يعتبر الزكام من أمراض الخريف وفصل الشتاء حيث تنخفض درجة حرارة الجو ومعه درجة حرارة الجسم التي تضعف بسببها المناعة وبالتالي يكون مهيئا لهجوم الفيروسات الموسمية ومنها الأنفلونزا بمختلف أنواعها،والتي من خصائصها التحول الجيني السريع. وبالتالي فكل موسم له فيروساته الخاصة به مما يفسر أن عملية استخلاص اللقاحات الموسمية تكون بعد ظهور الحالات الأولى من الزكام من أجل التعرف الدقيق على نوع الفيروس وإنتاج ما يناسبه من لقاح.
من أعراض الزكام ارتفاع درجة الحرارة وخصوصا بالنسبة للأطفال وللمسنين، والسعال والتهاب المسالك الهوائية في درجات متفاوتة من البسيطة التي يمكن تحملها إلى عسر التنفس الذي يحتاج إلى تدخل استعجالي كما هو الشأن بالنسبة لبعض مرضى الربو المزمن، وسيلان الأنف بالمخاط، وصداع الرأس والإحساس بالتعب و العياء العام ...
تبدأ هذه الأعراضُ عادة بعد يومين أو ثلاثة أيام من التقاط العدوى من شخص مصاب عبرمرور فيروس الأنفلونزا من رذاذ العطاس والسعال أو عبر لمس الأشياء المتصلة بمخاط المريض كاليدين والمناديل حيث تكون مشبعة بالفيروسات.
وبالتالي تشمل طرقُ الوقاية من الزكام وتجنُّب نقل العدوى إلى الآخرين بالأساس غسل اليدين بشكل متكرِّر، وعدم لمس العينين أو الأنف، لأنَّ فيروسات الزكام الموجودة على اليدين يمكن أن تدخل بكل سهولة إلى الجسم عبر العينين والأنف.
وعدمُ الاقتراب من المصابين بالزكام،وخصوصا عدم تهور المصاب بتقبيل الأطفال الصغار ومصافحة الكبار بيدين غير نظيفتين. والحرص على الابتعاد عن الآخرين لحمايتهم من العدوى.كما على المريض أن يغطِّي أنفه أو فمه بمنديل أو بمرفقه حين يعطس أو يسعل، كي لا تتسخ يداه، ثمَّ تنتشر العدوى من خلال لمس الناس أو الأشياء.
وهنا تكمن أهمبة غسل اليدين بالماء والصابون في الوقاية من هذا المرض بل هي الطريقة المثلى لمنع انتشاره. كما ينبغي تهوية الغرف بالمنزل ومكان العمل حتى يتم تفادي الجو المغلق الذي بدوره يسهل العدوى مرور الفيروسات من الشخص المصاب إلى من يشاركه نفس المكان.
عادة ما ترجع المياه إلى مجاريها في بضعة أيام حتى وبدون أخذ أي دواء ولكن يمكن تخفيف أعراض الزكام عن طريق:
- شرب الكثير من السوائل
- أخذ قسط من الراحة في الفراش.
- تناول أغذية غنية بالفيتامين (س) كالليمون والبرتقال وعلى العموم الخضر والفواكه
- تناول مسكِّنات الألم التي تُباع من دون وصفة طبية كالباراسيتامول لمواجهة ارتفاع درجة الحرارة وصداع الرأس لكن مع الاحتياط والحذر من تجاوز المقادير لأن طلب النتائج السريعة قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الدواء وبالتالي مضاعفة التأثيرات السلبية للدواء.
- استخدام الماء المملح للمساعدة في تخفيف أعراض الأنف.
أحيانا يتم اللجوء إلى المضادات الحيوية عبر الاقتناء المباشر من الصيدلية حتى وبدون جدواها اعتقادا أنها تسرع الاستشفاء ولذلك ينبغي استشارة الطبيب المعالج واحترام وصفة الطبيب والاقتصار عليها.
في الحالات المتفاقمة ينبغي لزوما، مع الاحتياطات السابقة، استشارة الطبيب الذي قد يصف مضادات الفيروسات و أحيانا المضادات الحيوية والأدوية التي تساهم في تخليص المسالك الهوائية من الانسداد والاختناق وخصوصا بالنسبة لمرضى الربو والأطفال الصغار والمسنين والأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب وضغط الدم وهي حالات قد يتم التخفيف منها بتلقي التلقيحات الموسمية الخاصة بالأنفلونزا .