محمد شفيق: في الحاجة إلى بياض الوزرة وضيائها

محمد شفيق: في الحاجة إلى بياض الوزرة  وضيائها محمد شفيق
لا افهم ولا أكاد استوعب هذا التعنت الذي أصبح سلوكا اعتياديا لرجال لم يتواجدوا في موقع المسؤولية إلا من أجل الإنصات إلى هموم الناس واحتياجاتهم والسعي إلى حلها أو التخفيف من حدتها كحد أدنى.
 
هكذا هي مسؤولية الوزراء، وهكذا هي بروفايلاتهم، فبالقدر الذي يتمكنون من حل المشاكل، وربما استباقها من أجل نزع فتيل التوتر واحتدام المواجهة، بالقدر الذي يكونون فيه جديرين بموقعهم ومستحقين له.
 
في مناسبتين دالتين أخلف وزرائنا الموعد مع التاريخ، وقدموا لنا فهما  خاصا لمعنى المسؤولية ولدلالة أن تكون وزيرا.
ومن مكر الصدف أن تنجلي هذه الحقيقة المؤلمة ويفضحها بياض ناصع لوزرة وشحها المجتمع بكثير من النبل والإحترام.
 الوزرة البيضاء للأساتدة، كاد تعنت مسؤولي القطاع أن يعصف بسنة دراسية كاملة بعدما توقفت الدراسة وشلت المدارس لأزيد من ثلت الزمن التربوي، ولا استبعد أن نتائج هذا التعنت ستمتد آثاره لسنوات بخصوص جودة التعلمات وظروف التحصيل الدراسي والتأخير في اكتساب المهارات والتشويش عليها،
  
ولأن البياض فاضح، مرة أخرى هاهي وزرة أطباء المستقبل تكشف  سلوكا غير مفهوم لمسؤولين لا يفهمون من الحوار غير لحظات لربح الوقت، ومن التشاور غير الإستماع التي تقتضيه تقاليد المجاملة.
 
سنة بكاملها توقفت فيها الحياة بمدرجات كليات الطب وتم تعليق آمال أسر كتيرة وتم تأجيل لحظات تفرح فيها أسر بأبنائها...سنة كاملة ظل الغموض خلالها سيد الموقف في مجال تحتاج رهاناته وتحدياته الضاغطة الكثير من الجرأة والقوة والوضوح.
 
تصلنا يوما بعد يوم بوادر انفراج لأزمة لم يكن لها داع لوقوعها.
أيها الوزراء لا تخافوا أصحاب الوزرة البيضاء، ولكنه سواد السياسة الذي يهاب بياض أحلامنا على بساطتها.