‭ ‬الفردية‭ ‬للاعبين»‭ ‬أو‭ ‬«الهجوم‭ ‬الشامل‭ ‬والدفاع‭ ‬الشامل»،‭ ‬بل‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬شيء‭ ‬آخر،‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬لعبة؛‭ ‬هي‭ ‬شغف‭ ‬شاهق‭ ‬يعلو‭ ‬عن‭ ‬«التوظيف‭ ‬السياسي‭ ‬وإرادة‭ ‬الإلهاء»‭. ‬وهذا‭ ‬الشغف‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬الملعب‭ ‬ويتقاسمه‭ ‬اللاعبون،‭ ‬فإنه‭ ‬يتعاظم‭ ‬في‭ ‬المدرجات‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭  ‬عن‭ ‬التزام‭ ‬الجماهير‭  ‬نحو‭  ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭.‬

وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬فإن‭ ‬الجماهير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬هي‭ ‬روح‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬للعبة‭ ‬أي‭ ‬معنى‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬المباريات‭ ‬في‭ ‬ملاعب‭ ‬فارغة‭ ‬مثلما‭ ‬نشاهد،‭ ‬الآن،‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الوطنية،‭ ‬حيث‭ ‬تجرى‭ ‬المباريات‭ ‬بدون‭ ‬جمهور،‭ ‬بينما‭ ‬يظن‭ ‬المسؤولون‭ ‬أن‭ ‬البث‭ ‬«المباشر»‭ ‬للمباريات‭ ‬عبر‭ ‬قنوات‭ ‬القطب‭ ‬العمومي‭ ‬هو‭ ‬الحل،‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬لا‭ ‬تكتمل،‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬إلا‭ ‬بجماهيرها‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬للمباراة‭ ‬متعة‭ ‬ورونقا‭ ‬خاصا،‭ ‬بل‭ ‬تمنحها‭ ‬المعنى‭.

فإذا‭ ‬كانت‭ ‬السلطات‭ ‬تبرر‭ ‬إقدامها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬بالدواعي‭ ‬الأمنية‭ ‬أو‭ ‬التنظيمية،‭ ‬وبضرورة‭ ‬الاحتراز‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب‭ ‬والتخريب‭ ‬والتعبيرات‭ ‬السياسية‭ ‬المعاكسة‭ ‬للتوجهات‭ ‬الحكومية‭.. ‬إلخ،‭  ‬فإن‭ ‬المغرب‭ ‬مقبل‭ ‬عما‭ ‬قريب‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬تظاهرات‭ ‬رياضية‭ ‬عالمية‭ ‬كبرى،‭ ‬مثل‭ ‬كأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬2025‭ ‬وكأس‭ ‬العالم‭ ‬2030‭. ‬فهل‭ ‬إفراغ‭ ‬الملاعب‭ ‬من‭ ‬الجماهير‭ ‬سينهي‭ ‬وجود‭ ‬المشاغبين‭ ‬والمخربين‭ ‬أو‭ ‬سيعيد‭ ‬تربيتهم‭ ‬ليحل‭ ‬مكانهم‭ ‬الأولياء‭ ‬الصالحون‭ ‬والطيبون‭ ‬اللطفاء‭ ‬والوديعون‭ ‬الطيعون؟‭ ‬أم‭ ‬سيشمل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬حتى‭ ‬الجماهير‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬ستحل‭ ‬بالمغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬متابعة‭ ‬منتخباتها‭ ‬في‭ ‬كأسي‭ ‬إفريقيا‭ ‬والعالم؟

 
وفي‭ ‬المحصلة،‭ ‬هل‭ ‬بهذا‭ ‬الإجراء‭ ‬«مباريات‭ ‬«الويكلو»‭ ‬والمدرجات‭ ‬الفارغة»،‭ ‬يمكن‭ ‬للمغرب‭ ‬أن‭ ‬يفسر‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬أقدم‭ ‬عليها‭ ‬لتجهيز‭ ‬الملاعب‭ ‬وتطوير‭ ‬التكوين‭ ‬الرياضي‭ ‬والرهان‭ ‬على‭ ‬استضافة‭ ‬المنافسات‭ ‬الدولية؟
 
