نشطاوي: النظام العسكري الجزائري جد متخوف من الإشعاع الرياضي الذي يحققه المغرب

نشطاوي: النظام العسكري الجزائري جد متخوف من الإشعاع الرياضي الذي يحققه المغرب محمد نشطاوي، أستاذ جامعي
ما‭ ‬دامت‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الرياضة‭ ‬والسياسة،‭ ‬أحيانا‭ ‬تكون‭ ‬الرياضة‭ ‬هي‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الارتقاء‭ ‬بوضعها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الشأن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لقطر‭ ‬عندما‭ ‬نظمت‭ ‬كأس‭ ‬العالم،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإثيوبيا‭ ‬حينما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بعدائيها،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬تستغل‭ ‬الرياضة‭ ‬كآلية‭ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬التمركز‭ ‬الدولي‭ ‬والجيواستراتيجي،‭ ‬لكن‭ ‬أحيانا‭ ‬تكون‭ ‬الرياضة‭ ‬وسيلة‭ ‬لإشعال‭ ‬الحروب‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الشأن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للحرب‭ ‬بين‭ ‬الهندوراس‭ ‬والسلفادور‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬بسبب‭ ‬مباراة‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬ودائما‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬الميادين‭ ‬وسيلة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬أفكار‭ ‬أو‭ ‬آراء‭ ‬ودعم‭ ‬أو‭ ‬سخط‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الجماهير،‭ ‬حيث‭ ‬لاحظنا‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬مباراة‭ ‬لاس‭ ‬كونجرس‭ ‬في‭ ‬اسكتلندا‭ ‬أبان‭ ‬فيها‭ ‬الجمهور‭ ‬الاسكتلندي‭ ‬عن‭ ‬دعمه‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬ولاحظنا‭ ‬أيضا‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬مباراة‭ ‬التأهل‭ ‬الى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‭ ‬ومصر‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تتطور‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬سياسية‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا،‭  ‬لذلك‭ ‬فالعلاقات‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬الرياضة‭ ‬تستغل‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬أفكار‭ ‬سياسية‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح،‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬للتأثيرات‭ ‬السياسية‭ ‬آثار‭ ‬على‭ ‬الملتقيات‭ ‬الرياضية‭ .‬
بالنسبة‭ ‬للتوتر‭ ‬الجزائري‭ ‬–‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬الزاوية‭ ‬الرياضية،‭ ‬بالفعل‭ ‬لاحظنا‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬الجزائري‭ ‬سواء‭ ‬المرئي‭ ‬أو‭ ‬المسموع‭ ‬يستغل‭ ‬بعض‭ ‬اللقاءات‭ ‬الرياضية‭ ‬والمناسبات‭ ‬لبث‭ ‬سمومه‭ ‬تجاه‭ ‬المغرب‭ ‬أو‭ ‬تجاه‭ ‬الفرق‭ ‬الرياضية‭ ‬المغربية‭ ‬أو‭ ‬المسؤولين‭ ‬المغاربة‭ ‬والنيل‭ ‬من‭ ‬شرفهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الادعاء‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬جوانب‭ ‬غير‭ ‬أخلاقية‭ ‬في‭ ‬فوز‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬رياضية‭ ‬مثل‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬بقطر‭ ‬أو‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬هذه‭ ‬الانجازات‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بمباراته‭ ‬ضد‭ ‬اسبانيا‭ ‬أو‭ ‬ضد‭ ‬بلجيكا‭ ‬أو‭ ‬ضد‭ ‬البرتغال،‭ ‬لكن‭ ‬سبحان‭ ‬الله‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬ومعه‭ ‬المسؤولون‭ ‬المغاربة‭ ‬بدون‭ ‬شعور‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬رد‭ ‬كيدهم‭ ‬في‭ ‬نحرهم،‭ ‬حيث‭ ‬حقق‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬نتائج‭ ‬لم‭ ‬يحققها‭ ‬أي‭ ‬منتخب‭ ‬عربي‭ ‬أو‭ ‬إفريقي‭.‬
