بينما تتوالى الكوارث الطبيعية على مناطق الواحات ( الراشيدية وتنغير وزاكورة وطاطا وفكيك)، حيث يلقى السكان حتفهم في الشعاب والأودية نتيجة الفيضانات والسيول الجارفة، يغيب عن الشريط الواحي الدعم الكافي والتدخل السريع من قبل المسؤولين السياسيين المحليين والمركزيين.
في ظل هذه الظروف المأساوية، يجد ممثلو المجتمع الواحي، ممن يُفترض بهم أن يكونوا صلة وصل بين السكان والحكومة، أنفسهم بأكادير وآخرون بالعاصمة الرباط مستمتعين بفعاليات مختلفة بعيداً عن مأساة سكانهم.
وبينما تشهد مناطق الواحات صعوبات في مواجهة الكوارث، يبقى السؤال المطروح ..كيف يمكن لهؤلاء المسؤولين أن يحتفلوا ويرقصوا بعاصمة سوس وكذا الرباط وسط البنيات التحتية المغشوشة، التي أدت إلى تفاقم الأوضاع الكارثية في المناطق المتضررة؟
في سياق موازٍ، شهدت عاصمة سوس وكذا العاصمة الرباط حضورًا وازنًا لشباب حزبي الأحرار بأكادير، والأصالة والمعاصرة بالرباط.
فبعد سهرات الغناء والرقص بأكادير، يأتي الدور على هامش إطار الورشة التكوينية الثانية ضمن فعاليات الجامعة الصيفية لحزب البام، التي تمحورت حول "آليات التواصل الاجتماعي الرقمي". ورغم أهمية هذه الورشة التي أطرها مجموعة من صناع المحتوى الرقمي، والتي تستهدف تمكين الشباب من أدوات التواصل الحديثة، فإن الأوضاع المتدهورة في مناطق تافيلالت وطاطا وفكيك، تطرح تساؤلات حادة حول الأولويات التي يتبناها ممثلو الجهة في ظل هذه الظروف.
هل كان من الأجدر على هؤلاء الشباب، الذين يمثلون مستقبل السياسة في المنطقة، أن يكونوا أكثر وعيًا بالمشاكل التي تعيشها جهاتهم؟ وهل يمكن اعتبار تفاعلهم الرقمي بديلاً عن الحضور الميداني والعمل على تحسين الظروف الكارثية التي تهدد حياة السكان في الأرياف والقرى المنكوبة؟
إن غياب البنية التحتية الصلبة والصامدة أمام الفيضانات والسيول في مناطق مثل طاطا وجهة درعة تافيلالت عامة، يعكس تحديات أكبر مرتبطة بسوء التخطيط والغش في إنجاز المشاريع التنموية.
فمن غير المقبول أن تكون مناطق عديدة في الشريط الواحي عرضةً لمثل هذه الكوارث الطبيعية، في حين تُخصص ملايين الدراهم لمشاريع بنية تحتية لا تصمد أمام التغيرات المناخية القاسية ثوانٍ معدودات؟
يبقى السؤال الملح ..أو المالح من سيتحمل مسؤولية هذه الأرواح والخسائر المادية؟ وما هو دور ممثلي المجتمع الواحي في تصحيح هذه الأوضاع؟
بدون ختمة:
يجب أن تتوجه الأنظار إلى ضرورة إعادة ترتيب الأولويات في هذه المناطق، حيث يكون الميدان أولى من المناسبات الاحتفالية، والتدخل العاجل أهم من الورشات التكوينية التي تغيب عن واقع الحياة اليومية لأبناء المنطقة.