لقد‭ ‬نسي‭ ‬المسؤولون‭ ‬عن‭ ‬تدبير‭ ‬الحقل‭ ‬الرياضي،‭ ‬ومعهم‭ ‬المسؤولون‭ ‬عن‭ ‬الأندية‭ ‬الكروية،‭ ‬أن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬هي‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تربية‭ ‬تتطلب‭ ‬سلوكا‭ ‬معينا‭ ‬«الأخلاق‭ ‬الرياضية»؛‭ ‬والتربية‭ ‬تعني‭ ‬النظام،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬إرساء‭ ‬أي‭ ‬نظام‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬قوته‭ ‬«أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تجريبه»‭ ‬دون‭ ‬إخضاع‭ ‬الجمهور‭ ‬له،‭ ‬ودون‭ ‬وضع‭ ‬آليات‭ ‬لمواجهة‭ ‬المشاحنات‭ ‬وإبطال‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الملاعب،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬أو‭ ‬تلك،‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬آهلة‭ ‬بالسكان،‭ ‬ومحاطة‭ ‬بالعمارات‭ ‬والمحلات‭ ‬التجارية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬مهمة‭ ‬مواجهة‭ ‬المعارك‭ ‬بين‭ ‬المشجعين،‭ ‬في‭ ‬حالة‭  ‬اندلاعها،‭ ‬أمرًا‭ ‬صعبا،‭ ‬وأحيانا‭ ‬مستحيلا،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ضعف‭ ‬الحصيص‭ ‬الأمني،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬قصور‭ ‬الآليات‭ ‬الموضوعة‭ ‬رهن‭ ‬إشارة‭ ‬القوة‭ ‬العمومية‭ ‬لإحباط‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الضعف‭ ‬لا‭ ‬يبرر‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬تحت‭ ‬يافطة‭ ‬«كم‭ ‬حاجة‭ ‬قضيناها‭ ‬بتركها»،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬إقصاء‭ ‬الجماهير‭ ‬من‭ ‬تشجيع‭ ‬فرقها،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الجمهور‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الرياضة‭ ‬ككل،‭ ‬وبخاصة‭ ‬على‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬إن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬جماهيريتها‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دعم‭ ‬الأندية‭ ‬وتطوير‭ ‬رؤيتها‭ ‬الرياضية،‭ ‬وحضورها‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬معادلة‭ ‬التنافسية،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التباري‭ ‬المباشر،‭ ‬وأيضا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المالي‭. ‬أليست‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬صناعة؟‭ ‬ألا‭ ‬يتم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬اقتصاديات‭ ‬كرة‭ ‬القدم؟‭ ‬ألا‭ ‬يتحدث‭ ‬المسيرون‭ ‬واللاعبون‭ ‬والمدربون‭ ‬لغة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والأموال؟‭  ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬صفقات‭ ‬انتقال‭ ‬اللاعبين‭ ‬وأجورهم‭ ‬الخيالية؟‭ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬قيمة‭ ‬جوائز‭ ‬البطولات‭ ‬المحلية‭ ‬والقارية‭ ‬والعالمية؟‭ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬السباق‭ ‬المحموم‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬لاستضافة‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬ومثيلاتها‭ ‬من‭ ‬المنافسات‭ ‬الرياضية،‭ ‬إقليميا‭ ‬وقاريا؟
 
لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬ونحن‭ ‬مقبلون‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬منافسات‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نحسن‭ ‬الإنصات‭ ‬لإشكالية‭ ‬الجمهور،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬نجيب‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬به،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬الفرق‭ ‬الوطنية‭ ‬محرومة‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‭ ‬من‭ ‬جماهيرها،‭ ‬حتى‭ ‬تظل‭ ‬الملاعب‭ ‬فارغة،‭ ‬وحتى‭ ‬تمسي‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬وتصبح،‭ ‬ومعها‭ ‬مسؤولو‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬السعيد‭ ‬وجمعيات‭ ‬المشجعين‭ ‬«الألترات»،‭ ‬على‭ ‬«وكفى‭ ‬الله‭ ‬المؤمنين‭ ‬شر‭ ‬القتال»،‭ ‬أي‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬التأطير‭ ‬والتنظيم‭.‬