لاحظنا‭ ‬كذلك‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬مباراة‭ ‬نهضة‭ ‬بركان‭ ‬ضد‭ ‬اتحاد‭ ‬العاصمة‭ ‬الجزائري‭ ‬كيف‭ ‬تحولت‭ ‬من‭ ‬مباراة‭ ‬رياضية‭ ‬الى‭ ‬جدال‭ ‬سياسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلال‭ ‬ما‭ ‬اعتبر‭ ‬"رموز‭ ‬سياسية"‭ ‬ضد‭ ‬السياد‭ ‬الجزائرية‭ ‬ولا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬خريطة‭ ‬المغرب‭ ‬وسيادة‭ ‬الجزائر‭ ‬أو‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الجزائري‭ ‬سوى‭ ‬فضح‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والبوليساريو‭ ‬وبأن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بتقرير‭ ‬المصير‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستغلال‭ ‬البوليساريو‭ ‬كآلية‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬إجهاض‭ ‬كل‭ ‬تنمية‭ ‬مغربية،‭ ‬كما‭ ‬سجلنا‭ ‬أيضا‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الانجازات‭ ‬التي‭ ‬يحققها‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬"الفوتسال"‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الإعلام‭ ‬الجزائري‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬الجزائري‭ ‬لا‭ ‬يرقى‭ ‬لمستوى‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي،‭ ‬ولم‭ ‬يتأهل‭ ‬أصلا‭ ‬الى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬أوزبكستان،‭ ‬وأيضا‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬المنتخب‭ ‬النسوي‭ ‬المغربي‭ ‬الذي‭ ‬لعب‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬نيوزلندا،‭ ‬والتقليل‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬المسؤولين‭ ‬المغاربة‭ ‬وخصوصا‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬والذي‭ ‬ينال‭ ‬نصيب‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬هاته‭ ‬الاتهامات‭ ‬والاستفزازات‭ ‬ومحاولة‭ ‬إعطاء‭ ‬صورة‭ ‬سيئة‭ ‬عنه،‭ ‬وهي‭ ‬مناسبة‭ ‬لإحقاق‭ ‬الحق،‭ ‬فالسيد‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬هو‭ ‬نموذج‭ ‬للمسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬تركوا‭ ‬ويتركون‭ ‬بصماتهم‭ ‬واضحة‭ ‬للعيان‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتسيير‭ ‬الشأن‭ ‬الكروي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬ويرجع‭ ‬لله‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬عرفته‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وما‭ ‬حققه‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فقوة‭ ‬الرجل‭ ‬وكفاءته‭ ‬وجديته‭ ‬ودعمه‭ ‬القوي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وإصراره‭ ‬على‭ ‬التميز‭ ‬وعلى‭ ‬تطوير‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬يجعل‭ ‬منه‭ ‬الشخص‭ ‬المناسب‭ ‬للحقد‭ ‬الجزائري‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬شخصه‭ ‬والنيل‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬المغرب،‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬يبين‭ ‬الى‭ ‬أي‭ ‬حد‭ ‬يتخوف‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري‭ ‬من‭ ‬الإشعاع‭ ‬الرياضي‭ ‬الذي‭ ‬يعرفه‭ ‬المغرب‭ ‬ويتخوف‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬يحققها‭ ‬المغرب‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬القاري‭ ‬ولا‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬لأنه‭ ‬ببساطة‭ ‬هذه‭ ‬الانجازات‭ ‬تفضح‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري،‭ ‬الدولة‭ ‬ذات‭ ‬الإمكانات،‭ ‬الدولة‭ ‬القارة‭ ‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬أنها‭ ‬ثالث‭ ‬اقتصاد‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لكنها‭ ‬متخلف‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرياضي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فهذا‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬إحراج‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري‭ ‬أمام‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬واتهام‭ ‬المغرب‭ ‬يعد‭ ‬محاولة‭ ‬لإلهاء‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬وصلته‭ ‬الرياضة،‭ ‬فهناك‭ ‬انتكاسة‭ ‬حقيقية‭ ‬للرياضة‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكده‭ ‬إقدام‭ ‬بعض‭ ‬اللاعبين‭ ‬الجزائرين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الرياضات‭ ‬الفردية‭ ‬على‭ ‬الاقتراض‭ ‬أو‭ ‬رهن‭ ‬حلي‭ ‬أمهاتهن‭ ‬دون‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬الاتحاديات‭ ‬الجزائرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الملتقيات‭ ‬الدولية‭.‬