انطلق الموسم الدراسي الجديد 2024/2025، وسط آمال وتطلعات في أن نشهد موسما دراسيا جديدا مختلفا عن سابقه الذي تميز بتوقف الدراسة لمدة طويلة بسبب إضرابات نساء ورجال التعليم وتعني وزارة التربية والتعليم في الاستجابة لمطالبهم المشروعة.
في هذا الموسم الدراسي الحالي، نتمنى ان تكون هناك ضوابط صارمة وحازمة لعودة الانضباط والالتزام داخل مؤسساتنا التعليمية ومواجهة كل أشكال الانحراف التي تقع بمحيطها، وإعطاء الاهتمام للأنشطة المدرسية لكونها مهمة في تطوير مهارات التفكير الإبداعي والابتكار وتنمية الشخصية وتحفيز التلاميذ والتلميذات على المواظبة وتجنب التغيرات غير المبرر.
وأتمنى بمناسبة انطلاق الموسم الدراسي الحالي، استمرار جمعيات الآباء وأولياء الأمور التركيز على تقديم الدعم الاجتماعي للتخفيف عن كاهل الأسر محدودي الدخل، ودعم التلاميذ والتلميذات غير القادرين على مواجهة المصاريف الدراسية المرتفعة وغيرها من اللوازم المدرسية.
إن بداية الموسم الدراسي الحالي يشكل محطة هامة في حياة التلاميذ والتلميذات وكذا أولياء أمورهم على حد سواء.
ينطلق الموسم الدراسي الحالي في أجواء من التفاؤل والحماس رغم تزامنه مه إجراء الإحصاء العام للسكان والسكنى، لكون التعليم يعد من الركائز الأساسية التي تعتمدها الدول في بناء المستقبل وتحقيق التنمية البشرية المستدامة. والتعليم كذلك هو من أهم مقومات تقدم الشعوب..لذا وجب على كل الجهات المسؤولة على تدبير الشأن التعليمي من المديريات الاقليمية والاكاديميات ومدراء المؤسسات التعليمية، العمل دوما غلى تحفيز نساء ورجال التعليم وتحسين جودة التعلم من خلال إدخال تعديلات على المناهج الدراسية التي لازالت تراوح مكانها. فعلى سبيل المثال لا الحصر لازال أساتذة مادة الاجتماعيات بالسلك الثاني يدرسون مواضيع متجاوزة وغير مواكبة للمنتجات الراهنة. ولم يتم تغيير الكتب المدرسية منذ سنوات خلت..كما على وزارة التربية والتعليم تعزيز عملية التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية. ويندرج هذا التحول في إطار الرؤية الاستراتيجية التي تركزعلى الابتكار والمعرفة كعنصرين أساسيين في بناء جيل قادر على المنافسة العالمية.
ولإنجاح الموسم الدراسي الحالي، على الأسر بدورها القيام بمجهود يومي داخل البيت وخارجه وتتبع مسار أبنائها التعليمي وتوفير الدعم النفسي لهم.
كما ينبغي مواجهة آفة الدروس الخصوصية المرهقة لجنوب الاسر، ولكي لا تصبح بديلا للمدرسة العمومية.. وعلى المؤسسة التعليمية أن تقوم بدورها، ويقوم الاستاذ بدوره في المدرسة على أكمل وجه. كما على الجهات المسؤولة عن تدبير الشأن التعليمي العمل وبقوة على مواجهة ظاهرة كثافة الفصول الدراسية. فلا يعقل أن يصل عدد التلاميذ إلى 47 بالفصل الدراسي.
فالاكتظاظ يلغي كل الجهود المبذولة من طرف نساء ورجال التعليم .كما على وزارة التربية والتعليم العمل على توفير الموارد البشرية المناسبة باعتبارها الرأسمال الحقيقي لتقدم الشعوب ..وهي قضية مهمة من أهم القضايا في منظومة التربية والتعليم لأنها تتعلق بحسن سير العملية التعليمية وجودة التعليم ومخرجاته.
وصفوة القول، فبداية الدخول المدرسي يمثل فرصة سانحة للتلاميذ لبدء صفحة جديدة مع الدعم الكافي من الأسرة والمدرسة. فهما شريهان حقيقيان في خدمة التلميذ.
إذن، مع إشراقة هذا الموسم الدراسي الحالي، أجمل تحية وأطيب المتمنيات بالمحبة والخير لكل نساء ورجال.
خليل البخاري/ أستاذ مادة الاجتماعيات