إن‭ ‬الجماهير،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تعيه‭ ‬السلطات،‭ ‬ليس‭ ‬زائدة‭ ‬دودية،‭ ‬بل‭ ‬عنصرا‭ ‬حيويا‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬والأندية‭ ‬الرياضية‭ ‬واللاعبين،‭ ‬وأيضا،‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬كل‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يرعاها‭ ‬هذا‭ ‬النادي‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭. ‬إنها‭ ‬رقم‭ ‬صعب‭ ‬في‭ ‬المعادلة‭ ‬الكروية،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تعويضه‭ ‬بالمدرجات‭ ‬الفارغة،‭ ‬والبث‭ ‬التلفزي‭ ‬المباشر،‭ ‬وبالعقاب‭ ‬الجماعي‭ ‬لجمهور‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭. ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬علاجه‭ ‬بإحداث‭ ‬اللجان‭ ‬المحلية‭ ‬أو‭ ‬بتفعيل‭ ‬القوانين‭ ‬الزجرية،‭ ‬وإلا‭ ‬سنكون‭ ‬أمام‭ ‬«غيتوهات‭ ‬مؤقتة»‭ ‬تسري‭ ‬عليها‭ ‬قوانين‭ ‬الاستثناء‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬بداية‭ ‬المباراة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬نهايتها‭.‬

هذا‭ ‬الواقع‭ ‬يفرض‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬الإسراع‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة،‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬إفراغ‭ ‬الملاعب‭ ‬من‭ ‬الجماهير،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات:
 
أولا:‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬مختلف‭ ‬المتدخلين‭ ‬بالجمهور‭ ‬(أندية -‭ ‬القضاء‭ ‬-‭ ‬جماعات‭ ‬ترابية‭ ‬-‭ ‬جمعيات‭ ‬المشجعين‭ ‬-‭ ‬قوات‭ ‬عمومية‭ ‬-‭ ‬إعلام‭ ‬-‭ ‬باحثين)،‭ ‬والاستعانة‭ ‬بالقراءة‭ ‬السوسيولوجية‭ ‬لتحديد‭ ‬سوء‭ ‬الفهم‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭.‬
 
ثانيا:‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور‭ ‬ليس‭ ‬بوصفه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المتفرجين،‭ ‬بل‭ ‬بوصفه‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الهوية‭ ‬الرياضية‭ ‬للأندية،‭ ‬وتشجيع‭ ‬ارتباط‭ ‬النادي‭ ‬بجماهيره‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬إدارتها‭. ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬يمكن‭ ‬للأندية‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬فعّالاً‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬القيم‭ ‬الإيجابية‭ ‬وتعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬المشجعين‭ ‬وترصيص‭ ‬صفوفهم،‭ ‬عوض‭ ‬حالة‭ ‬التمزق‭ ‬التي‭ ‬نلاحظها‭ ‬بين‭ ‬مشجعي‭ ‬النادي‭ ‬الواحد‭. ‬
 
ثالثا:‭ ‬إحداث‭ ‬إطارات‭ ‬تابعة‭ ‬للأندية‭ ‬الرياضية‭ ‬مهمتها‭ ‬الأساس‭ ‬هي‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجمهور‭ ‬والتفاعل‭ ‬المباشر‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬فعاليات‭ ‬ثتقيفية‭ ‬وتربوية‭ ‬وترفيهية‭ ‬متنوعة‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬مطالبه‭ ‬وتلبية‭ ‬حاجياتها‭.‬
 
رابعا:‭  ‬فرض‭ ‬استخدام‭ ‬بطاقات‭ ‬التعريف‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬بطاقة‭ ‬مشجع‭ ‬(FAN ID)،‭ ‬لاقتناء‭ ‬تذاكر‭ ‬المباريات،‭ ‬وتطبيق‭ ‬عقوبات‭ ‬زجرية‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬تجار‭ ‬السوق‭ ‬السوداء،‭ ‬وحرمان‭ ‬المشجعين‭ ‬المشاغبين‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الملاعب‭ ‬لفترات‭ ‬يضبطها‭ ‬القانون‭.‬
 
