خالد أخازي: عفوا بنموسى المدرس ليس محركا لأي تحول وحسن الفد على راسنا .. لكن

خالد أخازي: عفوا بنموسى المدرس ليس محركا لأي تحول وحسن الفد على راسنا .. لكن خالد أخازي
في زمن ما من  المغرب البائد....
ظهر جيل من المدرسين الفنانين والرياضيين والصحافيين والمنشطين والجمعويين...
 تفرغوا للمنصات عبر وضعية تسمى وضع رهن إشارة جمعيات الجبال والبحار والسهول... 
كنا نحن في الجبال نعاني العزلة والنفي...
وقهر الطبيعة والغربة...
وكانوا هم في الحواضر يترقون أسرع منا...
يسافرون كالنجوم...
غدوا بعيدين عنا...
لا نراهم في المسارح...
نقرأ لهم عمودا...
نتابعهم على الأثير...
نردد أغانيهم... ونقول بسذاجة هم منا...
لنا معهم مواعد فقط على لوائح الترقية... 
ونعرف أنهم منا... بلا بدلات ولا طباشير...
أنهم مدرسون لم يجدوا حجرة تدريس أو ثم تشبيحهم حتى  خرجوا من غبار الطباشير خفية نحو المنصات والبلاطوات... وحتى قاعات التحرير... وإعداد الأخبار...
جيل من الكبار... من المغنين  والممثلين وحتى الكتاب والصحافيين...
كنا نعرف أنهم محسوبون علينا...
لكنهم في ميادين أخرى...
يغنون...
يمثلون....
يعلقون على المباريات...
يكتبون في المنابر الورقية....
بعضهم ظل محسوبا على التربية...
ولا نعرف كيف يجد الوقت للتدريس...
وكانت الخطة" يلحق بالنيابة... شبح... يصول المسارح، ويصدح على المنصات... أو قلما صحفيا وأحيانا شبح باسم النقابة متفرغ لكل شيء إلا النقابة...
هؤلاء كانوا يعرفون خريطة  العبور نحو كعكعة السلطة....
هؤلاء كانوا يجيدون التخفي باسم النقابة والحزب والجمعية وبعض الجامعات الرياضية...
ظلوا محسوبين على الأقسام حتى تقاعدوا.. 
ظلوا بأرقام تأجير حتى تلقفوا فرصة المغادرة الطوعية...
ظلوا... ملحقين... رهن الإشارة.... متفرغين وهم نشطون في قطاعات فنية وثقافية ورياضية...
كانت تخفيهم آلة إدارية بشرعية وطنية... وبطرق ملتوية...
كانت تحميهم مظلات نقابية وحزبية وسياسية وجمعوية بشرعية نضالية...
ترقوا خارج الحجرات....
وتقاعدوا بحيرة  قلم...
وكملوا مشوارهم ...في رغد دون حسد 
كلنا  نعرفهم...
ففيهم الكبار...
الكبار ممن شغلوا العقول والصحافة...
فيهم النجوم والأعلام والأسماء التي تختفي لتظهر في الجموع العامة والمؤتمرات وتلبية لكل صيحة في وادي الغنيمة والعطاء...
هو ريع آخر...
له رقم تأجير... ومظلة وحاجة رائجة
تحت يافطة التنمية والرقي والوطنية وحتى النضال....
من هنا... نتساءل " أي مسار نقدم للمدرس  في منتدى وطني لن يكون فيه غير من أنتجته قنوات الفلترة الجديدة... ليخرج القول وفق المخرجات...؟"
وحسن الفد على راسنا...
و"علام هذ كبور... "..
نعم ... رفه عن أمهاتنا وجداتنا ...حسن الفد بشخصية كبور المقهور في فرجة المفارقات السوداء، منذ تعلم ذات رمضان اللعب مع الكبار بالتحول من فنان الشعب إلى فنان شعبي...
لحسن حظه تعلم باكرا...
لكن... عذرا سي كبور...
بغض النظر عن قيمة المشاركة ماديا...
 في زمن منسي لأنه قصير لبست الوزرة البيضاء،  زمن منسي كمدرس، وتفرغت للتمثيل،  للكاميرا... للركح ... ثم هاجرت لكندا... بصحتك...
 لكن لا يمكن أن تقدم  مسارا يقتدى به، في المنتدى الوطني للمدرس...كتجربة إنسانية متميزة... للرقي المهني للمدرس، ولمسار فني لمدرس، ظل مدرسا، يخدم المدرسة  فنيا، لا شركات التلفون ومؤسسة الوقاية من لكسايد....
من يؤمن بوطنه لا يهاجر وهو في سعة من العيش....
،له بنموسى نسى المساواة... ومقاربة النوع " واختفى ب المدرس... دون المدرسة...."...
صاحبي... كبور...
أنت عارف... راك ولد عين السبع... وثانية " البرد" عقبة... واش بالصح سمية جات من " bird 
البنك الدولي للتنمية هو لي مول المشروع... ولا من البرد لي جاي من جهة الشابو....
من يؤمن بمدارس وطنه ومستشفياته ومؤسساته، لا يهاجر لبلد آخر وهو في غنى عن هجرة من أجل كسرة الخوف...
هذا العالم الذي تسخر منه هو عالمنا...
نعم... مليء بالحقد والضغينة والبؤس والغضب...
ربما مازلت تراه بعيني كبور.... 
فقد مرت على أول حلقة أكثر عشرة سنوات....
دعنا نقر...
أنك فنان شعبي...
ولست فنان الشعب...
مسارك فني... كثيف... لا يمكن لزمن القسم أن يسمح به....
أما عن الثمن... ثمن الدقيقة... كما قيل...
فما أعطيناك من صرائبنا يغنيك عن تمد يدك لتأخذ نصيبا من زردة نصف مليار....
فالوزارة التي تصف المدرس بالمحرك لكل تحول...
يبدو أنها خيالها واستعاراتها معطوبة....
فالمحرك لكل تحول هو منظومة متكاملة من الموارد البشرية والمادية والمالية، وبنزين المحرك هو الإصلاح والحكامة والتطهير والتخليق...
لكن ما الذي يضيفه محرك لآلة تربوية بلا  سائق يجيد السياقة في تضاريس تربوية صعبة....؟ 
فخارطة الطريق نفسها معطوبة..
المحرك هو الحكامة والتخليق... أما المدرس... فهو جزء من حلقة معقدة.... حين يجد مركبة التعليم جاهزة... يقودها نحو الأهداف... وحزام أمانه هو الإنصاف والاعتراف والتقدير...
فالمنتدى الوطني للمدرس، كباقي هلوسات با موسى، مجرد هدر للمال، سيعمق الاحساس بالغبن،  لأن أصحاب القضية سيكونون غائبون... 
هذا في الوقت الذي مازالت عديد من مؤسسات الريادة تنتظر  المعدات....
حسن الفد ليس القضية...
لكنه...لم يكتو بنار التعليم... ولم يستنزفه القسم، ولا يعيش بيننا.. 
لهذا... وصفنا الأمر برمته عبثا...
وحسن الفد... كبير في مجاله....
خالد أخازي ، روائي وإعلامي مستقل