خامسا:‭ ‬التحكم‭ ‬القبلي‭ ‬في‭ ‬تنقلات‭ ‬جماهير‭ ‬الفرق‭ ‬الزائرة،‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالتنقل‭ ‬الجماعي‭ ‬أو‭ ‬الفردي،‭ ‬والعمل‭ ‬بنظام‭ ‬الإغلاق‭ ‬الأمني‭ ‬لمنطقة‭ ‬جلوس‭ ‬جماهير‭ ‬الفرق‭ ‬الضيفة،‭ ‬وتنظيم‭ ‬خروجها‭ ‬عبر‭ ‬أبواب‭ ‬محددة‭ ‬وخفرها‭ ‬إلى‭ ‬محطات‭ ‬الركوب‭.‬
 
سادسا:‭ ‬إدماج‭ ‬الجماهير‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للأندية‭ ‬ما‭ ‬داموا‭ ‬يشكلون‭ ‬مصدراً‭ ‬هاماً‭ ‬للإيرادات‭ ‬من‭ ‬تذاكر‭ ‬المباريات‭ ‬والتسويق،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬احتضانهم‭ ‬في‭ ‬تنظيمات‭ ‬جمعوية‭ ‬صلبة‭ ‬أمراً‭ ‬حيوياً‭ ‬لاستمرارية‭ ‬النوادي‭ ‬وازدهارها‭ ‬المالي،‭ ‬وأيضا‭ ‬للانضباط‭ ‬داخل‭ ‬المدرجات‭.‬
 
سابعا:‭ ‬إحداث‭ ‬جائزة‭ ‬الجمهور‭ ‬المثالي،‭ ‬وجائزة‭ ‬أحسن‭ ‬«تيفو»،‭ ‬وجائزة‭ ‬أحسن‭ ‬مشجع،‭ ‬وذلك‭ ‬لبعث‭ ‬الإثارة‭ ‬والتشويق‭ ‬بين‭ ‬الجماهير،‭ ‬وإبراز‭ ‬أن‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬يصنعها‭ ‬المشجعون‭ ‬بالقدر‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬يصنعه‭ ‬اللاعبون‭ ‬والمدربون‭ ‬والمسيرون‭.‬
 
لقد‭ ‬كان‭ ‬الحضور‭ ‬الجماهيري،‭ ‬بعد‭ ‬الإنجاز‭ ‬التاريخي‭ ‬للأسود‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬قطر‭ ‬والحضور‭ ‬القوي‭ ‬للأندية‭ ‬والمنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬المنافسات‭ ‬القارية،‭ ‬لافتا،‭ ‬وفاق‭ ‬كل‭ ‬التوقعات،‭ ‬مما‭ ‬أعطى‭ ‬للعبة‭ ‬رونقاً‭ ‬ومنظراً‭ ‬جميلاً‭ ‬في‭ ‬المدرجات،‭ ‬وحقنها‭ ‬بالإثارة‭ ‬والتنافس‭ ‬بين‭ ‬جماهير‭ ‬هذا‭ ‬النادي‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭  ‬مما‭ ‬وضع‭ ‬بوأ‭ ‬الجمهور‭ ‬المغربي‭ ‬مرتبة‭ ‬الشرف‭ ‬في‭ ‬الشغف‭ ‬الكروي،‭ ‬وليس‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الأثر‭ ‬الرائع‭ ‬الذي‭ ‬تركه‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬ملاعب‭ ‬قطر‭ ‬«المونديال‭ ‬2022»‭ ‬وملاعب‭ ‬باريس‭ ‬«الأولمبياد‭ ‬2024»،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬العالم‭ ‬يردد‭ ‬معهم‭ ‬«سيييير‭.. ‬سييير‭.. ‬سييير»‭. ‬لهذا‭ ‬السبب،‭ ‬على‭ ‬المسؤولين‭ ‬الرياضيين‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬«منطقة‭ ‬الراحة»‭ ‬التي‭ ‬اختاروا‭ ‬الإقامة‭ ‬فيها‭ ‬بكل‭ ‬اطمئنان،‭ ‬وربط‭ ‬الملاعب‭ ‬بجماهيرها‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬اللعبة،‭ ‬إذ‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬الحماس‭ ‬والمتعة‭ ‬والاستمتاع،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تنفخ‭ ‬الروح‭ ‬في‭ ‬بطولتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تعيش،‭ ‬الآن،‭ ‬لحظة‭ ‬باردة‭.‬
تفاصيل أوفى تجدونها في العدد الجديد  من أسبوعية " الوطن الآن" 
رابط العدد هنا